يحتاج الإنسان للوحدة من حين لآخر، كي يلقي نظرة أقرب على ما في داخله، ويحاسب نفسه على الفترة الطويلة التي التفت فيها إلى الآخرين ونسي نفسه. ويعيد ترتيب أوراقه المبعثرة، وربما يخرج بقرارات جديدة، مع ذلك، يجب أن تكون هذه الفترة مؤقتة، ينتهي منها الإنسان سريعا وهو أكثر قوة وأوسع فهما لنفسه ورغباته، ليعود إلى حياته، ويستأنف طريقه من جديد.
حسنا، كيف يمكنك التغلّب على الوحدة، والخروج من أسرها، بعد ذلك؟
الأصدقاء
ليس مثل الأصدقاء بإمكانهم أن يخرجوك من وحدتك وعزلتك، ويدفعونك دفعا للانخراط في حياتك من جديد، خاصة لو كانت العلاقة بينكم قديمة، ومساحات المودة والحب لا متناهية، فاترك حبال الود موصولة مع قلة مختارة منهم طوال الوقت، أيا كانت حالتك النفسية، وأيا كانت المشاكل والمشاغل التي تلتهم حياتك، حتى إذا ما احتجت إليهم وجدتهم أمامك، مستعدين لبذل ما يتطلبه الأمر من جهد، كي يخرجوك مما تمر به.
السفر
الخروج من المشاهد اليومية المعتادة، والسفر لأي مكان، يغيّر من نفسية الإنسان ويضفي عليه بعض البهجة، فرتّب أمورك كي “تخطف” رحلة عابرة من حين لآخر، ولو ليومين اثنين، تجدد بهما حياتك، وتعيد شحن بطاريات روحك. ليس من المهم أن يكون مكان مشهورا أو باهظ الثمن، المهم أن تنعم فيه بالهدوء وراحة البال وتجرب فيه أشياء جديدة وممتعة، ويا حبذا لو اصطحبت فيه أحدا تحبه، وتثق أنه سيضفي البهجة على أوقاتك.
القراءة
ميزة القراءة أنها تفتح لنا الآفاق على حيوات أخرى وخبرات جديدة، ربما لا يمكن أن نحصّلها بأنفسنا مهما طالت أعمارنا، والجميل أن ذلك يحدث دون أن نغادر مقاعدنا، أو نتكبد المشاق المبالغ فيها، أو نقع في الأخطاء، أو يكون علينا تحمّل تبعات ما. وكم من كتاب غيّر حياة من قرأه، وكم من قصة أعطت العبرة والمثل والحكمة لمن طالعها، فجعلته يغيّر وجهة نظره في الكثير من الأشياء.
الموسيقى
لم يخطئ من قال إن الموسيقى غذاء الروح، فهي تتسلل إلى الأعماق، وتغيّر من المزاج والإحساس، وتضفي علينا روحًا جديدة، تعيننا على تحمل مشاق الحياة، وكأنها ترياق للألم، وضمادة للجراح. جرب أن تستمع إلى مطربك المفضل، أو مقطوعتك الموسيقية المفضلة، وراقب كيف تتحرك شهوتك للحياة مرة أخرى، وكيف تتوارد إلى رأسك عشرات الأفكار الإيجابية التي تكفي واحدة منها فقط كي تعيدك إلى حضن الواقع.
تعلّم شيئًا جديدًا
يجب ألا يتوقف الإنسان عن التعلّم، أو اكتساب المهارات والمعارف الجديدة، أيا كان عمره أو مركزه، أو حالته الاجتماعية. فغير أنه يضيف لرصيد خبرته، فإنه كذلك يقضي وقتا ممتعا، ويثبت لنفسه أنه قادر على قبول التحدي، والمضي قدما في الحياة التي تتطور يوما بعد يوم، ولا تتوقف عند علم أو معرفة. في التعلم أيضا مشاركة، وصحبة، قد تهون علينا الكثير مما نلاقي في حياتنا.
ابحث في ذاتك عن شيء كنت تحبه وألهتك الحياة عنه، أو شيء جديد تعتقد أنه سيرفع مهاراتك أو يعينك في عملك، وتعلّمه، اسع إليه، واكتسبه، وتحمل في سبيله بعض العناء.