اداء لجنة التنسيق للحج والعمرة الطيباوية تحت مجهر “الطيبة نت”

يواجه المعتمرون من مدينة الطيبة بشكل خاص والمعتمرون من الوسط العربي عموما مشاكل مختلفة خلال رحلتهم الى بلاد الحجاز لأداء العمرة، والمشاكل تظهر احيانا اثناء السفر واحيانا فيما يتعلق السكن ومن المعتمرين من يشكو من المرشدين، ولذا قرر موقع الطيبة نت وضع هذه الشكاوى تحت المجهر.

العمرة من الألف حتى الياء

التقى مراسل موقعنا احد الاداريين الذين ينظمون رحلات العمرة وهو الحاج نمر عبد القادر (ابو علي) واستقى منه معلومات حول تسلسل اجراءات سفر المعتمر بدءاً من التسجيل والاستعداد والسفر فسرد هذه التفاصيل بقوله: “اولا انا استقبل المعتمر وادون تفاصيله مرفقة بست صور شخصية للمعتمر وصورة عن بطاقة الهوية وأخرى لجواز سفره و200 دينار كدفعة اولى لحجز مكان. وانقل هذه التفاصيل الى المكتب الرئيسي في الطيبة ومن هناك تؤخذ التفاصيل الى الاوقاف في مدينة القدس. وقبل السفر بنحو ثلاثة اسابيع ينظم عطاء وعلى اساسه يتم تحديد تكلفة العمرة وفق المعايير التي يطلبها المعتمر.

وهذه المعايير التي تحدد تكلفة العمرة لكل معتمر تتعلق بالامور التالية:

اولا: درجة السفر بر والإقامة في سكن.
ثانيا: درجة السفر بر والإقامة في فنادق فاخرة
ثالثا: درجة السفر جو والإقامة في فنادق فاخرة

وحسب اختيار المعتمر تتحدد التكلفة النهائية للعمرة التي يريدها، وهنا دور المعتمر هو الاهم فهو من يقرر السفر او عدم السفر اذا لم يحلو له السعر، وفي حال لم يوافق على أي من هذه المعايير ولا يجد ما يناسبه ويلغي التسجيل تعاد اليه 195 دينار من الدفعة الاولى التي دفعها ويتم خصم 5 دنانير هي رسوم المكتب. وأما من يوافق ويريد السفر فيدفع بقية المبلغ المطلوب ويبدأ التجهيز للسفر. والمعتمر من الطيبة يعبر الحدود الى الاردن ومن ثم حدود المملكة العربية السعودية ثم يمر عبر ذات النقاط الحدودية عند العودة دون ان يدفع رسوما لأن هذه الرسوم مضمونه من المبلغ الذي دفعة كتكلفة للعمرة.

واضاف الحاج نمر عبد القادر (ابو علي): وهنا يبدأ المعتمر بتجهيز نفسه للعمرة أي انني قبل الانطلاق من البلاد اتصل بالمعتمرين للتنسيق معهم حول عدة مواضيع جانبية، منها فحص اذا كانت هنالك أي حجوزات قانونية ضده او اذا صلاحية جواز سفره سارية المفعول وكذلك تحضير الادوية الازمة اذا كان المعتمر يتناول العقاقير بشكل منتظم والمال الضروري وكيفية توزيع المقاعد في الباص. واستقبل المعتمر يوم الانطلاق عند الباص وأرافق الجميع منذ الانطلاق من الطيبة والوصول الى جسر اللنبي على الحدود ومن ثم الى الشونة وتبديل الباص الاسرائيلي بآخر اردني اضافة لاصطحاب مرشد اردني ومن ثم يتم التوجه الى بلاد الحجاز وصولا الى آبار علي من هناك ينوي المعتمرون اداء العمرة وبعدها استلام الغرف في الفندق والانطلاق على مجموعات مع المرشد والإداري لأداء العمرة التي يتمحور وقتها بين الساعة الى الساعة ونصف وبعد انتهاء العمرة يتم التحلل والحلاقة للرجال والنساء بقص كل واحد قسم من شعر الاخر وفي فترة المكوث في مكة المكرمة يتم اداء الصلوات في الحرم والطواف والقيام بعدة زيارات وهي: جبل عرفات، جبل الرحمة، منى، مزدلفة، غار حراء، غار ثور، جبل النور، المذبح، مسجد نمرة، الجمرات.

وبعد انتهاء الفترة المحددة للمكوث في مكة ينطلق المعتمرون الى المدينة المنورة وهناك يؤدون الصلاة في المسجد النبوي ثم يزورون الروضة وقبر الرسول صلى الله عليه وسلم ثم قبر كل من عمر بن الخطاب وأبي بكر الصديق وعائشة رضي الله عنهم وذلك وفق مواعيد الزيارة المحددة وفي المدينة هناك امكانية لزيارة الاماكن التالية: سلسلة جبال أحد، مسجد قباء، مسجد ذو القبلتين والمآذن السبع.

وبعد الانتهاء من الفترة المحددة في المدينة المنورة نعود الى الاردن ومن هناك الى منطقة الشونة عائدين الى البلاد”.

بعد هذا الشرح المفصل والمسهب لتسلسل كافة فقرات اداء العمرة من تسجيل وسفر ووصول وأداء المناسك، يتبين انه من المفروض عدم وجود أي مشاكل تواجه المعتمرين، ولكن الواقع غير ذلك ! فهنالك العديد من المشاكل التي يعاني منها المعتمر عدا عن مشقة السفر.

التذمر في خطابات الى موقع الطيبة نت

وبعد ان وصلت الى موقع “الطيبة نت” العديد من الشكاوى التي يتذمر كاتبوها مما تعرضوا له من صعاب اثناء اداء العمرة يعود سببها احيانا الى الظروف وبعضها الآخر الى ضعف في التنظيم او اهمال من قبل المسؤولين، وفق شهادتهم المكتوبة الى موقعنا.

على ضوء هذا حاول مراسل “الطيبة نت” العثور على المتذمرين ليتحدثوا علنا عن معاناتهم التي ذكروها في خطاباتهم الى الموقع، ولكن هؤلاء رفضوا الكشف عن هوياتهم لأسباب شخصية تعود اساسا الى خشيتهم مما قد يواجهونه من صعاب ادارية في المستقبل حين ينوون التسجيل لأداء الحج او العمرة، ولذا فهم يفضلون عدم تعريض انفسهم لهذه المجازفة.

امير باص: اخشى الكشف عن اسمي

وتحدث امير باص ممن اعتادوا على التوجه مع كل رحلة عمرة برية بانتظام، الى مراسلنا فقال: “أولا اذا تحدثت وظهرت امام الكاميرا فهذا يعني ايقافي عن السفر من قبل المكتب الرئيسي للحج والعمرة كمرافق اداري لأفواج الحجيج والمعتمرين. وأنا لا ابحث عن مشاكل رغم ان هناك معتمرين دفعوا اموالا كثيرة ليحصلوا على اقامة في فندق ممتاز ثم رموهم في فندق لم يدخله احد منذ خمسة اعوام لكثرة الغبار المتراكم في اروقته وممراته وفي الغرف التي تشبه بيوت العناكب. وهناك اداريون حجزوا غرفا بعدد أسرة معين، وما حدث ان عدد الأسرة كان اقل من عدد المجموعة، فحدث نقص ليجد بعض المعتمرين انفسهم بدون غرف ولا سكن”.

واضاف امير الباص يقول: “لا يقتصر الامر على هذا فحسب، فنحن نحجز وندفع مقابل استخدام باصات فخمة موديل 2008 وما بعدها، ولكنهم يأتونا  بباصات من نوع مسك، نعم هو موديل 2008  ولكن اذا نقلت بها اطفالا لمسافة قصيرة فسوف يبصقون عليك، فكيف لمعتمر او حاج يسافر ساعات طوال ان يستقل باص كهذا لا راحة فيه، وفي نهاية المطاف فإن الاداري هو يتحمل كل المتاعب وعليه ايجاد الحلول للمشاكل التي يواجهها المعتمرون”.

اخشى شطب اسمي للحج اذا تحدث علنا

والتقى مراسل “الطيبة نت” بمعتمر يتوجه كل عام لأداء العمرة وقد سافر هذا العام برا وحجز في فندق ممتاز فكشف لنا عما لم يكشفه غيره، بالقول: “اولا لا اريد الافصاح عن اسمي والسبب معروف فقد سجلت للحج ولا اريد ان يشطبوا اسمي من لائحة الحجاج لهذا العام لانني تحدثت، وأنا كمعتمر في الفترة الاخيرة واجهت العديد من المشاكل، منها بعد مشقة السفر من البلاد حتى المملكة العربية السعودية، هناك نجد انفسنا في سكن اقل بكثير من المستوى الذي وعدونا به، وبعد ساعات طويلة من الانتظار حتى استلام الغرف خاصة بعد مشقة السفر. واريد ان اسأل لماذا سعر العمرة لنا نحن عرب 48 مرتفع جدا واغلى من بقية المعتمرين بينما الفلسطينيين من الضفة الغربية سعر العمرة لهم ثابت ولا يحتاج عطاء، لماذا ؟ ولكن والحق يقال هذا العام خفضت التكلفة بـ 15 دينار عن السعر الضخم وكأنك ازلت ذرة رمل من دلو رمل، نريد التحقيق مع المسئولين لماذا ندفع نحن كل هذه الاموال ونتلقى الخدمات التي اقل ما يقال عنها انها زبالة”.

معتمر كان ينام في ممرات الفندق

وقال معتمر آخر سافر هذا العام لأداء العمرة جوا وحجز في فندق ممتاز في بلاد الحجاز: “انا شخصيا لم اواجه مشاكل ولكن في العمرة الاخيرة قبل حوالي الشهر كان معنا معتمر جديد حصل على اقامة بغرفة في فندق ثم اخرجوه منها بعد يومين مع انه دفع تكلفة عمرة جوا وفندق درجة ممتازة، وبعد ان وصل جوا كان ينام في ممرات الفندق الممتاز. اين هم هؤلاء الاشخاص الذين يسمون انفسهم بلجنة التنسيق لأمور الحج والعمرة ؟ هؤلاء ليسوا إلا اشخاصا يجلسون خلف مكاتب ويأخذون المال ولا يأبهون كيف جمع هذا المعتمر المال ليؤدي العمرة او فريضة الحج ! اتقوا لله في الناس يا عباد الله”.

وسعيا لاكتمال المشهد حاول مراسلنا التحدث الى اكبر عدد من المعتمرين حول ما واجهه هؤلاء المعتمرون من مشاكل إن وجدت، فكان هناك العديد ممن نفوا ان يكونوا قد واجهوا أي مشكلة وانهم ادوا العمرة بكل تفاصيلها ومراحلها على اكمل وجه دون أي مشاكل سواء في السفر او الاقامة او أي مما يتذمر منه الآخرون.

الوسيط الاردني هو المسئول الاول

وهنا جاء دور لجنة الحج والعمرة، وعلى هذا الاساس التقى موقع “الطيبة نت” مدير مكتب الحج والعمرة في الطيبة، الحاج مصطفى عازم لاستيضاح اسباب هذه المشاكل فقال: “خلال هذا العام لاحظنا وجود مشاكل بسيطة اثناء رحلات الممتازة بشكل خاص، وأما  بالنسبة للباصات فإننا نقدم عطاء للأوقاف في الاردن وحسب المواصفات التي نطلبها باصات موديل 2008 وما بعدها ولأن الاردن ليس لديه اسطول من الحافلات حيث وصل العدد الاجمالي للباصات في فترة العمرة الاخيرة الى 324 حافلة موزعة على 5 رحلات، فأننا اخذنا في نهاية المطاف باصات 2007 وما فوق. وللتذكير فإن الاردن يستعمل حافلاته للنقل داخل المملكة الاردنية وحافلات خارج اطار المملكة وليس للتوجه الى السعودية فحسب، ولهذا يصعب علينا العثور على باصات موديل 2008 إلا باصات صينية الصنع مثل حافلات مسك وما شابة كما ولا يستطيع باص سعودي دخول الاراضي الاردنية وهو خال من الركاب ليصل الشونة لينقل المعتمرين الى بلاد الحجاز لان هذه قوانين دولية”.

وتابع الحاج مصطفى عازم يقول: “من ناحية اخرى اذا نقلنا المعتمرين بباصات من السعودية فسوف يعيقهم هذا في الشونة لأن الباص السعودي ممنوع من عبور الشونة ليلتقي مع الباص الاسرائيلي، وهذا احد الاسباب التي تصعب على المعتمر. ومن ناحية مشكلة الفنادق احب ان اتطرق لمسألة بسيطة وهي فنادق ممتازة هي ليست فنادق 5 نجوم، فنادق ممتازة هي فنادق مقبولة للسكن قريبة من الحرم او على بلاط الحرم. وبخصوص الفنادق الممتازة عانينا من عدة مشاكل بسيطة اضطرت المعتمرين الى الانتظار بعض الوقت، إذ كان تقصير من قبل المتعهد الاردني في مكة المكرمة والمدينة بتسليم اعداد الغرف الملائمة لكل حافلة او عدم اضافة سرير ثالث في الغرف الثنائية. وعلى الفور بعد تلقي لجنة الحج والعمرة المشكلة توجهت اللجنة لوزارة الاوقاف في الاردن لحل هذا الاشكال وأخذت على عاتقها ان كل اداري مقصر في عدد الاسرة يملك الصلاحية باستئجار اي نقص من الفندق وعند عودته سالما الى البلاد يستلم النقود التي دفعها اثناء العمرة. ومن جهة اخرى وحسب مواصفات العطاء يجب تسليم لجنة التنسيق اسماء الفنادق وعدد الغرف المجموعة في كل فندق وكانت هناك اشكالات في هذه الرحلات وخاصة في رحلة 21-3-13 و 26-3-13 لتصنيف الدرجات الممتازة. لم يصلنا التسكين في الوقت المحدد وقامت اللجنة مباشرة السفر لوزارة الاوقاف الاردنية لاستلام التسكين من حلقة الوصل بيننا وبين المملكة العربية السعودية إذ ان الحلقة الواصلة بين السعودية والأوقاف الاردنية هو شركة جبل النور وتم على الفور تسليمنا التسكين النهائي. وعليه قمنا بتوجيه الاداريين الى مناطق الفنادق والسكن للمعتمرين في الرحلات المذكورة”.

واضاف الحاج مصطفى عازم – مدير مكتب الحج والعمرة في الطيبة، قائلا: “اريد توضيح امر آخر، ان خوف اصحاب العمائر من الهدم في منطقة بلاط الحرم بسبب التعمير والصيانة القائم في المنطقة، لا يقوم اصحاب هذه العمائر القديمة بصيانتها اللازمة، وأصبحت غير صالحة للسكن وتعرض المعتمرون في العام الماضي لعدة مشاكل. وعلى هذا الاساس قررت اللجنة نقل عدة مساكن الى منطقة محبس الجن الذي يبعد 1800 متر تقريبا عن الحرم”.

وتابع الحاج مصطفى عازم يقول: “اما بخصوص الاسعار التي يدفعها عرب 48 الاكثر مما يدفعه معتمرون آخرون، ولوجه المقارنة فالفلسطينيون يدفعون نحو 200 دينار، ونحن ندفع 421 دينارا. ومن حيث الحساب فقط، فإننا نحن عرب اسرائيل مختلفون عن كل العرب في العالم، علينا ان ندفع اكثر من الجميع بسبب ضرورة طرف ثالث يتوسط بيننا وبين السعودية مما يضطرنا الى دفع رسوم لهذا الطرف الوسيط ما يقارب 185 دينار مما يرفع سعر العمرة (200 دينار العمرة للفلسطيني بإضافة 185 دينار للوسيط الاردني فيصبح المبلغ الاجمالي 385 دينار). ولكن ليس هذا وحسب، فالمعتمر الفلسطيني اذا سافر برا يمكنه الوصول بنفسه الى السعودية وليس بواسطة باصات منظمة عن طريق الاردن او اذا كانت باصات الوصول اليها في بلاد اخرى بعيدة او اذا كان مسافرا جوا فالوصول الى مطار عاليا الدولي في الاردن بشكل فردي مما يجعل تكاليف العمر بالنسبة له ارخص، ولكن ليس ارخص من نواحي اخرى لان المعتمر يدفع علاوة على الـ 385 دينارا 40 دينار اضافيا ليصبح السعر النهائي 425 دينارا في بعض الاحيان وينخفض احيانا اخرى”.

واذا لخصنا الامور وبعد ان حاولنا شمل جميع الاطراف المعنية في البلاد المسئولة عن المعتمر نجد ان الخلل حسب المعلومات المتوفرة لدينا مكمنها في الطرف الثالث الوسيط بين المملكة العربية السعودية ولجنة الحج والعمرة، وبسبب وجود هذا الطرف الثالث ترتفع تكلفة اداء العمرة بقيمة 185 دينارا ويكون على المعتمر تحمل اعباء المشاكل الناجمة عن المتعهد المكلف من الطرف الثالث!! فهل سيبقى المعتمرون من بلادنا يواجهون المشاكل اثناء العمرة ام ان لجنة التنسيق للحج والعمرة ستجد السبيل لوضع حد لهذه المعاناة ؟