لماذا يتلاطم عيد الحب يوما كاملا بين معارض ومناصر في الطيبة ؟

منذ ساعات الصباح وبدون أي ضجيج اكتسى كل شيء من حولنا باللون الاحمر وصار كل ركن يبرز الاحمر لدرجة انك حيثما ادرت ناظريك تجدى اللون الاحمر مبتسما إما على شكل وردة نضرة واما على شكل دب او زينة احمرت خجلا في هذا اليوم.

انه عيد الحب الذي نشعر ببهجته بوضوح في بعض المحال التجارية في الطيبة خاصة تلك التي تبيع الزهور والهدايا لمثل هذه المناسبة. انه اليوم الرابع عشر من فبراير.

البعض يرى في هذا اليوم فرصة للتخلص من كل شحنات التوتر والإحباط التي تلازمه طوال الوقت، والبعض الآخر يتعمد عدم اقفال بابه ليدخل عليه الحب بلا استئذان او انتظار. ما احوج هذا البلد الشقي الى نفض اكوام الكراهية والقلق والتسلح بالحب الحقيقي لأن الله محبة.

وفيما يؤكد السيد بلال مصاروة صاحب محل “ليلك” لبيع الزهور  ان عيد الحب بالنسبة له فأل خير كصاحب محل، وأن الورد يعبر عن الحب اذ انه ارتبط  بالمجتمع منذ القدم ولا يرى أي مانع ليعبر الناس عن حبهم لبعضهم بتبادل الورود والهدايا اسوة بالمجتمعات المتحضرة التي تهتم بالطقوس الاجتماعية والإنسانية البحتة رافضا ان يكون أي تناقض بين الحب والدين.

اما رأي كل من الشيخين رأفت عويضة وجواد مصاروة  فكان مختلفا تماما إذ يشير كلاهما الى عدم جواز الاحتفال بمثل هذه الأعياد المبتدعة، “لأنها بدعة محدثة لا أصل لها في الشرع وفيها مشابهة للكفار وتقليدًا لهم في تعظيم ما يعظمونه واحترام أعيادهم ومناسباتهم”. ويضيف الشيخان كل بمفرداته ان الاسلام لم يمنع الحب بل العكس، فقد رعاه وشجعه ولكن من منطلق الحفاظ عليه والعمل به بطرق شرعيه، وليس من المحرمات ان يهدي الزوج زوجته او تهدي الزوجه زوجها باقة ورد ولكن من المحبب عدم التمسك بهذا اليوم المحدد.

هذا وناشد الشيخان المجتمع الطيباوي بالتسامح والتحابب والانصراف عن مظاهر الانسياق وراء المحرمات والشهوات.

من ناحيتة لا يرى الشاب ادهم بهذا اليوم امرا يستحق الاهتمام فهو يؤمن ان للمسلمين عيدين فقط هما عيد  الفطر وعيد الاضحى.

من جانبها  قالت  السيدة ام محمود صاحبة محل “جنتي” لبيع الزهور ان عيد الحب عبارة عن يوم رمزي لا اكثر وفيه يعبر الناس عن مشاعرهم. وأشارت الى ان “طيبتنا بحاجة لهذا اليوم  خاصة بسبب ما تعانيه من اوضاع صعبة”.

وعلى الرغم من الجدل الواسع الذى يدور حول عيد الحب والاحتفال به من عدمه، فان فكرة نشر الحب تظل تراودنا وهي مفضلة الف مرة على فكرة نشر الكراهية التي قد تراود البعض، فطوبي لكل محب يتقن فنون التسامح في هذه المدينة.

Exit mobile version