وسام مصاروة: اناشدكم بتوخي الصدق في امور الحج والعمرة

بسم الله الرحمن الرحيم : قال تعالى يا ايها الذين آمنوا وان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين. وقال رسول الله عليه الصلاة والسلام: “ان الصدق يهدي الى البر وان البر يهدي الى الجنة وان الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقا وان الكذب يهدي الى الفجور وان الفجور يهدي الى النار وان الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا”.

اخوتي واخواتي:

لقد كثرت الاحاديث وشاعت الاقاويل وروجت الاقاصيص حول الحج والعمرة في بلاد الحرمين, وأكثرها يلقي بالتهم الباطلة والأقاويل الزائفة على اللجنة القائمة على تسيير اعمال الحج والعمرة, لذا أرى ان كلمة الحق يجب ان تعلو وتقال لتبين الامر على حقيقته وتكشف ستائر الكذب التي تلقي وتقذف دون ان يراعي قائلها حرمة او دينا او حتى يفكر بمجرد العواقب والمال التي لا بد ان يقف بين يدي ربه ويسال عنها.

اولا: الكثير من المعتمرين العائدين الى البلاد بعد اتمامهم للمناسك يثيرون التذمر والاحتجاج على اللجنة المعنية بسبب نزولهم في فنادق لا ترقى جودتها الى المستوى المعقول حسب رؤيتهم, وبهذا الشأن اقول, وأنا احد المعتمرين ان جملة هؤلاء المتذمرين يجرون قياسا بين الفنادق السياحية الفاخرة المعدة في منتجعات أنطاليا وشرم الشيخ وفنادق عالمية اخرى وعلى ما يبدو انهم نسوا ان رحلتهم هذه معدة للتقرب والتودد الى الرحمن والمثول بين يدي الله في مهبط الوحي وأكثر بقاع الارض محبة الى المسلمين عامة. وان النزول في فنادق مكة والمدينة يكفي لأن يكون مكان اعتكاف وثواء لفترة الإقامة هناك.هذا لا يعني ان مكان الاقامة والنزول يجب ان يكون مهملا وباليا إلا ان يجب التذكر ان هدف الرحلة هو الاعتمار وليس التسوق والتنزه والاستجمام والاستمتاع بالفنادق الفخمة والفاخرة, وعلى هذا اذكر لكم مثلا لأحد هؤلاء المتذمرين الذين وجدتهم اثناء ادائي للعمرة الرمضانية الاخيرة, فقد صادفني احد المعتمرين الذي كان من ضمن الفرقة التي تحت وصيتي وعندما سألته عن مدى رضاه من الفندق أجابني بالتشكي وعدم الرضا ومن الغريب ان فندقه كان على بعد 200 متر من المسجد النبوي وهو فندق حديث النشأة يصنف 5 نجوم عالميا , وعندما سألته عن سبب تذمره فوجئت ان السبب هو بعده عن مجمع طيبة وكان هذا المعتمر مقصده في المدينة مجمع طيبة وليس المسجد النبوي وفي خاتمة هذا الامر على المعتمرين ان يتذكروا ان الهدف من رحلة الحج والعمرة هو اداء الفريضة والتماس التوبة والمغفرة والإحساس بوجودهم في كنف النبي ومهبط الوحي والاستنعام في هذه الارض المباركة التي يجب ان تشرح الصدر بمجاورة الكعبة والنبي وليس التماس التسوق والانتجاع في الفنادق الفاخرة.

ثانيا: ما يسوء سماعه ويحزن ذكره ويقلق رؤيته هو انك ترى رجال الساسية وأهل السياسة يتاجرون في هذا الامر ويبيعون ويشترون فيه كأنه ضربا من تجارتهم او عتبه يعتلون من خلالها الى المآرب والأهداف التي يرنون اليها، بأي حق يخرج الينا سياسيون كبعض اعضاء الكنيست ويطالبون بمقاطعة الحج والاعتمار؟ هل هذا يجوز اصلا ؟ وهل يحق شرعا ؟ وعلى أي وجه حق يطلبون مثل هذا المطلب ؟ هل لكم ايها الساسة غل ومراء او ضغينة ما مع اللجنة القائمة على الحج والعمرة؟ وان صح هذا هل يجوز لكم ان تحثوا العامة وتطالبونهم بمقاطعة فريضة دينية مثل الحج وكذلك الاعتمار؟ ارى ان الاولى والأحرى مقاطعة البرلمان الاسرائيلي الذي كثر الصخب فيه ورجح معظم علماء الأمة مقاطعته وحتى حرم البعض المشاركة فيه.

ثالثا: الاحتجاج والتذمر على فترة المكوث في المعابر. انا اعلم ان فترة الانتظار الطويلة لعدة ساعات تثير الاستياء ونفاذ الصبر. هذا من الطبيعة البشرية ولا انكر هذا ولكني اتساءل هل هذا الامر من اختصاص لجنة الحج والعمر. هام انه من الاجراءات المتخذه بين دولة ودولة عند النفاذ من خلال هذا المعبر الى دولة اخرى . اذكر الجميع ان في الرحلة الاستجمامية وعلى وجه الاخص المكوث في معبر طابا قد يصل الامر الى ساعات عدة ولم ار هذا الحمل الكبير والتذمر الفج من السائحين الهادفين الى الاستجمام والاستمتاع وليس هدفهم العباده, فكان من الاحرى التحمل والتصبر عند العودة من اداء فريضة الهية كالحج ولاسيما ان عدد الباصات قد يصل الى اكثر من 100 باص، والاهم من هذا والذي على الجميع ان يعيه ويعرفه ان المكوث والانتظار في معبر اللنبي او الشونة هو بين يدي السلطات الاسرائيلية والأردنية وليس بين يدي لجنة الحج والعمرة.

وأخيرا انوه بكلمتي هذه بأنني اردت ان اظهر بعض الحقائق وأهيب بأهلنا بان يتحروا الصدق وان لا نلقي باللائمة على طرف ما دون سند وان كان هناك بعض التقصير فأهيب بالمسئولين على معالجة الامر واني لست على صلة بهذه اللجنة ولست من القائمين فيها وليس لي أي دافع او فائدة تعود علي من مقالي ذا إلا اني اراها كلمة حق,والى الله مالنا جميعا وسأسال وأنا بين يدي ربي عما اقوله في مقالي هذا وكذلك سيسأل الآخرون والله يفصل بنا.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته – اخوكم بالله وسام مصاروة