الطيبة ما بين الماضي والحاضر والى اين؟

اعتاد الناس إذا تحدثوا عن ماضيهم، ولو كان قريبا، أن يفضلوه على الحاضر انطلاقا من حبهم الى الماضي، وحنينهم إليه. والحنين الى الماضي تتعدد فيه خصال قد يفتقدها الحاضر.

ان تفضيل الماضي على الحاضر لا يقصد ما كان عليه السلف الأوائل، وإنما المقصود به كيف كان يحس كل منهم، وكيف كان ينعم.

فرغم تطور الحياة وتوفر وسائل الراحة المتعددة كالاجهزة التكنولوجية والخدمات الاجتماعية وغيرها، لا زال الزمن سابق يحمل بعض المميزات، إذ كان أكثر هدوءا، وأقل صخبا، وصفاء وكان الناس أقرب إلى البساطة، واقرب الى بعضهم البعض، وابعد عن الكلفة، واكثر ترابطا، كان الفرد يفرح بفرح الاخر، وكان وجع الاخر يؤلمه كما لو ان مصاب اخيه مصابه، كان هذا الترابط يوفر الامن والامان للافراد، واكثر قدرة على توفيره من الضوابط القانونية، لانه كان ينبع من داخل الافراد وليس مكتسبا مفروضا كقانون سن، انما كانت تحكمة المحبة.

تسود مدينة الطيبة حالة من التذمر نحو ما الت اليه مدينة الطيبة، ليس فقط من ناحية الوضع العام للطيبة والمشاكل التي تعاني منها، انما الامر الذي بات مقلقا اكثر هو بعض ابناء مدينة الطيبة انفسهم، الذين تملكهم التباعد والتفسخ والتفكك، مما يفقد هذا بعض القيم التي كانت ولا زالت تمييز مدينة الطيبة، كالوحدة والاخلاق والعلم.

فقد صارت الفروقات كثيرة وحاضرنا مختلف تماما عن ماضينا، كان عصر اجددنا وآبانا جميل بما يحمل من القلوب الطيبة والتعاون ومساعدة الاخرين وكانوا اسرة واحدة لا يفترقون احزانهم واحدة وافراحهم واحدة.

هل قلوبنا هي التي تغيرت وبعدنا عن الخير وانشغلنا باعملنا واجهزتنا التي صارت تربطنا بهذا العصر، بعد ان كان  في الماضي الجار بوجه جاره، ويده بيده وجرح جاره جرحه، كانت القلوب الطيبة تدواي من حولها عكس عالمنا، نرى الالم وبدلا من مد يد العون نمد بعدسات الهواتف لتصويره.

الطيبة… عروس المثلث…

امتد صيتها على نحويها بامتداد فلسطين…

وعلا
علا بشرفها …
بشهامتها…
باخلاقها…
وبعلمها…

فذاع اسمها وعرفها القاصي والداني

واحبها البعيد والقريب…

سباقة كانت… فاقتدت بها بنات فلسطين من قرى ومدن…

وفي غفلة ليلة ظلماء غزاها الفساد متسللا خلسة …

وحراسها نائمون…

وكطاعون وبات يفتك بها تارة في شرفها وتارة بعلمها واخرى باخلاقها…

تنزف حزينة وحراسها يتململون…

الطيبة الى اين؟

ملاحظة: كل من يرغب من اهالي مدينة الطيبة بالاعراب عن رأية حول “الطيبة بين الماضي والحاضر والى اين؟”، يمكنه ارسال رأيه عبر البريد الالكتورني info@taybee.net ، مع اسمه الكامل وموقع “الطيبة نت” سينشر رأيه بكل شفافية.

نترككم مع هذا الحوار المصور.

Exit mobile version