3أخبار الطيبةالأخبار العاجلة

احذروا ! كذبة نيسان تتحدث عن تأجيل الانتخابات البلدية في الطيبة

تتردد منذ الامس في الطيبة شائعة مفادها ان الانتخابات البلدية في الطيبة قد أرجأت بقرار من وزير الداخلية الى عام 2018، واتصل بموقع الطيبة نت العديد من المواطنين يستفسرون عن المزيد من التفاصيل، ولكن وبعد فحص الامر تبين ان هذه الانباء ليست سوى كذبة نيسان مبكرة.

2

ولهذا على الجميع توخي الحذر لئلا يقع الواحد منهم ضحية مقلب قد يكون ظريفا وقد يكون مأساويا مثلما شهد التاريخ حالات كهذه. ولكن من اين جاءت كذبة نيسان وما هو منبعها ؟

نبذة عن تاريخ هذا التقليد

في الأول من نيسان من كل عام تحصل مواقف كثيرة ‏معظمها طريفة وبعضها محزن جراء كذب الناس في مثل هذا اليوموتدبير المقالب احدهم للآخر احيانا تؤدي الى نتائج عكس المرجوة منها.

‏ولعل السؤال الذي يطرح نفسه دائما في كل عام لماذا الكذب في أول نيسان وما أصل ‏ ‏هذه الكذبة المنتشرة في غالبية دول العالم باختلاف ألوانهم ومعتقداتهم وثقافاتهم؟

ذهبت أغلبية آراء الباحثين على أن “كذبة نيسان” تقليد أوروبي قائم على المزاح ‏ ‏يقوم فيه بعض الناس في اليوم الأول من نيسان بإطلاق الإشاعات أو الأكاذيب ويطلق ‏ ‏على من يصدق هذه الإشاعات أو الأكاذيب اسم “ضحية كذبة نيسان”.

وبدأت هذه العادة في فرنسا بعد تبني التقويم المعدل الذي وضعه شارل التاسع عام ‏ ‏1564 وكانت فرنسا أول دولة تعمل بهذا التقويم وحتى ذلك التاريخ كان الاحتفال بعيد ‏‏رأس السنة يبدأ في يوم 21 آذار وينتهي في الأول من نيسان بعد أن يتبادل الناس ‏‏هدايا عيد رأس السنة الجديدة.

وعندما تحول عيد رأس السنة إلى الأول من كانون ثاني ظل بعض الناس يحتفلون به في ‏ ‏الأول من نيسان كالعادة ومن ثم أطلق عليهم ضحايا نيسان وأصبحت عادة المزاح مع ‏ ‏الأصدقاء وذوي القربى في ذلك اليوم رائجة في فرنسا ومنها انتشرت إلى البلدان ‏الأخرى وانتشرت على نطاق واسع في إنجلترا بحلول القرن السابع عشر الميلادي ويطلق ‏ ‏على الضحية في فرنسا اسم السمكة وفي اسكتلندا نكتة نيسان.

ويرى آخرون أن هناك علاقة قوية بين الكذب في أول نيسان وبين عيد “هولي” ‏ ‏المعروف في الهند الذي يحتفل به الهندوس في 31 مارس من كل عام وفيه يقوم بعض ‏البسطاء بمهام كاذبة لمجرد اللهو والدعاية ولا يكشف عن حقيقة أكاذيبهم هذه إلا مساء اليوم الأول من نيسان.

وهناك جانب آخر من الباحثين في اصل الكذب يرون أن نشأته تعود إلى القرون ‏‏الوسطى إذ أن شهر نيسان في هذه الفترة كان وقت الشفاعة للمجانين وضعاف العقول ‏ ‏فيطلق سراحهم في أول الشهر ويصلي العقلاء من اجلهم وفي ذلك الحين نشأ العيد ‏المعروف باسم عيد جميع المجانين أسوة بالعيد المشهور باسم عيد جميع القديسين.

وهناك باحثون آخرون يؤكدون أن كذبة أول نيسان لم تنتشر بشكل واسع بين غالبية ‏ ‏شعوب العالم إلا في القرن التاسع عشر.

والواقع أن كل هذه الأقوال لم تكتسب الدليل الأكيد لإثبات صحتها وسواء كانت ‏ ‏صحيحة أم غير صحيحة فان المؤكد أن قاعدة الكذب كانت ولا تزال أول نيسان ويعلق ‏‏البعض على هذا بالقول أن شهر نيسان يقع في فصل الربيع ومع الربيع يحلو للناس ‏المداعبة والمرح.

وقد أصبح أول نيسان هو اليوم المباح فيه الكذب لدى جميع شعوب العالم ‏فيما عدا الشعبين الأسباني والألماني والسبب أن هذا اليوم مقدس في أسبانيا دينيا أما في ألمانيا فهو يوافق يوم ميلاد بسمارك الزعيم الألماني المعروف.

اشهر الاكاذيب في اول نيسان

وهناك أكاذيب انتشرت في كل بلد من بلدان العالم ولا زالت شعوبها تتذكرها ‏ ‏وتكررها حتى الآن مع حلول أول نيسان.

ومن أشهر الأكاذيب التي عرفها الشعب الإنكليزي الذي يعتبر أشهر شعوب العالم ‏ ‏كذبا في أول نيسان هذه الكذبة التي جرت في أول نيسان عام 1860 في هذا اليوم حمل ‏ ‏البريد إلى مئات من سكان لندن بطاقات مختومة بأختام مزورة تحمل في طياتها دعوة كل ‏ ‏منهم إلى مشاهدة الحفلة السنوية “لغسل الأسود البيض” في برج لندن في صباح الأحد ‏ ‏أول نيسان مع رجاء التكرم بعدم دفع شيء للحراس أو مساعديهم وقد سارع جمهور غفير ‏‏من السذج إلى برج لندن لمشاهدة الحفلة المزعومة.

وهناك كذبة أخرى اشتهر استخدامها في أول نيسان في بريطانيا وهو أن ‏ ‏يبعث أحد الناس بمئتي رسالة إلى رجال أعمال كبار يطلب منهم أن يتصلوا ‏ ‏برقم تليفون يحدده في رسائله لأمر مهم جدا ومستعجل ويحدد موعد الاتصال بين ‏الساعة الثامنة والعاشرة من صباح أول نيسان وتكون النتيجة أن يظل صاحب رقم ‏‏التليفون المذكور في شغل شاغل بالرد على مكالمات واستفسارات رجال الاعمال طوال يوم ‏أول نيسان وقد ضربت هذه الكذبة الرقم القياسي في استخدام الشعب الإنكليزي لها.

والى جانب هذه المواقف المضحكة هناك الكثير من المآسي المبكية حدثت بسبب كذبة أول نيسان، فقد ‏ ‏حدث أن اشتعلت النيران في مطبخ إحدى السيدات الإنكليزيات في مدينة لندن فخرجت إلى ‏ ‏شرفة المنزل تطلب النجدة ولم يحضر لنجدة السيدة المسكينة أحد إذ كان ذلك اليوم ‏ ‏صباح أول نيسان.

من يكذب اكثر، الرجل ام المرأة؟

ولعل السؤال الآخر الذي يطرح نفسه هو لماذا يكذب الناس. قال الباحث الإنكليزي جون شيمل الذي شغل نفسه بالكذب وبالبحث عن أصوله ودوافعه ‏ ‏ومسبباته “إذا كان الكذب قد أصبح صفة يتميز بها البشر عن سائر المخلوقات ‏ويستخدمونه في شتى مرافق الحياة واتصالاتهم العامة أو الخاصة فان كل الأدلة تثبت ‏أن المرأة أكثر استخداما للكذب من الرجل”.

وأضاف أن السبب في ذلك “يرجع إلى عاملين أولهما عامل نفسي عاطفي فالمرأة أكثر ‏عاطفية من الرجل ولأن الكذب حالة نفسية ترتبط بالجانب العاطفي أكثر من ارتباطها ‏بالجانب العقلاني فالنتيجة الطبيعية أن تكون المرأة أكثر كذبا من الرجل”.

وتابع “والعامل الثاني أن الكذب بصفة عامة هو سمة المستضعفين والإنسان غالبا ‏ما يلجأ إلى الكذب لإحساسه بالضعف من حالة من المعاناة والاضطهاد وللهروب من واقع أليم يعيشه ولأن المرأة خلقت اضعف من الرجل وعاشت على مر العصور وفي مختلف ‏ ‏المجتمعات البشرية تعاني الاضطهاد والقهر فكان لا بد وأن تلجأ إلى الكذب”.

كذبة عربية من العيار الثقيل

كمثال لكذبة ما حدث في الخليج والسعودية على وجه الخصوص في نيسان 2009 حين اعلن عن وجود مادة الزئبق الأحمر في ماكينات الخياطة من نوع “سينجر” القديمة، وراح الجميع يبحثون عن هذه الماكينات في كل مكان ووصلت أسعارها في بعض المناطق في السعودية الى ما يقارب مائة ألف ريال، وحتى منتصف نيسان كانت أغلب مواقع الإنترنت تعرض ماكينات للبيع بأسعار خيالية لا تقل بأي حال من الأحوال عن خمسة وعشرين ألف ريال، فهذا مثال لكذبة نيسان التي راح ضحيتها الكثير، وفي نفس الوقت غني بسببها الكثيرون.

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *