سلاح الاضراب اهترأ يا اخوان !!، بقلم ناضل حسنين

لم يعد يجدي نفعا اغلاق المحال التجارية في البلدات العربية في حين يخرج ابناؤنا الذين يعملون في المحال التجارية في الوسط اليهودي الى عملهم في الصباح كالمعتاد ثم نخدع أنفسنا بتسمية هذا اضراب احتجاجي !!!

على من نحتج وامام من؟ حين نشل الحركة التجارية والخدماتية في بلداتنا، فإننا نحرم أنفسنا حتى من الخدمات الشحيحة التي نحصل عليها في الوقت الذي لا تشعر بنا ولا بأضرابنا أي جهة سلطوية او أي مؤسسة حكومية وكأنها تقول “يمكنكم الاضراب بهذه الطريقة سنة كاملة”.

ينبغي ان يكون احتجاجنا موجها نحو المؤسسة الرسمية التي تتسبب بآلامنا وبسقوط أبنائنا في النقب وفي كل مكان، لا ان نغلق الحانوت في الحي كي لا تستطيع الام ان تشتري حليبا لأطفالها او ان يتوجه المريض الى صندوق المرضى. اضراب كهذا بمثابة اللطم على الخدود دون أي جدوى.

الى هذا فالكل يعلم ان الاضراب الشامل الذي يفرح له طلاب المدارس ويعتبرونه يوم راحة، دون حتى ان يعلموا لماذا توقفوا عن التعليم في هذا اليوم، فلا يتعدى ان تغلق بعض الحوانيت أبوابها حتى ساعات الظهر او ان توارب المقاهي مداخلها بضع ساعات، الى ان يعود كل شيء الى طبيعته في ساعات بعد الظهر وكأن شيئا لم يكن.

هذا اضراب رفع العتب تلجأ اليه لجنة المتابعة العليا بين حين وآخر وتدفع المواطن العربي في البلاد الى الاحتجاج امام جيرانه ليس أكثر وكأن جيرانه الذين يقع عليهم أثر الاضراب هم من صنعوا سياسة التمييز والعنصرية الرسمية في البلاد.

في ساعات هذا الصباح، تدفق العمال الى خارج البلدات العربية كعادتهم لإنعاش اقتصاد البلاد واقتصادهم الشخصي وبذلك لن يشعر بنا الشارع اليهودي ولا باحتجاجنا طالما بقي محمد العربي يزاول عمله في تل ابيب كعادته، كما لن تشعر بنا المؤسسة الرسمية طالما بقينا نصيح ونهتف كل في اذان الآخر بشعارات احتجاج أكل عليها الدهر وشرب.

يبدو ان لجنة المتابعة العليا أصبحت تعتبر الاضراب منوالا تقليديا لا يزعج السلطات اطلاقا رغم انه لا يغني ولا يسمن من جوع، ولهذا ما ضرها لو صاحت في المساء “بكرا اضراب يا جماعة”، فلا السلطات منزعجة من مثل هذا القرار لأنه لا يمسها بشيء ولا المتابعة بقيت مكتوفة الايدي امام حدث يستوجب التحرك… اما نحن، بسطاء الشعب، فمن يعمل في بلدة عربية عليه ان يضرب ومن يعمل في بلدة يهودية يواصل عمله كعادته… وبهذا تكون المتابعة العليا قد اسقطت عن نفسها واجب التحرك وإن كان بائسا، وأما نحن فنكون قد شاركنا في مسرحية خداع الذات!

Exit mobile version