لماذا استبدلت الادوار هذه المرة بين البايرن والبارسا ?

لا شك ان خسارة برشلونة امس ستبقى في ذاكرة مشجعيه فترة ً طويلة ، وسيعدها المؤرخون كإحدى اكبر خسائر البلاوجرانا في التاريخ بجانب الخسارة الاليمة 4-0 لميلان في نهائي ابطال 1994 والخسارة 4-1 أمام ريال مدريد موسم 2007/2008، الا ان لخسارة امس طعم أكثر مرارة والما ً لكل ” كوليه “.

فالبارسا عودنا على سحق المنافسين ، حتى هذا البايرن خسر 4-0 أمام بارسا بيب ، الا ان امس استقوى البايرن ، وكان البارسا شبحا ً لتستبدل الادوار ويلعب مولر دور البطل بينما ميسي كان كومبارس!

بعد ليلة انا على يقين ان البرشلونيين استصعبوا النوم ومنهم من لم يذق طعمه حتى ، استرجع الذاكرة واياكم ، واستفسر واطرح بعض الاجابات معكم للسؤال الاوحد نهار خسارة وانهيار برشلونة . برأيي المتواضع هذه بعض الاسباب التي ادت لهذه المهزلة:

اولا: بايرن ميونيخ ، عملاق المانيا واوروبا قرأ خطة البارسا بشكل صحيح لم يترك مجالا ً للخطأ بتاتا ً ، فبداية ً من الضغط الكبير على حامل الكرة ، تفكيك خط الوسط المكون من تشافي-انييستا-بوسكيتس وعدم اعطائهم المجال ان يمرروا بشكل صحيح اصلا ً ، عدم اعطاء ميسي مجالا ً للاوكسجين بواسطة رباعي يضغط عليه ويبقى قريب منه عند لمسه لكل كرة ومساعدة خط الهجوم بهذه المهام التكتيكية الصعبة .

ثانيا: هذه النقطة ترتبط مع النقطتين القادمتين ، روبن وريبري ، صحيح انه ليس من الذكاء ذكرهم فالكل يعلم اهميتهم ، الا ان هذا الثنائي قام بالعمل الدفاعي التكيتيكي قبل الهجومي فأقفلوا الاطراف مساعدين بذلك الابا ولام ، وفسخوا الدفاع البرشلوني المهزوز اساسا ً بالمرتدات السريعة المهارية عدى كراتهم الدقيقة .

ثالثا: توماس مولر . اذكر انه في البداية توماس لعبت المانيا امام الارجنتين كتحضير لمونديال 2010 ، وفي المؤتمر الصحفي عندما جلس توماس بجانب مدرب الارجنتين ماردونا سأل هذا الاخير ” من محضر الكرات هذا ؟ ” ، مولر اصبح اكبر جوكر في اوروبا ، فأمس كما في كل الموسم تواجد في كل مكان في نصف ملعب الخصم ، في الهدف الاول والثالث كان في الرواق الايمن بينما في الهدف الثاني كان على يسار فالديس وفي الهدف الرابع كان في وسط منطقة العمليات ، عدا عن ضغطه الكبير على حامل الكرة ، انه مولر .

رابعا: كما قلت هذه النقطة ترتبط بقوة البايرن ، وهي ضعف الفيس وبشكل عام ضعف الجهة اليمنى للبارسا ، اللاعب نفسه صرح حتى وقال ” هذه اسوأ مباراة لي في البارسا ” صحيح انه في الهدف الاول كانت مخالفة واضحة على البرازيلي الا انه كان ثغرة دفاعية باررزة عدا عن خساراته المتتالية للكرة وعجزه عن ايقاف لاعبي الهجوم ، فلا هجوميا ً افاد البارسا ولا دفاعيا ً سد الضعف اساسا ً ، هل انتهى عهد الفيس ؟ اذا اراد البارسا تجديد الدماء فهو هو المذنب الاول ! .

خامسا: كتب كثيرا ً عن الثنائي بيكي-بارترا ، بيكي الذي كان نجم الدفاع في بداية عهد جوارديولا ومع ديل بوسكي في اسبانيا ، اثبت مرة اخرى انه ليس قائدا ً بل يحتاج للاعب اخر يكمله ، بويول او ابيدال وهما الاثنين على وشك انهاء مسيرتهما ، وبارترا هو مدافع جيد وليس ” ممتاز ” عدى عن هذا طوال الموسم لم يأخذ الثقة المطلوبة من المدربين ، فكيف يسد هذه الثغرة الكبيرة التي خلفها بويول ؟ أجزم انه لا يوجد مدافع في العالم يسد مكاب بويول في البارسا بشكل جيد غير سيلفا مدافع البي اس جي ، امس رأينا ثنائي دفاع هزيل وغير متناسق بتاتا ً في الكرات الثابته وأماكن ايقاف الخصم في المرتدات .

سادسا: لا اريد ان استهين بقدرات بيدرو والكسيس خصوصا ً الاول الذي تقيأ دما ً امس من كثرة قطعه للمسافات ، الا ان البارسا بحاجة الا لاعب بديل لميسي يغير المباراة حين يتوقف افضل لاعبي العالم عن عطائه ، وهذا غير متوفر في هذا الثنائي ولا حتى في فيا ، فمثلا ً في بداية عهد بيب كان لديه ايتو وهنري الان لا يوجد .

سابعا: تيتو فيلانوفا تلقى امس اول درس قاس له في مسيرته من يوب هينكيس المخضرم ، في عهد جوارديولا كنا نرى تغييرات و”مفاجأت” في المباريات المهمة من تشكيلة 3-5-2 او 3-4-3 او وضع لاعبين مفاجئين في التشكيلة ، هذه التغييرات نجحت كثيرا ً ، واذا لم تنجح كان يحاول تغير الوضع خلال المباراة ، ، والسؤال المحير ، اين كان فيلانوفا امس ؟

ثامنا: ولا اريد الكلام عن الاهداف الثلاثة الاولى للبافاري ، ادع الكلام للخبراء ، مع هذا البايرن فاز لانه الافضل في اوروبا لكن الفارق بين الفريقين برايي ليس 4-0 !!