انا مع وضد الانتخابات – بقلم: اسامة مصاروة

أنا حامل لعدة شهادات جامعية، فهل أنا آكاديمي؟ ردا على سؤال طرحه موقع “الطيبة نت” أنأ مع وضد.

المربي اسامة شيخ علي مصاروة

ان فلانا أكاديمي لا يعني بالضرورة أنه انسان صالح ووطني ومخلص ومنتم ٍ لبلده ووطنه. فقد يكون فاسدا أو مصلحجيا أو عائليا أو قبليا او متسلقا ومنافقا وقد يكون انسانا بسيطا جدا لم ينل فرصة للدراسة والتحصيل الجامعي أفضل، فالأخلاق لا تدرس في الجامعات بل يرضعها الطفل مع حليب أمه وينمو عليها لذلك قال حافظ ابراهيم “الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق”.

من المفروض أن الأكاديميين هم من يقودون الثورات في مجتمعاتهم واقصد او ما اقصد بالثورات التربوية والعلمية ويصنعون التغيير ويقيمون النهضة في جميع المجالات ويقفون في مقدمة اية حملة للبناء والعطاء والفداء والتوعية والتنشئة الصالحة للأجيال القادمة.

ولكن وللأسف في بعض المجتمعات خاصة المتخلفة منها، هناك آكاديميون هم من يؤججون العائلية ويثيرون الفتن ويفسدون في الأرض لغرض في نفس يعقوب فالغاية عندهم تبرر الوسيلة.

وقد قلت في مقال سابق إن هناك من هو مستعد لبيع الأقصى من أجل منفعة شخصية. هذا لا يمنع  وجود أكاديميين غير فاسدين أو مفسدين وهم إما صامتون مثل الغالبية العظمى من ابناء المجتمع أو حزبيون مصلحة الحزب تسبق اي مصلحة عامة. وما يزعجني أشد الإزعاج أولئك الأكاديميون الذين يختبئون خلف أسماء مستعارة يعبرون بها عن مواقفهم أو يعملون بالخفاء ومن وراء الكواليس وربما كما ذكر أحد المعقبين يطالبون الوزير بتأجيل الانتخابات في الطيبة مثلا وربما يتواجدون في مقدمة من يتظاهر ضد التأجيل.

أنا مع إجراء الانتخابات في موعدها فهي حق لأي مواطن ويجب عدم المساس به هذا أمر بديهي وغير قابل للنقاش والمساومة عليه.

وأنا ضد التوجه العائلي البغيض والمقيت للانتخابات. وفي مقال سابق لي تحت عنوان “لنعي الدرس ولو مرة واحدة” قلت كيف لنا أن نعيد من كان سبب في خراب “مالطة” الى الاستمرار بتخريب ما لم يُخرَّب بعد وأنا اشك ان هناك ما لم يُخرّب بعد فعلى الأقل ليس هم من يعيدون اصلاح الوضع المأساوي الذي أوصلوا الطيبة اليه. فهل من يقرأ ؟ لست أدري. وإن قرأ هل سيعي الدرس؟ لست أدري.

ولكن ما ادري به هو ان في الطيبة رجالا لديهم الشجاعة والجرأة للتصدي لعودة الماضي بأقنعة جديدة، رجال ما عادت تنطلي عليهم شعارات الزيف والنفاق مهما جمّلوها ومهما علت صيحاتهم وسوف يكون لهم الدور الأساس في معركة التغيير الجذري حتى لو بعد حين.

إن معركة التغيير أول ما تبدأ في قلب وروح وعقل كل ابن من أبناء الطيبة. عودة الوعي عندنا هي اول معركة والنصر فيها هو الضمان الأول والأخير للانتصار في جميع المعارك ومن ثمة في الحرب كلها.

وعندما تنطلق المسيرة الحقيقية والوطنية والواعية والمخلصة والنظيفة يأتي دورك أيها االطيباوي الشريف والنظيف بالوقوف الى جانبهم بل وفي مقدمتهم إن كنت تبغي مصلحة الطيبة اولا وأخيرا قولا وفعلا وكنت تبغي النزول عن الجدار والعزوف عن الصمت الذي كان سببا جوهريا في ضياع وخراب “مالطة” عندها لا معنى لشكواك ولا لانتقادك ولا لقهرك ولا لغضبك الصامت إذا لم تنخرط في صفوفهم وتكون عجلة في مسيرة التغيير الحقيقي فابشري يا طيبة !

Exit mobile version