5كلمة حرة

إمتحان اللغة العربية مهزلة بل فضيحة

أن يتقدم كل من يريد الإلتحاق بسلك التعليم الى امتحان في اللغة العربية كي يقيّم مستوى إتقانه للغة أمّه أمر مهم جدا ومستحسن ومقبول بل وضروري. إذ لا يجوز لأي معلم لا يتقن لغته العربية أن يعلم أبناءنا والسبب بسيط جدا.

1

لا يستطيع هذا المعلم ايصال المعلومات الى طلابه بينما يستعمل لغة ركيكة مفككة لا تمكنه من أن يتفاعل ويتحاور ويتناقش مع طلابه ويوضح المادة التي يعلمها , كذلك لا يستطيع أن يكون قدوة لطلابه ومصدر إلهام لهم ودعما لهم في ترسيخ اللغة العربية في آذانهم وقلوبهم وعقولهم.

من لا يتقن لغة أمه يصعب عليه فهم المواضيع الأخرى فكثير من طلابنا يجدون صعوبة في مواضيع معينة لا لسبب إلاّ لأنهم لا يفهمون ما يقرأون حتى أنّني أستطيع القول من خلال تجربتي كمدرس للغة الإنجليزية على مدار سنين طويلة أنّ من لا يتقن لغة قومه لا يستطيع إتقان لغة قوم آخر.

من هذا المنطلق أقف جازما إلى جانب من بادر وقرّر وطالب المتقدمين الى العمل في سلك التعليم في مدارسنا العربية بالتقدم الى مثل هذا الامتحان. وفي الحقيقة لا أعرف السبب الحقيقي لفرض هذا الامتحان، فلو كان الهدف رفع مستوى الأداء اللغوي لدى معلمي المستقبل، مع أنني قد عرفت أن هناك الكثير ممن تقدموا الى الامتحان وهم فعلاً معلمون يمارسون مهنة التعليم منذ سنين, فلو كان الهدف كذلك لكان الأمر محمودا ويستحق الثناء. ولو كان الهدف أيضا تقييم أداء المعلمين بحيث يتم اختيار المعلمين الأكفاء فقط دونما اعتبار لواسطة كما هو الحال في مجتمعنا العربي للأسف وأرجو ألاّ أكون ظالماً، لقلت إنّ الأمر محمود أيضا ويستحق الثناء والمباركة. حينها يحصل المتقدم على فرصته النظيفة والنزيهة ولا يلومنّ إلاّ نفسه إن رسب أو حصل على علامة أقلّ من غيره. وهكذا نضرب عصفورين بحجر أولهما أننا نقضي على الواسطة التي دمّرت ليس فقط مدارسنا وإنّما مجالات أخرى كثيرة  في حياتنا ومجتمعنا. والأمر الثاني أننا نرفع مستوى التعليم العربي حينما يتم اختيار المعلمين الأكفاء فقط ونستثني من لا يملكون إلا الواسطة المدمّرة.

ولكن هل الأمر كذلك كما أظنّ أو كما أتمنى؟ هل الأمر مجرد وسيلة للتخلص من الكثيرين من المتقدمين الذين عددهم بالمئات وليس بالعشرات؟ كيف لنا أن نكون متأكدين من أنّ من تمّ اختيارهم هم فعلاً أولئك الذين قد حصلوا على أعلى العلامات ولم تكن للواسطة أو المحسوبية أو الإنحيازية أي تأثير على هذا الإختيار؟ كيف يمكن للمتقدم أن يشعر أنه لم يظلم سواء قبل أم لم يقبل؟ هل هناك  شفافية من خلالها يمكن التأكد من هذا الأمر؟

 أمّا بالنسبة للامتحان نفسه فلدي بعض الملاحظات التي أرى لزاماً عليّ أن أذكرها لأنني أخشى الاّ يذكرها غيري وأرجو ان أكون مخطئاً. أتمنى أن يفتح النقاش بهذا الخصوص.

