همسة عتاب: “بوس الواوا” – بقلم: ام سامي

انا كغيري من الاهالي، حين اصطحب صغيرتي من صف البستان الى البيت، اسألها بصورة دائمة ماذا تعلمتم اليوم ؟ منذ عدة اسابيع تسمعني نفس الجواب عن ذات سؤالي المتكرر. وكم كنت اتمنى لو جاءت بإجابة مختلفة عن اجابة الامس، ولكن هيهات.

كانت صغيرتي في السابق تسمعني آيات قرآنية واناشيد مدرسية واحيانا تحصي بالانجليزية بل وبصورة عكسية أي من العشرة الى الصفر. ولكن ومنذ قرابة شهر ولا ادري ما الجديد الذي حدث منذ شهر، اسأل صغيرتي وعمرها خمس سنوات، ونحن في طريقنا من البستان الى البيت: ماذا تعلمتم اليوم حبيبتي؟ فتجيبني بالغناء وحركات اليدين مرددة: “ليك الواوا بوس الواوا خلي الواوا يصح…”

غضبت في البداية وبعد ان تكرر الامر ثلاثة ايام متتالية، ايقنت ان “بوس الواوا” اصبحت، على ما يبدو، من مقررات وزارة المعارف دون ان ادري، وقلت في نفسي لا بأس ان اتقنها صغارنا منذ مرحلة البستان.

شكوت همي لإحدى قريباتي وابنتها في البستان كذلك ولكن في حي آخر،واستفسرت عما تتعلمه صغيرتها، فضحكت وقالت: على الاقل صغيرتكم تتعلم اغنية مع انها هابطة، اما في بستاننا فالحال اسوأ بكثير.

اثار فضولي هذا القول وسألت ماذا تعني، فقالت: كلما سألت صغيرتي عند عودتها من المدرسة، وهي في البستان، ماذا تعلمتم اليوم ؟ تقول لي: “طم راثك وغمض عينيك ولا نفث”.

واضافت قريبتي، في الحقيقة ان هذا يحدث في ساعات بعد الظهر من يوم التعليم المطول، اما في ساعات الصباح فالأمور تسير جيدا.

وتابعت قريبتي: لم اكن لأصمت على ذلك كما تعلمين، واجريت تحقيقا دقيقا مع صغيرتي حول الامر، فتبين ان المعلمة ومساعدتها في كثير من الايام تزاولان في ساعات دوام بعد الظهر مهام منزلية في احد اركان غرفة التدريس في البستان، فهما احيانا تفرطان الملخية واحيانا تقبعان الباميا حتى انهما تقشران البصل وتفرمانه في الغرفة.

وقالت قريبتي إنها كانت تشكك في ما تقصه عليها صغيرتها في بادئ الامر، ولكن وبعد التحقيق واستراق المعلومات من الطفلة، ذهبت في احد الايام لاصطحاب طفلتها في منتصف الدوام، فهالها ما رأت بأم عينيها.

والادهى من هذا ان المسؤولات في البستان لم يرمش لهن جفن حين باغتتهن الام تدخل الغرفة وهن منهمكات بفرط الملخية بصورة جماعية والاطفال في حالة “طم راثك وغمض عيني ولا نفث”.

بعد ان سمعت حكاية الملخية هانت علي الواوا … ولم تعد تؤلمني حتى بدون بوسة.

مع تحيات اختكم: ام سامي

Exit mobile version