3أخبار رياضية

البايرن بطل في ليلة تغلبت المادة فيها على الروح

في نهائي كان قمة في الروعة ، تغلب بايرن ميونيخ على خصمة بوروسيا دورتموند بالنتيجة 2-1 ، هنا اطرح تحليلي لما جرى في المباراة ، واسباب فوز البايرن . 

2

مبروك لبايرن ميونيخ فقد فاز بالكأس للمرة الخامسة في تاريخة بكل جدارة وأستحقاق ، فالفريق الذي فاز بمجموع 11:0 أمام برشلونة ويوفنتوس في ربع ونصف نهائي دوري أبطال اوروبا يستحق الكأس بعد 12 سنة دون الفوز بها ، وبعد خسارتين في نهائي الابطال خلال 3 مواسم ، بايرن صال وجال هذا الموسم محلياً واوربياً ، وبلهجتنا المحلية “طحن” الكل وكان افضل من الكل، الا ان بوروسيا دورتموند هو البطل الحقيقي لهذا الموسم التاريخي والبطولي، ذاك الفريق الذي احتفل ببقائه في الدوري العام موسم 2006/07 بعد فوزه 4-1 على المانيا آخن انذاك، فاز على ريال مدريد 4-1 هذا الموسم ووصل الى النهائي.

من منا لم يعجب بأداء بايرن ميونيخ ؟ لكن لو اعدنا النظر لمباراة امس سنرى ان بايرن استطاع الفوز بسبب عدم حدة بوروسيا امام المرمى وبسبب يوم مميز لحارسه العملاق مانويل نوير، لو تكلمنا في لغة التكتيك، في اول 20 دقيقة لقن يورجن كلوب المدرب المخضرم يوب هينكيس درسا بكرة القدم، وأستغل اقوى اسلحة دورتموند لهذا الموسم وهي عنصر المفاجأة ورفع الإيقاع منذ البداية، فعلى الرغم من غياب نجم الفريق ماريو غوتزة الذي سنتطرق اليه لاحقاً، استطاع بتوظيف صحيح لماركو رويس ان يفاجئ بايرن، فأعطاه حرية اللعب اينما شاء، وقتها رأينا كيف للسهم الاشقر ان يفتح المساحات لزملائه وسط ارتباك الثنائي شفاينشتيجر ومارتينيز اللذين لم يتوقعا هذا التوظيف، الا انه وكما قلنا، نوير كان يوم امس يومه !

انقضت اول 20 دقيقة على خير من ناحية بايرن، وانفكت عقدة ارتباك خافي-شفايني، فهدأ بايرن اللعب كما يرغب هو واستغل أهم لاعبين في الفريق من وراء الكواليس، مارتينيز ومولر، الاول مرر امس بدقة وصلت 92% واستطاع غلق الكثير من المساحات على لاعبي وسط دورتموند وتضييق الخناق رفقة زملائه في الدفاع على هجوم البوروسيا، والثاني، لاعب “الماني تايم” اثبت بتحركاته المعهودة في المناطق الميتة وجذبه للاعبي الدفاع اليه ليفتح المساحات لزملائه كم هو عبقري في كرة القدم ، مولر ، بلا شك ، يستحق التكريم على هذا الموسم الخيالي الذي قدمه، ربما لا يراوغ مثل ميسي ولا يسدد كرونالدو ولا يمرر كتشافي وليس قائداً كلامبارد او جيرارد مثلاً ، ومع هذا ، في كل مباراة كبيرة تراه متالقاً ، وكأنه يعيد صياغة المثل العربي القائل “وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر” ليصبح “وفي الليلة الظلماء يشتد لمعان البدر” !

ومن ثم جاء الشوط الثاني، لتزيد هفوات دفاع دورتموند، الذي تتهافت على افراده اعتى فرق اوروبا، فتارةً يرتكب ماتس هوملس خطئاً لم يرتكبه في حياته ومن ثم يغفو نيفن سوبوتيتش، الا ان بايرن لم يستغل اي فرصة، حتى استفاق العصببي ريبري ليثبت مدى دقة عينة وحذاقته في اللعب حين مرر الكرة الى روبين الذي مررها بدوره عرضية أرضية قصيرة وصلت لماندجوكيتش فأودعها الاخير شباك دورتموند. وفي الوقت الذي بدا فيه ان بايرن استطاع التوصل الى سر لعب فريق كلوبو ، عدل دورتموند النتيجة بركلة جزاء نفذها افضل لاعب مباراة امس من طرف الفريق الاصفر برايي، الكاي جوندوجان، وهنا يجب ان اذكر ان هذا اللاعب لم يسدد اي ركلة جزاء في مسيرته سوى في مباراة كأس أمام دوسلدورف، الا ان مدربه اعطاه الثقة ليسدد ويسجل، بعد التعادل كشفت عورات دورتموند، وهن عورتان بارزتان للعين المجردة، الاولى هي اللياقة البدنية فرأينا التعب واضحاً على وجوه لاعبي الفريق أو كما قال يورجن كلوب “منذ الدقيقة 75 كان واضحاً لي أن لاعبي فريقي مرهقين”، والعورة الثانية هي عدم وجود دكة بدلاء على مستوى عالٍ، فناهيك عن إصابة (؟) ماريو جوتزة التي اساساً قللت من حظوظ الفريف، كيف لا وهو نجم الفريق، في الدكة لم يتواجد لاعب هجوم قد يقلب المباراة، فعلى الدكة تواجد سنتانا وشاهين وكيهل كذلك المهاجم المتوسط يوليان شيبر، هل هذا يكفي ؟ فقط للمقارنة على دكة بايرن تواجد ماريو جوميز ، مهاجم منتخب المانيا الذي اشتراه الفريق بمبلغ 35 مليون يورو ، وقبل النهاية هندس ريبري هدف الفوز لروبن وسط هفوة تراجيدية اخرى من دفاع دورتموند.

من  نقطة النهاية اشتققت عنواني ، يورجن كلوب ذو التصريحات النارية قال بعد تأهل فريقة الى النهائي ” نحن كروبين هود ” بالفعل ، هذا العبقري قام بناء فريق من لا شيئ وخطوة وراء خطوة قام ببناء فريق يستطيع منافسة اقوى فرق العالم ، صحيح ان حكاية أمس ربما كانت حكاية روبن الذي تخلص من عقدة المباريات الكبيرة والنحس الذي رافقة ، أو بايرن الذي فاز بعد سنوات عناء عجاف ، الا ان في ليلة أمس فاز الفريق الغني على ذلك الذي يعد فريق عامة الشعب ، ومهما حصل سيذكر التاريخ فريق يورجن كلوب وسيسطر تاريخه بأحرف من ذهب ، فعلى الاغلب لن نرى تشكيلة اللاعبين هذه بأكملها مرة أخرى ..

1

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *