ديمقراطية ولكن…، بقلم: اسامة مصاروة

جميل جداً أنا تتاح الفرصة لكلّ فرد من أفراد المجتمع أن يقدم نفسه كمرشح في الإنتخابات لعضويّة أو رئاسة البلديّة.

 هذا حق له سواء كان رجل أم إمرأة رغم أن المرأة للأسف لا تأخذ حقها على أرض الواقع وأنا ألوم المرأة أولا، لكن المجال ضيق هنا لعرض الأسباب. ما لا أتقبله بل وأرفضه رفضاً قاطعاً هو أن يتنافس بعض المرشحين على تمثيل عائلاتهم ومن ثم الإدعاء بأنهم يسعون لتمثيل البلد.

أي أن ولاءهم الأول لعائلاتهم التي اختارتهم ليمثلوها ثم للعائلات التي ائتلفت معهم وفي النهاية يأتي ولاؤهم للبلد إن بقي لديهم ولاء أصلاً وأغلب الظن لن يبقى لأنهم إنْ تم انتخابهم عليهم أولاً أن ينفذوا الوعود التي قطعوها على أنفسهم والتي طبعاً ستأتي على حساب المصلحة العامة.

لو كانت العائلة أو القبيلة أو الطائفة حزباً له أجندة سياسيّة أو اقتصاديّة أو اجتماعيّة أو تربويّة تمّ عرضها ليس فقط لأبناء العائلة أو القبيلة أو الطائفة بل لجميع أهالي القرية أو المدينة لفهمت ذلك واحترمته. أيّة أيديولوجية للعائلة أو القبيلة أو الطائفة على الصعيد السياسي مثلاً؟ هل أعلن أحد من مرشحي العائلات مثلاً موقفه من السياسة الفاشية والإستعمارية والعنصرية لحكومات إسرائيل السابقة والحالية والتي ستكون فكلهن سواء من ناحية سياستهن وتوجهن من ناحية القضية الفلسطينية؟ هل ذكر أحد المورشحين موقفه بالنسبة لقضية مصادرة الأراضي وانعدام الأفق أمام الأجيال القادمة, فإذا لم يبق في الطيبة مثلا اليوم قطعة أرض يبني عليها الأزواج الشابة مسكناً لهم, فكيف يكون الوضع لنقل بعد عشر أو عشرين سنة.

هل وضّح لنا أي مرشح ويؤسفني أن لا أقول مرشحة لعدم وجود مرشحة كهذه، هل وضح لنا كيف سيقاوم العنف المستشري في الطيبة؟ هل بيّن لنا كيف سيعالج مشاكل التربية والتعليم في بلدنا؟ هل شرح لنا كيف سيحارب الجهل والفقر والجريمة في الطيبة؟ هل أعطانا خطة عمل لمساعدة الموهوبين والمبدعين وإيجاد أطر تربوية وثقافية كالمسرح مثلا حتى يرفع من مستوى الحياة الثقافية للأهالي ويشغل وقت الشباب بدلا من الجلوس في المقاهي ساعات طويلة ناهيك عن تدخينهم للأراجيل المضرّة وهم لا يفقهون؟ كيف لي أن أنتخب مرشحل لمجرد أنه ابن عائلتي أو قبيلتي أو طائفتي؟ حسب ما تعلمت قضى الإسلام على الجاهلية فكيف عادت إلينا بعد كل هذه القرون؟ كيف لا يخجل مرشح عندما يصدر بياناً يطالب أبناء عائلته فيه بأن ينتخبوه لأنه الأكثر وفاءً للعائلة؟ أين الوفاء للطيبة؟ طبعا سيقول إنه وفيّ لها قد أصدقه ولكن هذا الوفاء يأتي في الدرجة الثانية أو ربما الثالثة أو على الأغلاب أن لا تكون. تماما مثلما نحن مواطنون من الدرجة الثانية أو الثالثة أو ربما الرابعة. حفظ الله الطيبة من خصومها في الداخل والخارج.

Exit mobile version