كلمة حرة

قصيدة “عيناها سيلٌ هديرا” للشاعرة سوسن ناشف

ننشر لكم زوارنا الاعزاء، قصيدة “عيناها سيلٌ هديرا”، للشاعرة ابنة مدينة الطيبة، سوسن ناشف.

10437326_400271520139412_2599998826476470574_n

عيناها نار لهيبٌ

قصف ٌورعدٌ وعيدٌ

عيناها ستار حلم

يحمي ذياك الوليد

قد عانى سهد الليالي

في زنزانات سجنٍ

عيناها هدير سيلٍ

يزيح فوضى الحضارة

من فوق أرض سليبة

كبيرة بل رحيبة

قد دمرتها أيادٍ

قد دمرتها جيوشٌ

دكت بيوتا عروشًا

ثم ادعت أنها حامي

حمى الحضارة

وهي بناءةٌ نعوشًا

نعوشَ أهلي وناسي

نعوشَ طفل وطفلة

نعوشَ شابٍ في غفلة

غافلوه بطلقه

في ظهرهِ داخل رأسه

وهو يسير الهوينى

يسير بكلِّ شوقٍ

نحو حبيبة قلبه

اغتالوهُ فمات قلبُهْ

وظل قلب الحبيبة

يغلي يبكي ودمعُه

غزيرًا ملءُ المآقي

عيناها نارٌ لهيبٌ

عيناها تندى وتفخر

عيناها قد تتفجر في وجه ذاك الصفيقِ

ذاك الذي لا يندد

لا بل قد يلوم ويشجُبْ

أحزانَ أهلِ الشهيد

إلى متى هيا قولوا

حتى متى سوف يصولوا

ويجولوا ويطولوا

ويقتلون الزهورا

ويحرقون القصورا

ويسرقون المساجد

ويُنْجِسون المعابد

فالكل بات مُهَدَدْ

أما الصفيق مُمَدَدْ

مستنكرا جبنًا وشاجبْ

مُهَدِدًا وشاحبْ

وفي الصباحِ ساحبْ

ما كان في الأمس يَشْجُبْ

ليُحنِي رأس الشهيد

ويحني رأس العدالة

بكلِّ ذلٍّ وقهرِ

فشمس الصبح تمحو

كلامَ كلِّ الليالي

عيناها صارت جِمارًا تغلي

وتشعل وردًا أبقتْهُ

يوما لعرسٍ لو ما الحبيب صار

بين أيادٍ رحيمة

أيدي الإله الكريمة

من أجل حبٍ لأرضٍ

سمراءُ مثلُ. المناجل

شقراءُ مثلُ السنابل

بيضاءُ مثلُ الجداول

سوداءُ مثلُ العنادل

خضراءُ مثلُ الخمائل

عيناها صارت هديرًا

سيلًا يزيل الحضارة

يزيل كل القذارة

لأهل تلك الحضارة

سوسن سعيد الناشف

22.12.2014 الثانية والثلث في جوف الليل

 

 

‫2 تعليقات

  1. احلى الكلام واحلى القصائد الذي تقومين بيها لنشر كل الاحترام ليلك يا معلمتي وكلامك روعه والله يكثر من امثالك روعه روعه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *