رسالة مفتوحة للطيباويين، بقلم المربي : اسامة مصاروة

أشهد أنكم أهل الكرامة، الشهامة،  التضحية، الفداء، العزة، النخوة، الإباء، الكرم والكبرياء، الثقافة والعلم والأخلاق، التسامح والتعاون والتآخي، رفض الظلم ونصرة المظلوم، ألخ ألخ ألخ.

لماذا إذاً ونحن نتحلى بكل هذه الصفات لماذا ما زالت تعشعش في قلوبنا وعقولنا الجاهلية؟ أفهم أن التعددية الحزبية أو الإيديولوجية أو الفكرية ضرورية في أي مجتمع، فما هي بربكم ضرورة الجاهلية أو العائلية أو القبلية أو الطائفية أو المذهبية؟ هل يستطيع أحد أن يذكر لي إنجازا وطنياً أو قو…مياً حققته لنا واحدة من هذه الإنتماءات؟ أفهم أن نتنافس من أجل المصلحة العامة لا من أجل المصالح الشخصية, لكن هذا لا يحدث. أفهم أننا نقدر أن نختلف فيما بعضنا لتطوير مجتمعنا وازدهاره وتقدمه لا أن نكون السبب في تدهوره وتخلفه. أفهم أننا نتفلسف في وقت الأمان والسلم والعدل لا أن نتحارب ونتخاصم عائلياً والخطر يهددنا جميعا. هل يعقل أن نخرق السفينة التي نركبها جميعاً؟ ألا نعيش جميعنا تحت وطأة التمييز العنصري منذ قيام الدولة؟ هل يفرق الظالم بين هذا الذي ينتمي لهذه العائلة وذلك الذي ينتمي لعائلة أخرى؟ ألسنا متساوين أمام الظلم والإستبداد والقهر والسلب والنهب إلى آخره؟ أم أن قسماً منا مميز عن الآخر لدى السلطات الغاشمة؟

لقد أدركت الأحزاب والكتل العربية خطر الإنقسام الذي يهدد مجرد بقائها بعد أن سُنَّ قانون رفع نسبة الحسم فاتحدت في قائمة واحدة رغم أن مطلب الجماهير الفلسطينية كان دائماً وأبداً يدعو إلى الوحدة. لو لم ترفع نسبة الحسم أشك إن تمت الوحدة ومع ذلك تحقق حلم من أحلامي ومطالبي في العديد من مقالات لي دعت الى الوحدة. الإنجاز عظيم رغم تأخره ورغم كل التفسيرات والتأويلات. بقي لي حلم ينتظر التحقيق ألا وهو أن أرى أبناء بلدي عائلة واحدة وهذا هو الأمر الطبيعي فكلنا سواسية في الهم والغم والقهر والظلم. يعني ليبرمان أو نتنياهو أو بنيت يفضل ابن المصاروه على ابن الحاج يحي أو بالعكس أو ابن هذه العائلة على ابن تلك. قدمت لكم منذ عشرات السنين اقتراحات عدة فشلت ونجحت أبواق التفريق والتشرذم والعائلية البغيضة ونحن كما ذكرت سابقا نمتاز بجميع الصفات والمزايا المذكورة أعلاه. لماذا؟ لماذا؟ لماذا؟ ليس لي إلا تفسير واحد يكمن في كلمتين: نوايا صادقة

Exit mobile version