نداء الى الفقهاء، بقلم: المحامي توفيق الطيبي

من احد الأخطاء التاريخية التي وقعت بها امتنا العربية والاسلامية انها ضللت الشعوب وخدرتهم بانه علينا ان نترك قضايانا الداخلية حتى ننتصر على أعداء الامة ثم نتفرغ للقضايا الداخلية .

والله جل جلاله يقول ” لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم “.

والرسول المصطفى عليه أفضل الصلاة والتسليم لم ينتصر في غزوة بدر – رغم قلة العدد والعتاد – الا بسبب بناء مجتمع سليم القلب والايمان ومبني على العدل والمساواة والاخاء.

هنالك امور ثانوية يمكن تركها جانبا ولكن عندما نتحدث عن قضايا محورية في صلب حياة المجتمع لا يمكنك وضعها على الرف حتى تنتصر على الاعداء , ولا يمكنك ان تنتصر على اي عدو اذا لم يعتمد المجتمع على اسس العدالة والمساواة والاخاء.

احدى هذه القضايا الحارقة هي بناء الانسان الواعي الناضج المنتمي للصالح العام والبعيد عن التعصب العائلي والفئوي والذكوري وكافة اشكال التطرف والتعصب. التعصب العائلي هو من الجاهلية الاولى التي جاء الاسلام ليستبدلها بالاخاء والانتماء للصالح العام . كما وان اي مجتمع يقهر ويهمش نصفه – المرأه – لا يمكن ان ينتصر على اعداء الامة .

اوجه ندائي الى الفقهاء والى أئمة المساجد ان يركزوا على هذه القضايا الحارقة ومثلما نراهم يتحدثون باسهاب عن جزئيات مختلفة لا أقلل من شأنها نتوقع منهم ان يقولوا بشكل واضح ما رأي الدين مثلا بالمرجعية العائلية والترشيح العائلي والتصويت العائلي في الانتخابات المحلية وفي تولية اصحاب الوظائف ؟ هل هذا يجوز شرعا.

Exit mobile version