نصائح طبيب العائلة: كيف نتصرف خلال موجة الحر الشديد الحالية

تشهد البلاد ومنطقة المثلث هذه الايام موجة حر شديد مصحوبة بارتفاع في الرطوبة في الجو مما استدعى موقع “الطيبة نت” الى البحث عن نصيحة الطبيب في مثل هذه الحالات لنعرضها على كل مواطن سواء من يعاني من أي مرض او الاصحاء من بيننا لما في ذلك من اهمية قصوى وانعكاس مباشر على الصحة.

ولاستيضاح المخاطر التي قد يتعرض لها المواطن خلال هذه الموجة من الحر، توجهنا الى الدكتور عمر مصاروة – مدير عيادة كلاليت الشمالية في الطيبة الذي قال في حديث لرواد موقع “الطيبة نت”:

مع ان لأشعة الشمس دورا مهما في حياتنا وعلى اجسامنا فمثلا عن طريق اشعة الشمس تتزود اجسامنا بفيتامين D الضروري جدا لأعضاء كثيرة في اجسامنا واهمها العظام.

من ناحية أخرى، فإن التعرض لأشعة الشمس لزمن طويل ولدرجة حرارة عالية قد يؤدي الى خطورة على اجسامنا في حالات معينة ولدى بعض الاشخاص قد يتسبب ذلك بالوفاة مما يجعل الوقاية في هذه الظروف مهمة للغاية.

ولكن دعونا نستعرض مصطلح يستخدم بشدة ايام الاجواء الحارة، وهو مصطلح اعتاد الناس على ترديده بقولهم “ضربة الشمس”، فما المقصود بهذا؟

ان “ضربة الشمس” عبارة عن فشل ميكانيكية مواءمة درجة حرارة الجسم مع حرارة الاجواء المحيطة به. فلا يحدث افراز العرق الذي من شأنه تلطيف درجة حرارة الجسم، فترتفع حرارة الجسم مما يتهدد حياة الانسان عند درجة حرارة من 40 ولغاية 43 درجة مئوية.

واسباب ذلك هي:

اولا: تراكم درجة حرارة الجسم.

ثانيا: قلة حركة الهواء – تساعد على تراكم الحرارة.

ثالثا: ارتفاع الرطوبة – يساعد على عدم التبخر من الجلد.

رابعا: التعرض لدرجات حرارة عالية مدة طويلة.

خامسا: بذل مجهود عضلي حاد في الشمس مما يضيف حرارة داخلية إضافية.

سادسا: وجود امراض مع سخونة عالية.

سابعا: عدم وجود مسمات في بعض اللابس مما يمنع تهوئة الجسم.

ينتج من كل ذلك ان الحرارة المنتجة من الجسم او المكتسبة تفوق قدرة الجسم على التبديد – فتتراكم. وبهذا التراكم تؤدي الى ضربة الحرارة.

ما تأثيرها على الجسم ؟

نتيجة لموت بعض الخلايا في اجهزة الجسم، تحدث تغيرات مرضية مع انزفة مختلفة الحجم ايضاً. فعلى سبيل المثال:

الغدد العرقية: انتفاخ بالخلايا وانسداد القنوات.

الكليتين: انتفاخ Edema مع انزفة.

القلب: موت بعض العضلات – انزفة تحت الغشاء المبطن.

المخ: انتفاخ – Edema مع انزفة.

الدم: اختلال نظام تخثر الدم.

ضغط الدم: هبوط حاد.

دقات القلب: سريعة جدا.

والعلامات التي تظهر فجأة على حالة الانسان هي:

(1) ضعف عام. (2) شعور بالهبوط. (3) قلة افراز البول. (4) احيانا تشجنات، وربما غيبوبة (فقدان الوعي).

بينما العلامات المرضية العامة هي: الحرارة العالية (40-42 درجة مئوية)، هبوط في ضغط الدم ، سرعة التنفس، جفاف الجلد.

واما العلامات العضوية الوظيفية فهي:

القلب: سرعة نبض القلب وربما عدم انتظامه.

الكلى: علامات هبوط حادة للافرازات .

المخ: ما يشبه الغيبوبة في البداية مع عدم تحريك العينين.

العلاج:

المطلوب في مثل هذه الحالة سرعة التشخيص ونقل المريض الى الظل اولا والبدء بتبريد الجسم ومن ثم نقله بأسرع وقت ممكن الى المستشفى لإكمال العلاج.

كيفيه الوقايه من ضربة الشمس ؟

اولا: الاكثار من شرب السوائل حتى لو لم تشعر بالعطش.

ثانيا: تجنب شرب السوائل شديدة البرودة والحد من شرب القهوة.

ثالثا: تقليل الجهد البدني الشديد تحت حرارة الشمس.

رابعا: الاكثار من شرب عصائر الفاكهة اثناء بذل المجهود البدني طبعا مع الاخذ بعين الاعتبار امراض مرافقة مثل السكري او الفشل الكليوي وغيرها وذلك للتعويض عن الاملاح التي نخسرها مع العرق .

خامسا: ضرورة ارتداء الملابس الخفيفة والفضفاضة التي تتيح تبخر العرق.

سادسا: ضرورة تغطية الرأس بواسطة قبعة اثناء التواجد تحت اشعة الشمس مباشرة.

سابعا: تجنب تعريض الجلد (البشرة) للشمس لفترات طويلة.

وقال الدكتور عمر مصاروة في ختام هذا التوضيح المصحوب بالنصائح الهامة، انه يستدل مما ورد اعلاه ان على الاشخاص المصابين بأمراض مزمنة على انواعها وخاصة المصابين بالضغط العالي للدم والسكر او امراض القلب ناهيك عن امراض الكلى، ألا يعرضوا انفسهم للحرارة العالية ولاسيما في مثل هذه الايام الحارة، فدرهم وقاية خير من قنطار علاج !