10 نقاط بين مرسي والسيسي . بقلم: معاذ خطيب

الناشط السياسي والطلابي في مجال حقوق الإنسان، معاذ خطيب يكتب حول موقفه من عزل الرئيس محمد مرسي امس .

1- فور انتهاء بيان وزير الدفاع المصري عبد الفتاح ‏السيسي وفيه أعلن الانقلاب على الرئيس المصري الذي انتخبه الشعب، تم قطع بث كل القنوات الإسلامية المصرية ومنها الرحمة والحافظ و “مصر25” واعتقال مدراء القنوات وموظفون فيها. حتى الجزيرة تم قطع بثها. كل هذا لم يفعله حسني مبارك !! تذكرون كم حرّض باسم يوسف وعمرو أديب في ظلّ ‏مرسي دون أن تُغلق قنواتهم ويعتقل أي منهم ولا زالوا أحرار طلقاء رغم نيلهم من الرئيس وتحريضهم على العنف؟ هل هذه الحريّة التي يريدها الليبراليون والعلمانيون؟

2- الجيش المصري أعلن انه لن يسمح بالمساس بالمنتمين للتيار الاسلامي، لكن الحقيقة أن أكثر من عشرين إخوانيا قتلوا الليلة الماضية وحدها، ليلة الانقلاب، بيد البلطجية والجيش والأمن الوطني وتم اعتقال قيادات الاخوان وعلى رأسهم الرئيس نفسه، ورئيس الحكومة هشام قنديل.

3- الآن فجأة تجوب قوافل الأمن والجيش شوارع المدن المصرية لتفضّ الاعتصامات المؤيدة لمرسي. هل سمعتم عنهم خلال الاسبوع الماضي وقت حرق مقرات الاخوان المسلمين وقتل أبنائهم؟

4- الآن القوى العلمانية والليبرالية تتبجح بأنها “نرفض عودة حكم العسكر”، أبعد أن انقلب العسكر على الرئيس الشرعي وسيسيطر على مفاصل الدولة ؟

5- من يسخر من كلام مرسي حين ردد “الشرعية” مرات عديدة في خطابه الأخير انسان أهبل، لا يفقه في السياسة والخطابة شيء. “الشرعية” آخر كلمة كان مرسي يأمل ان تقع على ضمائر الناس لتذكرهم أنه اول رئيس شرعي منتخب في مصر. لكن كيف للعلمانيين أن ينتبهوا لذلك وقد بات حسني ‏مبارك وشفيق يحركوهم بأموالهم الإماراتية؟

6- سيذكر التاريخ أن رئيساً مستبداً مخلوعاً كان يحرّك ثورة مضادة وهو قابع في السجن.

7- وسيشهد التاريخ أن “ثواراً” يتبجحون بال “تحوّل الديمقراطي” طالبوا بانقلاب عسكري، منافٍ جملة وتفصيلاً لأي ديمقراطية وسيادة قانون وسيادة الشعب، لمجرّد أن الرئيس المنتخب ديمقراطياً شخص نزيه وطني شريف لم يسرق موارد شعبه ولم يسجن أحدا لرأيه ولم يقسّم مصر لإقطاعيات وزّعها على أبناء حزبه.

8- وسيشهد التاريخ أن ‏العلمانية و ‏الليبرالية ليست سوى خناجر في جسد الأمة، تعطّل نهضته وتقمع حريّاته وتسرق موارده ومقدّراته وتفتح الوطن ماخوراً فيه يرتع قوادون من أمثال حسني مبارك وشفيق، ومن تحالف معهم ووقع على عرائضهم وأولهم صباحي وبرادعي وموسى.
صبرتم على مبارك من سنة 1981.. 30 عاماً من الظلم لم تحرّكوا ساكناً لأن سجونه كانت تعجّ بالإخوان المسلمين وأنتم كنتم تنالون من خيراته وتعشقون خمريّاته وتلقون الشعر في بلاطه.. أما حين جاء مرسي، لا أنتم تركتموه يعمل ولا صبرتم عليه.. عامٌ واحد كان كأن مؤخراتكم قابعة على الجمر، حتى وضعتم أيديكم بأيدي البلطجية وعثتم في الأرض فساداً وإفساداً لإسقاط أول رئيس ينتخبه الشعب؟

9- محمد دحلان الذي لم يُعرف إلا بقصص خيانته لفلسطين وأهلها ينشر تهنئة حارة جداً للشعب المصري بمناسبة “التحوّل الديمقراطي” والتخلّص من ‏الإخوان. لا شك أنه واحمد شفيق ومضيفهما ضاحي حلفان في أبو ظبي سيحتفلون الليلة ويقرعون الكؤوس لانتصار حلفائهم القوميين والناصريين والعلمانيين في مصر.

10- صمت القبور خيّم في ديار السياسيين والحقوقيين و”أنصار الديمقراطية”، فلم نسمع استنكارا من حمدين صباحي ومحمد البرادعي او عمرو موسى أو حتى تعليقاً على هذه الانتهاكات، وبالتأكيد لن تسمع باسم يوسف يسخر من السيسي في حلقته المقبلة من برنامجه السخيف.

سنذكر نحن أن مرسي أخطأ حين لم يحسن التدبير وحين لم يلقِ بأمثال هؤلاء المأجورين في غياهب السجون. لكن الأيام دول، وإن كانت هذه التجربة الأولى للإخوان فأنا واثق أنهم تعلّموا منها الكثير، وتعلّمنا نحن منها الكثير.
من اليوم فصاعداً أي ‏علماني يود الحديث عن الديمقراطية وحقوق الإنسان عليه أن يطبق فمه ويسد حلقه بصورة ملوّنة لحسني مبارك كالتي رفعها “الثوّار” في ميدان التحرير.

( كاتب المقالهو  مترجم وناشط سياسي وطلابي في مجال حقوق الإنسان، يكتب في مدوّنته على الانترنت “الراصد – معاذ خطيب” )

Exit mobile version