ذيبة مرضي – معمرة طيراوية ما زالت تتمتع بصحة جيدة !

في حي يبعد عن مركز مدينة الطيرة  عشرات  الأمتار  وتحديدا في حارة “التنك ” تسكن المعمرة ذيبة احمد المرضي التي بلغ عمرها حسب شهادة  اسرتها اكثر من 100عام .

قد يكون  اسمها غريبا  بعض الشيئ الا انه وبالنسبة لعمرها يحمل بين طياته عادات وتقاليد مضت عليها سنين طويلة ,عندما سألنها عن اسمها؟ قالت لنا : سميت بهذا الاسم  لانه مات لي  اكثر من اخت   فطلب الناس من والدتي   في ذلك الوقت ان تسمي الطفلة  التي  تنجبها على اسم حيوان مفترس حتى تعيش البنت فسمتني امي وما زلت على قيد الحياة

عزباء ولكنها تتحدث بحسرة الام ولهفة الزوجة

في  بيت جميل  تحيطة الازهار والنعناع    تعيش ذيبة  منفردة مع ذكرياتها ,اما  حواليها فتسكن اسرتها المكونة من اخوتها واولادهم واحفادهم يطلون  عليها بين الفينة والاخرى يقومون بواجبهم المتعارف عليه اخلاقيا ودينيا وهي  لا تنكر الجميل ابدا ,و حسب ما جاء من اسرتها   فهي حتى الان ما زالت عزباء ,لم تتزوج ابدا, لكنها  تتحدث امام عدسة “الطيبة نت “بحسرة الام  ولهفة الزوجة وتعتبر اخوتها جميعا اولادها  ورجالا  ساندوا مشوارها لكي ترتاح.

“اخي محمود اشتقت اليك…”

في غرفة  متوسطة المساحة تفترش ذيبة المرضي على حائطها العديد من الصور وابرزها تعود لاخويها محمود ومصطفى وهما الاخوان اللذان سافرا قبل عشرات السنين الى الخارج  .اما محمود فقط تعلم في جامعة الازهر في مصر ثم عاد واستقر في رام الله درس لفترة طويلة في موضوع الدين الاسلامي وتوفي قبل سنوات قليلة  وحسب رواية ذيبة  فقد كانت تذهب لزيارته في رام الله تبقى عنده اياما  ثم تعود الى الطيرة محملة بالهدايا والمحبة من  رام الله . وتواصل ذيبة حديثها الشيق للطيبة نت  مشيرة الى صورة  تجمع شخصا مع الملك الراحل ملك الاردن حسين بن طلال فتشير  بلهفتها هذا هو اخي وهذا هو الملك الحسين  تفتش عن صور اخرى وتشير باصبعها هذه زوجته البريطانية وتضيف لقد تعلم اخي في بريطانيا  وله علاقات ممتازة مع الملك حسين وملوك عرب  وتضيف لنا  انه يتواصل معها ويتحدث اليها عبر الهاتف كذلك فهو الراعي الرسمي لمعيشتها يرسل اليها  الأموال والهدايا وبينما تستمر في حديثها تضع كفيها على عينها وبلهفة الام تردد اشتقتلك يا حبيبي .

“انا خياطة واسرتي عاشت على رعاية الابقار والأغنام”

تبلغ ذيبة المرضى عمرا  قد يكون اكثر من المكتوب على هذه الصفحة فهي تعترف انها من العرب  وان حياتها مع اسرتها  كانت بين الجبال والغابات ام جدها الكبير فهو من صلب (ال حاج يحيى )فضل عدم الاستقرار بين الفلاحين ولكنه كان يفضل العيش  بين البدو الرحل ,  , وحسب مصادر من عائلتها فلم  يكن في حينها  مدارس للبنات فيما كان التعليم مقتصرا فقط على الاولاد  لذا فضلت عائلتها ان يكمل الاولاد تعليمهم في مدينة الطيرة التي كانت في ذلك الوقت قرية صغيرة لكنها اشتهرت بالزراعة والعلم والثقافة . وتواصل ذيبة المرضي حديثها الشيق ان عائلتها عملت في ذلك الوقت في رعاية الأبقار والاغنام اما هي فكانت تخيط ملابس النساء وقد عرفتها معظم نساء الطيرة  اشتهرت بعملها وصنعتها التي وصفتها بانها كانت مميزة و كانت  الناس تاتي اليها من وادي الحوارث ( 16كم شمال طولكرم ) حتى العوجة  (منطقة في اريحا )

ما قصة القرع والفسيخ بين اهالي الطيرة والطيبة

مثل أي بلدين قريبتين تجمعهما حب النكتة والتواصل والمماحكات فبين اهالي الطيرة والطيبة علاقة  مبنية على  تلك  الامور كما وصفت ذيبة في حديثها امام “عدسة الطيبة نت”  وبدا واضحا  الضحك على محاياها  وكأنها  ما زالت تعيش في طقس  طيراوي  على غرار  القصص الشعبية ونوادر جحا  ,فتقول: كان اهالي الطيبة  عندما يتخاصمون مع اهالي الطيرة  تراهم  يهتفون  قرقع , وأهالي الطيرة يهتفون فسيخ فسيخ  حسب ما اشترهت به كل بلد  .. هذا وفي سياق حديثها  الممتع ترتشف فنجانا من قهوتها السادة  لتعود مع حكاياتها  وحكايات الطيرة مستذكرة حرب ال 48 وكيف كان  شباب الطيرة  يقفون في حرب ال 48 وقفة رجال  وكيف كانت تنتظر نساء الطيرة عودتهم من القتال مؤكدة ان هاؤلاء قلبوا موازين المعركة ودافعو ا عن الطيرة ببسالة  وشجاعه  وكيف اوقع شباب الطيرة عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوف اليهود  متباهية بحديثها وكلماتها تارة تحدق للماضي بكل قوة وتارة تبكي على ما فات .

“كنت اشرب حليب الابقار والعسل …”

حول صحتها الجيدة وذاكرتها القوية نسبيا الى عمرها الذي تجاوز ال 108 سنوات حسب مصادر موثوق فيها فان ذيبة تعترف ان العسل وحليب الابقار يساعد الناس في المحافظة  على صحتهم  مبدية استغرابها بشكل مضحك عن الاشخاص الذين يتمتعون بالسمنة . وعلى الرغم من اننا تطرقنا الى جوانب عدة في حياة  هذه المعمرة بقي الاشارة انها تخفي اسرارا عميقة  قد تكون اقرب مما نتصور لكنها أي ذيبة ستبقى حكاية فلسطينية تحمل طابع  انساني بين الحزن والمرح بين الماضي والحاضر .

 

Exit mobile version