“برافر لن يمر” بقلم النائب د. باسل غطاس

“برافر لن يمر”  شعار معبر عن الإرادة والعزيمة لشعبنا لإفشال هذا المخطط العنصري. 

هنا على كل القوى والفعاليات الوطنية إدراك وتشخيص بعض الحقائق والمعطيات  والسياقات الزمنية ذات الصلة. هذا الإدراك هام جدا لترشيد وتخطيط النضال حتى نحقق الشعار : برافر لن يمر

أولا: رغم أن القانون لم يقر بعد نهائيا في الكنيست ولا تزال هناك أبحاث وجولات في أروقة لجنة الداخلية وصولا للقراءة الثانية والثالثة تقديرنا أن القانون سوف يقر كما هو تقريبا في الأشهر القادمة بناء عليه برافر سيمر في الكنيست وعلينا اسقاطه في الميدان.

ثانيا: ستكون لمقاومة برافر جولات عديدة ونحن حاليا في الخطوات الأولى من الجولة الأولى.

قبل أشهر كان التحدي الرئيسي أمام القوى الوطنية وضع موضوع برافر على أجندة مجتمعنا الفلسطيني وكيفية رفع مستوى الوعي الجماهيري بخطورة القانون وربط النقب بالجليل والمثلث وهذه في حقيقة الأمر معركة على الهوية والوحدة الوطنية وليس فقط على الأرض والمسكن.

وقد بادرنا إلى التصعيد وللقيام بفعاليات الإحتجاج بأعداد قليلة في البداية ولم يكن من السهل تصعيد الخطوات النضالية وصولا للمظاهرة الكبرى في بئر السبع. بعد اقرار القانون بالقراءة الأولى بادرنا إلى العمل من أجل إعلان الاضراب من قبل لجنة المتابعة في ظروف محلية ودولية معقدة خاصة على الساحة العربية رغم الخلافات بين الأحزاب والقوى السياسية العربية.

ورغم عدم نجاح الإضراب بشكل كامل فقد تحققت أهداف عديدة حتى الآن كنا بعيدين عنها قبل أشهر قليلة:

·        وضع مشروع برافر على الأجندة الوطنية لمجتمعنا الفلسطيني في الداخل.

·        رفع الوعي بالموضوع في الرأي العام العربي  والدولي.

·        ارسال رسالة قوية للسلطات الإسرائيلية بأن مشروع برافر ليست قضية النقب لوحده وانما قضية المليون ونصف فلسطيني.

ثالثا: يوجد تراكم صحي وممتاز لحراك شبابي واعد صاحب نفس وطني واعي وملتزم وعلى استعداد للتضحية وذو رؤية ووسائل نضال حديثة ومتطورة.  استمرار التظاهرات والحراك الشبابي هام وضروري ولكن أيضا مهم التحلي بطول النفس والذكاء في العمل من أجل تجنيد الناس  وكسب فئات جديدة.

رابعا: من الواضح أن السلطة وخاصة أجهزة الأمن تراقب كل ما يجري وقررت أيضا التصعيد هكذا فقط يمكن قراءة تكثيف الاعتقالات في التظاهرات السلمية الأخيرة وفي اعتقال عدد من الناشطين القياديين استباقيا لمنع استمرار الفعاليات الاحتجاجية وللعنف غير المسبوق ضد المتظاهرين في سخنين وبئر السبع.

خامسا: مهم جدا أن نعرف أن تنفيذ المخطط الذي وضع كقانون هو ليس حدث واحد محدد بفترة زمنية معروفة وانما هو مشروع مصادرة وتهجير سيستمر على مدى سنوات عديدة ونجاحه يعتمد على تعاون السكان أصحاب الأراضي والمتضررين الأساسيين من المخطط.

فهمنا لهذا البعد هام جدا حيث أن التعبئة والتحشيد ضد المشروع من أجل إسقاطه يعني أولا وأخيرا خلق وتوطيد وترسيخ الأجواء الشعبية الوطنية العامة المناهضة للقانون مما يعني أن أصحاب الأرض ليسوا وحدهم وان تستطيع السلطة الاستفراد بهم لعقد الصفقات الثنائية أو العائلية.

لقد أثبت أهلنا في النقب تمسكهم بالأرض وقد تحملوا شظف العيش في ظروف قاسية لا يتحملها انسان من أجل الحفاظ على الأرض وعدم التفريط بها. ومع ذلك فإن وقوف شعبنا كله إلى جانبهم سيكون سلاحا هاما في أيديهم وذخرا يعتمدون عليه في نضالهم وتصديهم وفي تعزيز صمودهم ولإفشال المحاولات العديدة القادمة لا ريب طورا بالتهديد وطورا بالإغراء واستغلال حالة الضيق والفقر من أجل جعل الناس توافق على ما يعرض عليها. القرار الوطني الجمعي يجب أن يكون استمرار النضال وتصعيده مهما واجهنا من صعوبات فالنضال لن يكون سهلا ولا نعد شعبنا سوى بالمزيد من الإصرار والتشبث بالأرض والوطن ولا نقايض بهما مهما كان الثمن.

 

Exit mobile version