هذه طيبتي: العم ابو رائد اكبر متطوع طيباوي محبوب التلاميذ

يعرفه الصغار اكثر  مما يعرفه الكبار، الكثير من الطموح والآمال نقشهما منذ كان شابا متحمسا للعمل، يأتي كل صباح الى مدرستي المجد وعتيد يحمل التفاؤل والأمل  ليؤدي دوره كمتطوع يعتني بالنظافة مجانا ويسدي النصائح للصغار مجانا.

محمد النصيرات “ابو رائد” المبتسم دائما ابن السبعين عاما، الكل ينادونه هنا العم ابو الرائد. يعمل بإخلاص وبامانة مع انه متطوع لا يتقاضى قرشا واحدا لقاء عمله، ولكنه مواظب يوميا على الدوام في مدرستي المجد وعتيد يلملم بقايا الاكل وعلب المشروبات الغازية ويضعها في حاويات النفايات.

يرتب الحديقة ويقتلع الاعشاب ويروي الشتلات ايام الحر ,وحين يشتد به الحر ولا تسعفه قبعته يجلس في الظل وابتسامة لا تفارق محياه يلتف من حوله الطلاب ويبادلهم الحديث المبطن بالنصائح من خلال تجاربه في الحياة الى ان اصبح شخصية شعبية محبوبة لدى كل من يعرفه. انه مثال العطاء دون ان يكلفه احد بهذا. فهو ينجز عمله على اكمل وجه واينما حل العم ابو رائد ترى الابتسامة والبهجه تطغى على المكان.

لمن لا يعرفه، وهل هناك من لا يعرفه؟ ولد العم ابو الرائد في بلدة تسوريت وهجرها منذ كان صغيرا هو واهله تاركا خلفه بيتا لم يسكنه واشجارا من الصنوبر تحفظ الاصاله في المكان. العم ابو الرائد الذي رأى خلال حياته الحلو والمر ، لا يملك سيارة فارهة ولا يسكن قصرا  ولكنه لم يصفق مع المنتفعين لمن هم في السلطة ولم يسيل لعابه يوما لوظيفة ولم يطلب شيئا فحسبه في هذا قدر كبير من الكرامة الموروثة ابا عن جد.

شخص كهذا يملك الحق الادبي والاخلاقي في اسداء النصائح للكبير قبل الصغير لأن نصيحته لا تنطوي على مصلحة شخصية ولا ترمي الى توريط صاحبها في شيء، فقد اثبت ابو الرائد انه لا يريد شيئا سوى خير من حوله سواء الانسان ام المكان، فهل من احد يمكنه التباهي بانتماء اعمق من هذا للطيبة؟

 

Exit mobile version