الملاحظة الأولى أن الامتحان سهلٌ جدا ويبدو أن واضعيه يعرفون حقيقة مستوى معلمينا فوضعوا أسئلة تتطلب الحد الأدنى ممن نريدهم يعلمون أولادنا في المستقبل وحاليا. والداهية أو المصيبة الكبرى أن الكثيرين من المتقدمين وجدوا صعوبة كبيرة بحل الأسئلة. ولمن لم يقرأ الامتحان أقول أن الامتحان كان عبارة عن قطعة تليها أسئلة في فهم المقروء وأسئلة أخرى تتعلق بالنحو والبلاغة وطبعا كل الأسئلة متعلقة بما جاء في النص وكل سؤال حدّد مكان وجود الإجابة فما على الممتحن سوى قراءة السؤال والرجوع الى الأسطر المعنية. وأقول أن الامتحان معظمه متعلق في فهم المقروء وباستطاعة كل إنسان يقرأ الصحف أو المجلات أو اعتاد القراءة والمطالعة أو مشاهدة أو الاستماع الى البرامج الثقافية في التلفزيون وليس فقط مشاهدة البرامج الترفيهية وليتها كانت على مستوى فني، أقول إن باستطاعته الإجابة عن جميع الأسئلة في نصف ساعة على الأكثر، أمّا أن يستصعب المتقدم في فهم تعابير شائعة من المستحيل أنه لم يسمعها من قبل عشرات المرات فهذا أمر مؤسف جدا ومؤلم جدا. والأكثر إيلاما أن يحتاج الكثيرون الى من يساعدهم في الحل خاصة من الذين قد تمّ تسريب الأسئلة اليهم. ولذلك من حق كل من أجاب بنفسه على الأسئلة أن يغضب ويثور ويخاف من إمكانية أن يفقد فرصة الحصول على عمل بعد أن منحت الوظيفة لمن نقل وغش وقدمت له الأسئلة على طبق من ذهب.

هناك الكثير من القضايا التي تستحق المعالجة وأترك المجال لكم حتى تشاركوا في النقاش. كل ما استطيع قوله الآن هو أن الامتحان كان مهزلة بل فضيحة لنا جميعا رغم أنني أدعم هذه المبادرة وأساند هذا القرار لكن التنفيذ كان سيئا جدا والامتحان لا يعكس المهارات والقدرات التي يجب ان تتوفر بمن يريد ان يكون مدرسا وكذلك النتائج لا اعتقد انها ستعبر تعبيرا دقيقا وحقيقيا عن المستوى الفعلي للمتقدم فمن حلت له الأسئلة لا يمكن ان يكون معلما جيدا ومخلصا وصادقا فمن جاء بالغش لا يستطيع أن يطالب طلابه في المستقبل بالصدق والنزاهة. حبذا لو يلغى الامتحان وتلغى نتائجه والإتيان بامتحان آخر بحيث تراعى فيه النزاهة التي لا تظلم أحداً سواء نجح أم فشل.

بقلم: أسامة مصاروة

‫10 تعليقات

  1. اسمح لنفسي ان اقتبس هذه الجملة من رد الاستاذ اسامة :”فأبناؤنا جميعا سيكونون ضحية لمعلمٍ عيّن بدون حق ٍ وأخذ مكان معلم آخر ظلم وأخذت فرصته واعطيت لغير من لا يستحقها وحرم أولادنا من علمه وطاقاته” انا اؤيد هذه الجملة مئة بالمئة ولكن المشكلة تكمن في كاتبها وكثير من المعلمين ومدراء المدارس والموظفين في مراكز مرموقه حيث كل هؤلاء يبحثون وينجحون دائما في توظيف ابنائهم وبناتهم واقرابائهم يعني باللغة العامية (الواسطة) قبل المعلمين المستحقين وفي نفس الوقت ينادون بالمصلحة العامة قبل المصلحة الشخصية وما يجري على ارض الواقع العكس وهذا ان دل فانما يدل على كذب وغش اولئك للناس بشعاراتهم الرنانة الكذابة

    1. يا عزيزي الطيباوي واالله أنا اربأ بنفسي أن ادافع عن نفسي ولكن الجهل يالشي يوقع صاحبه بذنب مهاجمة من لا يستحق ذلك. لي ابن طبيب ولي ابن مهندس ولي ابنتان متزوجتان ايضا ودرستا وتدرسان حاى الآن مواضيع لا تحتاج الى الواسطة ولهذا السبب لم أدع اولادي يتعلمون مواضيع احتاج الى الواسطة من أحد واعتقد الطبيب او المهندس لا يحتاج الى واسطة بعد أن درس ونجح فمثل هؤلاء نحتاج اليهم اكثر ما هم يحتاجون الينا والإحتياج اصلا دائما متبادلا في اي مجتمع. فعن أي وااسطة تتحدث ثم انني متقاعد وسبب عذابي في مجتمعنا انني ارفض الواسطة وأحاربها فهل افعل ما اطالب الآخرين به ألاّ يفعلوه. ليتك كنت حقا تعرفني حتى لا تضعني في خانة واحدة مع الآخرين وانا ادعوك ايها الطيباوي الى زيارتي كي تتعرف علي اكثر

