الى أبناء بلدي الحبيب – بقلم اسامة مصاروة

أنا شخصيا انتظرت 45 سنة حتى استطعت مع مجموعة من ابناء الطيبة الأوفياء والمخلصين والمضحين بوقتهم ومالهم حتى وصلنا بعد مشاورات ونقاشات ديمقراطية دامت شهورا وعلى كل كلمة وكل حرف الى أن نخرج فكرتنا الى حيز الوجود ونضعها بين ايديكم الكريمة.

ولو كنا عشوائيين ومتهورين ومتحمسين فقط دون فكر وروية لخرجنا الى الشارع قبل شهور عدة. وأرجو أن يعلم الجميع أن حركتنا وضعت نصب أعينها برنامجا كاملا ومتكاملا يعالج ويتطرق الى كل نواحي الحياة في بلدنا الحبيب والتي تدهورت وسوف تسير بخطى حثيثة وسريعة الى المزيد من التدهور ما لم تقم حركة شعبية ثورية تسعى الى تغيير مفاهيمنا وسلوكياتنا التي كانت السبب الرئيس لهذا التدهور.

وعليه من حقنا على ابناء بلدنا ألا يطلبوا منا بجرعة واحدة أو كلمة سحرية واحدة أن نعيد لطيبة لى سابق مجدها. هذا ممكن وممكن جدا وهذا هدفنا الأول والأخير ولدينا برنامج كما قلت سابقا يغطي جميع نواحي ومناحي الحية المجتمعية والمدنية المحلية والقطرية فنحن جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج وأمامنا مسؤوليات وطنية تجاه ابناء شعبنا جميعا وسوف نعمل بل ونناضل حتى تعود الطيبة الى سابق وضعها ومكانتها الوطنية بعد أن همشت واصبحت وبفعل البعض من أبنائها للأسف واقعة على هامش التاريخ الوطني والكفاحي لجميع ابناء الشعب الفلسطيني. لذلك أمامنا معركة ذات اتجاهين لا يناقض الواحد الآخر ولا يتعارض معه بل ويكمله.

أمامنا مسؤوليات جمّة تجاه أبنائنا وعلى مدى أجيال قادمة ويجب علينا ألا ننظر فقط الى ما هو واقع تحت أنوفنا.

جيلي سوف ينتهي والأعمار بيد الله والإنسان ليس مخلدا ومن يدرك ذلك يعرف ان عليه ان يترك ارثا صادقا وراءه يقابل به وجه ربه وينام النومة الأبدية وضميره مرتاح ولا أعظم من إرث تركه لمساعدة ابناء شعبه على الصمود والبقاء والتشبث بوطن الآباء والأجداد للذي لا وطن له سواه.

المعارك كثيرة والمسؤولية ثقيلة وكلنا ابناء بلد واحد ولا اعتقد ان هناك من لا يريد الخير لبلده ومن يريد ذلك مثله كمثل ذلك الذي قطع الغصن الذي يجلس عليه. نحن نحبكم جميعا فكلنا نحب الطيبة ولكلٍ اجتهاده فربما يصيب وربما يخطئ والمهم ألا يفسد خلافنا للود قضية.

نمد ايدينا لكل مواطن غيور بحق وحقيقة وكما يطالبنا البعض بأنه يريد افعال وليس مجرد أقوال وهم صادقون بهذا المطلب نحن ايضا نطالبهم به.

وأخيرا ليعلم الجميع وأولهم  المتشككون او القلقون اننا حركة قامت لتستمر ولها خطة خماسية بل وعشرية وليست طفرة أو فقاعة صابون أو نبتة خرجت وسرعان ما تذبل وتختفي. فسواء كانت هناك انتخابات ام لن تكون، نحن مستمرون في اداء رسالتنا الثورية فكرا وثقافة وعلما واجتماعيا.

أما بالنسبة لموقفنا من موضوع الانتخابات قيامها او تأجيلها فقد وضحت ذلك عدة مرات في مقالات لي وأعود واكرر نحن مع اجراء الانتخابات في موعدها المحدد وضد عودة الرموز العائلية والفئوية وضد عودة النهج العائلي وسلوكيات القطيع إذ كفى لن يستطيع أي احد اليوم جرّ القطيع الى حيث يريد وأهالي الطيبة خاصة الشباب منهم لن يسمحوا بذلك. لنا ثقة بأبناء الطيبة ونكن لهم الاحترام ونقدر عقولهم وفكرهم فالمستقبل لهم وهم خير من يدافعون عنه.

Exit mobile version