الطيبة – اصحاب المكتبات:احتكارالكتب جعل اسعارها باهظة

مع اقتراب السنة الدراسية امتلأت رفوف وزوايا المكتبات في مدينة الطيبة بالكتب العديدة لجميع المراحل التدريسية من الابتدائية وحتى الثانوية مرورا بالاعدادية ، حيث بدأ الأهالي يتوافدون إلى هذه المكتبات لاقتناء الكتب ولوازم الطلاب من القرطاسية، وتجهيز ابنائهم للعام الدراسي الوشيك والذي سيبدأ في السابع والعشرين من الشهر الجاري ، ولكن الشيء الذي لفت انتباه الأهالي ، هو الجانب المادي في ظل الاسعار الباهظة التي خصصتها المكتبات للكتب، حيث ان هذه الاسعار تعتبر اسعار حكومية بمعنى انها مصادق عليها من قبل وزارة المعارف، اي موحدة في كل المكتبات في البلاد.

ومن الجدير ذكره ان الأهالي لا يتذمرون وحدهم من الاسعار، بل ان اصحاب المكتبات يتذمرون ايضا من نفس الامر ، فهذه الاسعار تحمّل الاهالي عبئا اكبر خصوصا بعد نهاية موسم الاعراس ، شهر رمضان المبارك وعيد الفطر السعيد، وكل هذه المناسبات اثقلت كاهل الجيوب ، مراسلنا قام بمحاورة عدد من اصحاب المكتبات واولياء امور الطلاب عن هذا الموضوع… وخرج بالتقرير التالي:

وائل عيسى لأصحاب المكتبات:” إرحموا الناس…”

وائل عيسى احد الموزعين ، ومن اقدم اصحاب المكتبات في البلاد، تحدث قائلا لمراسل موقع الطيبة نت:” اولا اوضاع الناس في البلاد اوضاع يرثى لها وما يزيد الطين بلة  مصاريف شهر رمضان والعيد والاعراس وعبء الكتب الدراسية حيث ان الاسعار التي تسعر بها الكتب غير ملائمة بتاتا مثلا كتاب تكلفة طباعته ونشره 18 او 20 شيقل يسعر في المكتبات بـ 70ا و 80 شيقل ، اين وزارة المعارف من هذا الامر؟، انا اوجه كلمة ليس فقط لدور النشر ، بل بشكل خاص لاصحاب المكتبات ان يرحموا الناس ليرحمهم الله”.

اسماء جبارة:” في بعض الاحيان يفتتح الطالب السنة الدراسية بدون بعض الكتب”

وفي حديث لمراسل موقع الطيبة نت مع اسماء جبارة ، قالت:” اولا لا يأتي الاهالي ليفاصلوا اسعار الكتب لان اسعار الكتب محددة من قبل الوزارة ، وهي موحدة في جميع المكتبات، ولا يختلف سعرها من مكتبة لاخرى ، حيث يضطر الاهالي لشراء اغلب الكتب لان اغلبها كراسات للحل، فلا يستطيع شخص اخر استعمالها والتعلم بها في المستقبل ، كما كان الحال في السابق ، حين كان الاخوة يتعلمون بنفس الكتب ، اما بالنسبة لتوافد الاهالي لشراء الكتب فان اهالي الطيبة بدأوا بشراء الكتب بعد العيد وهناك الكثير من الاهالي الذين يتركون امر شراء الكتب قبل السنة الدراسية بايام معدودة ، حيث يسببون لنا الضغط وفي بعض الاحيان تنقص على الطالب كتب والتي يضطر ان يبدأ السنة الدراسية بدونها حتى نوفرها له “.

حسان نصيرات:” الكتب تباع باضعاف تكلفتها”

وها هو حسان نصيرات صاحب مكتبة نداء الاسلام في الطيبة ، يعرب عن تذمره هو ايضا من اسعار الكتب ، فقال في حديثه لمراسلنا:” بالنسبة لاسعار الكتب فهي تعد باهظة الثمن بالنسبة للعائلات وبالنسبة لتكلفتها ، حيث ان الكتاب يسعر بـثلاثة اضعاف سعر التكلفة الحقيقة ، حسب اعتقادي ان سياسة الاحتكار ادت الى هذا الوضع من الاسعار ، واصبح كل من لديه كتاب ويريد ان يدخله للمنهاج ليجني الارباح، ليعلم به في المدارس ، اصبح يضغط على معارفه من اصحاب النفوذ في وزارة المعارف في مجال ادخال الكتب للمنهاج وبذلك فان كتابه يصبح في قائمة الكتب المفروضة على الطالب ، ومثلا نجد اليوم كتب موضوع اللغة الانجليزية تسعر بـ 150 شيقل ، في حين ان تكلفتها لا تصل الى 20 او 25 شيقل ، والسبب لهذا الامر هي وزارة المعارف، حيث تأخذ بعض الشركات وكالة لهذه الكتب وتحتكرها ، وعندما قررت الوزارة ان تبيع الكتب عن طريق المدارس اصدرت مناقصات لذلك، ولكن الشركات اتفقت فيما بينها ولم تتقدم للمناقصة ، واما الامر الاخر الذي نجده في الطيبة ان مدارسنا لاتوحد الكتب، بمعنى ان هناك مدارس من نفس المرحلة تقوم بتدريس الطلاب بكتب مختلفة عن المدارس الاخرى ، ومن هنا فاننا نناشد هذه المدارس بان توحد الكتب التعليمية لكل الشريحة ، علما ان هناك العديد من العائلات التي لا تقوم بشراء الكتب لابنائها وانما يقومون بإحضار الكتب من الاقارب ، فنرى ان الكتب يستعملها اكثر من طالب على التوالي ، بصفتي موزع لكل المكتبات في البلدات العربية اجد ان هناك بلدات تتفق فيها كل المدارس على كتب تعليمية موحدة”.

سني طويل:” يجب توحيد الكتب بين مدارس الطيبة”

من جانبه قال سني طويل صاحب مكتبة ابن خلدون في حديثه لمراسلنا:” ان اسعار الكتب اليوم نسبيا غالية الثمن ، حيث ان الاهالي يتذمرون من هذه الاسعار التي يمكن الا تناسب عددا كبيرا من العائلات ومع ان الاسعار موحدة من قبل الوزارة الا انها تبقى باهظة الثمن ، واما بالنسبة للكتب التي لا يتعدى اسعار طباعتها ال 20 شيقل فهي تباع باسعار مضاعفة لتكلفة سعر الطباعة ، حيث احتكرت بعض الشركات هذه الكتب ووزارة التربية والتعليم لا تعطي أي شركة اخرى لتنافس هذه الشركات في الطباعة والنشر ، ويعتبر كتاب الانجليزي من اغلى الكتب ويبلغ ثمنه ما يقارب ال 100 او 150 شيقل واسعار كتب الرياضيات التي تسعر ب 100 شيقل هذه الاسعار غير مناسبة للوضع الراهن للاهالي واما بالنسبة لمدارس الطيبة فعليها ان توحد المنهاج التعليمي في المدارس ليكون اسهل على الاهالي والمكتبات حيث ان الامر بهذا الشكل يسبب الضغط على الاهالي في هذه الفترة”.

حسين جبالي:” اذا كان احتجاجات من قبل الاهالي فمن الممكن ان يخفضوا السعر” 

اما حسين جبالي صاحب مكتبة البيدر فكان هذا حديثة لموقع الطيبة نت :” هناك قسم من الكتب التي تسعر باسعار باهظة وخاصة كتب اللغة الانجليزية والرياضيات ، وان هذه الكتب الباهظة الثمن يكتب فيها ولا يستطيع شخص اخر استغلالها من بعده وسبب هذه الاسعار هو ان الدولة رأسمالية وان صاحب المال هو صاحب القرار ، واما الطباعة والنشر يكلف حتى يصل الكتاب الى رفوف المكتبات ويصل لحقيبة الطلاب ، ونحن في دولة الاقتصاد فيها حر وهذا السبب لارتفاع الاسعار وحسب رأيي اذا كانت هنالك احتجاجات من قبل الاهالي يمكن ان تكون هناك تخفيضات في الاسعار”.

|