  2. لم أرغب في الرد على من ينتقدني لأن الإنسان لا بد له أن يجد من يذمه و يهاجمه أو ينتقده لغرض في نفس يعقوب وهذا ما جعلنا وما زال يجعلنا أكثر شعوب الأرض قاطبة تخلفا وجهلا. وكنت أتمنى حقا كما قال أخرون موضوعيون أن نناقش القضية ونحاول علاجها فأبناؤنا جميعا سيكونون ضحية لمعلمٍ عيّن بدون حق ٍ وأخذ مكان معلم آخر ظلم وأخذت فرصته واعطيت لغير من لا يستحقها وحرم أولادنا من علمه وطاقاته . ان كان الجراح ماهراً ويعرف عمله جيدا وعلى يديه يمكن شفاؤك ولنفرض لأبعد الحدود انه كان كافرا هل تقبل بأن يجري لك العمبية التي تنقذ حياتك مثلا وقتل التعليم والتربية أشد مرارة من قتل الجسد هنا يقتل جيل بل أجيال فبدلا من لنقاش البناء ذهب المدعو الشيخ عبد الفتاح والمدعوة مواطنة الى التجريح وانا كمعلم 40 سنه الحمد لله لا اعرف طالبا لم يحبني ويحترمني أما اذا وجد طالب عكس ذلك فليس بالأمر العسير معرفة واكتشاف الأسباب على كل ان كنت قد قمت بأمر استحق عليه الإنتقاد وليتهم وضحوا لي ذلك وعرفوني بأنفسهم كي اطلب المعذرة ولا يكلف لله نفسا إلا وسعها صدق الله العظيم

  3. هههههههه عنجد شعب متخلف لقد انتبهت الى الاخطاء قبل ان تنتقدني وقمت بتصحيحها وهذه اخطاء مطبعية لا اكثر،

  4. انا لا استطيع فهم الناس في مجتمعنا العربي
    الاخلاق قاربت الصفر .
    لا صبر ولا تسامح
    الحوار مفقود وادا وجد يكون مستواة متدني
    الاستاذ اسامة طرح هنا مسئلة امتحان اللغة العربية وتوابعها . وانا ارى ان التعقيبات ذهبت الى استاد اسامة وتعليمة.
    الاستاذ اسامة على الاقل حصل على مهنة التعليم بجدارة وبحق وكلنا نعلم ان التعليم سابقا كان اصعب مما هو علية اليوم.
    استاذ اسامه علمني قبل ١٧ عام وكان احد المعلمين المعتدلين نوعا ما .
    ربما كانت طرقة التعليمية سابقة لعصرها.
    ولاستاذ اسامة اقول اكمل كتابتك وعمم نقدك البناء وها انت ترى بنفسك مستوى الناس اليوم الذين لا يهمهم سوى مصالحهم الشخصية واللذة السريعة المدمرة والدوس على الاخرين وارائهم .

  5. الى مواطنة:
    استهجن تعقيباتك الغريبة. الاستاذ اسامة يتحدث عن ظاهرة كان شاهدا عليها ويبدي رأيه فيها، فلماذا تقفزين الى المشهد وتحولين الامر الى هجوم شخصي من عبارات غير لائقة بحقك كمتحدثة فما بالك بسامعها او المستهدف بها.
    اذا تحدثنا عن معلمي اللغة العربية وفشلهم في تأدية دورهم فمجرد نظرة سريعة الى تعقيباتك ستقنعنا بأن قول الاستاذ اسامة صحيح مائة بالمائة والنتيجة واضحة امامنا من تعقيباتك (عشر كلمات تحتوي على 11 غلطة)

  6. قبل ان تتنقد غيرك يجب النظر لنفسك,واسأل نفسك هل قمت بعملك بصوره جيده اي خرجت طلاب تدرك اللغه الانجليزيه سأجب بطبع لا لانك لم تقم بمهنتك بل كنت تتسلى ،لا غير فالرجاء انتقد نفسك قبل غيرك.واذا كان الامتحان سهل لكانت نسبة الناجحين اكبر ولكن هذا الامتحان لا يعبر عن قدرات المعلم ومستواه التعليمي وشكرا لك

  7. قبل ان تنقد غيرك يجب النظر لنفسك,وسؤال نفسك هل قمت بعملك بصوره جيدا اي خرجت طلاب تدرك اللغه الانجليزي ساجوبك بطبع لا لانك لم تقم بمهنتك بل كنت تتسله لا غير فرجاء انتقاد نفسك قبل غيرك.واذا كان الامتحان سهل لكان نسبة النجحين اكبر ولكن هذا الامتحان لا يعبر عن قدرات المعلم ومستواه التعليمي وشكرا لك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *