اهمية المساجد وقيمتها في الاسلام – بقلم: الشيخ مازن جبالي

في بلدنا الحبيب تنتشر المساجد ، اذ في الطيبة يوجد حوالي 13 مسجداً ، عن اهمية المساجد وقيمتها في الاسلام ، يكتب لكم الشيخ مازن جبالي .

بيوت الله المساجد، جعلها الله خير وأحب بقاع الأرض إليه، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : (( أَحَبُّ الْبِلاَدِ إِلَى اللهِ مَسَاجِدهَا ، وَأَبْغَضُ الْبِلاَدِ إِلَى اللهِ أَسْوَاقهَا)) ، وجعل الله المساجد خالصة له وحده ، فقال سبحانه : (( وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا )) ، وأعلى الله  تبارك وتعالى  شأنها ، وشهد بالإيمان لمن يعمرها : قال الله تعالى :- (( إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ )) .

تظهر مكانة المسجد في الإسلام بوضوح وجلاء في كون النبي صلى الله عليه وسلم لم يستقر به المقام عند هجرته من مكة إلى المدينة حتى بدأ ببناء مسجد قباء، وهو أول مسجد بُني في المدينة وعلى وجه البسيطة عموما، وفي قلب المدينة قام بتخصيص أرض لبناء مسجده صلى الله عليه وسلم حيث بركت ناقته القصواء .

وما ذاك إلا لأهمية المسجد في الإسلام ، فله الأثر البالغ في الإعداد والتوجيه ، والتربية والتثقيف ، وخطبة الجمعة من أكثر الوسائل انتشارا وتأثيرا ، ونفعا وتأصيلا ، تُحْيَا بها القلوب ، وَتُزَكَّى بها النفوس، وَتَرْبِطُ المسلمين بالله واليوم الآخر، يؤمر من خلالها بالمعروف وينهى عن المنكر ، وتربط الناس بواقعهم ، وتذكرهم بماضيهم وتثبت معنى الأخوة في قلوبهم ، فهي منبر للوعظ والإرشاد ومنارا للإعلام بمحاسن الإسلام

ذَاكَ هُوَ دَوْرُ الْمَسْجِدِ فِي الإِسْلاَمِ: تُؤَدَّى فِيهِ الصَّلَوَاتُ، وَتُقَامُ فِيهِ الْجُمَعُ وَالْجَمَاعَاتُ، وَيُذْكَرُ فِيهِ اللهُ وَيُعْبَدُ، وَيُسَبَّحُ لَهُ فِيهِ وَيُمَجَّدُ، وَيُعَلَّمُ فِيهِ التَّوْحِيدُ وَالْفِقْهُ وَالتَّفْسِيرُ، وَيُدَرَّسُ فيه الْعِلْمُ النافع، إِنَّهُ مَعْهَدٌ عِلْمِيٌّ يُمِدُّ الأُمَّةَ بِالْجِيلِ تِلْوَ الْجِيلِ مِنْ أَبْنَائِهَا الْبَرَرَةِ الأَتْقِيَاءِ، وَقَادَتِهَا الْمَيَامِينِ النُّبَلاَءِ، وَعُلَمَائِهِا الْفُحُولِ النُّجَبَاءِ، عُولِجَ فِيهِ الْجَرْحَى، وَأُطْعِمَ الْجَوْعَى، وَكَانَ لِمَنْ لاَ بَيْتَ لَهُ مَأْوَىً، وَكَانَ مَحْفِلاً لاِسْتِقْبَالِ الْوُفُودِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، وَمَلاَذاً مُبَارَكاً لِوَحْدَةِ الْمُؤْمِنِينَ، وَمُنْطَلَقاً لِلْجِهَادِ وَنَفْعِ الْعِبَادِ، وَبَوَّابَةً لِلْجَحَافِلِ وَالسَّرَايَا؛ لإِعْلاَءِ كَلِمَةِ رَبِّ الْبَرَايَا، وَهُوَ دَارٌ لِلْقَضَاءِ وَالْفُتْيَا، وَمَجْلِسٌ لِلصُّلْحِ وَالشُّورَى، فظَلَّ الْمَسْجِدُ يُؤَدِّي دَوْرَهُ كَبَيْتٍ لِلْعِبَادَةِ، وَمَرْكَزٍ لِلتَّعْلِيمِ وَالْقِيَادَةِ؛ عَلَى مَدَى قُرُونٍ طَوِيلَةٍ حَتَّى صَارَتْ بَعْضُ الْمَسَاجِدِ فِي الْعَالَمِ الإِسْلاَمِيِّ جَامِعَاتٍ عِلْمِيَّةً، وَمَرَاكِزَ دَعَوِيَّةً؛ تُعَلِّمُ صُنُوفَ الْعِلْمِ، وَتُدَرِّسُ أُصُولَ الْحُكْمِ، وَتُلْهِمُ النَّاسَ أُسُسَ الْحَضَارَةِ وَمَرَاقِيَ التَّقَدُّمِ.

لا يُصنع الأبطال إلا              في مساجدنا الفساح
في روضة القرآن في          ظل الأحاديث الصحاح
شعب بغير عقيدة               ورق يذريه الرياح
من خان حي على الصلاة     يخون حي على الكفاح

Exit mobile version