5كلمة حرة

سيد القوم عدوهم – بقلم: ياسر ناشف

للأسف هذا هو حال الشعوب والمجتمعات التي تقودها الإمبريالية العالمية منذ قرن تقريبا… وتحديدا منذ استخدام “سياسة فرق تسد”.

1

لست خائضا في تفريق الشام الى بلدنا ولا الجزيرة العربية الى اقطار ولا المغرب العربي الى ممالك ولا الى امريكا وافريقيا واسيا الى جمهوريات واعراق ولا حتى الى فلسطين ما بين ضفة غربية وغزة وقدس وعرب (الداخل، اسرائيل، فلسطيني الداخل وفلسطيني) ولا الى تقسيم فلسطيني الداخل الى شمال ومدن مختلطة ومثلث وجنوب او اسلام ومسيح ودروز وشركس وبدو. ولا الى المثلث بمثلثين جنوبي وشمالي ومن اقوى وارقى، … بل سأعود الى الطيبة وعليها قيس في كل العالم.

كانت وستعود الطيبة المنارة … ما الذي حل بها حتى اصبحت في حالة لا تحسد عليها… وكيف ذلك? الجميع يعلم بان الطيبة كانت لأواخر الثمانينات وبداية التسعينيات عنوان الجميع ومع اواخر التسعينيات وبداية الالفين وهي تتراجع ولا زالت!

فما السر في ذلك?

في نظرة سريعة تجد الوضع سهلا جدا وليس لغزا… الا وهو زرع الفتنة بين اهل البلد والاسرة من خلال من الاقوى والارقى الذي يستحق الاحترام وقياده البلد استنادا الى التعصب العائلي والطبقية الفارغة من مضمونها.

وان عائلة فلان اكبر واكثر وارقى واقوى وعليه فلهم الاحقية في كل شيء وعلى الجميع القول سمعا وطاعة يا مولاي.

حتى ان هذا الامر طبق ايضا على نفس العائلة وهذا البطن ارقى واحق من البطون الاخرى لقيادة العائلة.

ومن هنا بدأ الصراع والتنازع والفرقة والتجهيل والتعصب وما نتج عنه من عنف ورشاوى وشراء ذمم وفساد واحقاد وتأخر بمعظم المرافق الحياتية سواء على الصعيد الانساني او العمراني.

يستحضرني وفد عراقي جاء الى عمر بن الخطاب رضي الله عنه يبارك له ويبايعه على السمع والطاعة وكان المتحدث بلسان الوفد صبي لم يتجاوز العشرين من عمره فاستوقفه عمر وطلب منه ان يعطي الحديث لمن هو اكبر منه سنا .. فكان جواب الشاب بكل ثقة ولطافة لو كان العمر هو من يعطي الاحقية في التعبير عن الرأي والقيادة لما كنت يا سيدي في مكانتك هذه… فابتسم عمر وللواقعة حديث…

الملفت للنظر هو كيفية الاستماع وآدابه واخذ رأي الجميع وخصوصا من كل من لديه القدرة والكفاءة على التغيير والابداع والقيادة.

في السابق كان هناك رؤساء بلدية.. ولم يكن في عهدهم اي نوع من الحساسية او النزاع القبلي وكانت في هذه الفترة الطيبة هي المنارة للوسط العربي ولم يكن هناك تناحر حول كرسي البلدية وكان جميع الاهل يعيشون كاسرة او عائلة واحدة.

وبعد ذلك بدأت الفتنة من بداية تخصيص الكرسي للعائلتين الاكبر وتخصيص العائلات للجان تحدد فيها من يتزعم الكرسي لا على اساس انه تكليف وانما لإعطاء صبغة التشريف. وحدث بعدها ولا حرج عما جرى ولا زال للطيبة وأهلها. ونحن لا ننكر فضل احد من السابقين او الذين لحقوا بهم لكن السؤال: اين العقلاء اليوم من نبذ سياسة “فرق تسد” الدخيلة على مجتمعنا وثقافته وعاداته وتقاليده؟ اين نحن من المناسب في المكان المناسب؟ اين من يقول نعم للصحوة الحقيقية وتجديد العهد مع الطيبة ؟

‫4 تعليقات

  1. اتمنى انو النتخابات القادمة بشهر 10 ان يبدأ التغيير فيها , التجمع سوف يقدم قائمة سياسية وليست عائلية, اتمنى ان تكون هذه الخطوة بداية النهاية للفكر العائلي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *