همسة عتاب: هل فقدنا حرصنا على اولادنا ؟

لقد هزني ما حدث امس في ابتدائية “الزهراء” في مدينتنا حيث تم الكشف عن اسلحة خبأها بعض الخارجين على القانون ممن يفضلون اخفاء الاسلحة بين الاطفال على ان يخبئونها في بيوتهم.

كيف بلغ الامر بهؤلاء حد المجازفة بحياة تلاميذ مدرسة يدرسون في صف البستان دون ان ترتعش فيهم صفات الانسان ؟ وكيف لأهالي التلاميذ وبعد ان اكتشفوا ان فلذات اكبادهم كان يجلسون على مدار ايام ومن الممكن على مدار أسابيع، فوق المتفجرات ثم يرسلون ابناءهم غداة ذلك الى ذات الصف وذات المدرسة وكأن شيئا لم يحدث.

اين لجنة اولياء امور الطلاب مما حدث ؟ اين ادارة المدرسة من كل هذا ؟ لماذا لم تعلن الاحتجاج على ما حصل ؟ كيف يوافق ولي امر تلميذ ان يرسل ابنه الى المدرسة بعد ان علم ان ابنه جلس فوق هذه المتفجرات ايام بل اسابيع ؟ لو ان هذا الامر وقع في مدرسة غير عربية او غير طيباوية حتى، لقامت له الدنيا ولم تقعد.

ولكن يبدو اننا نتقن اكثر من غيرنا التذمر فقط، وحين تصل الامور الى حد التحرك والتصرف الفعلي، نظهر عجزنا وزيفنا وكم نحن ضعفاء القرار وأقوياء التشدق.

لا اريد المقارنة بما قد يفعله اولياء امور الطلاب في مدرسة يهودية، ولكني اريد ان اقارن ما قد تفعله الشرطة لو ان الامر كان قد وقع في مدرسة يهودية، او ان يكون هذا السلاح معدا لتنفيذ عملية على خلفية قومية، وليست جنائية.

لو راود الشرطة طفيف الشكوك بأن هذا السلاح معد لتنفيذ عملية ضد امن الدولة، لرأينا تحركا على نطاق واسع قد يصل الى اغلاق مدينة الطيبة بحالها، الى ان يتم الكشف عن كامل خيوط القضية. ولرأينا عددا من المشتبهين يجرجرون السلاسل في ارجلهم والشرطة تقتادهم للمعتقل.

اما والأمر لا يتعدى كونه تهديدا لأطفال عرب في بلد مغمور بالجريمة لا يريبه مسدس او اثنان تم اكتشافهما حتى ولو تحت مقاعد اولادنا في المدرسة فهذا ليس سوى حادثة عابرة في نظرهم رغم انه من المفروض ان تكون المدرسة اكثر الاماكن آمانا للصغار كي يطمئن اهاليهم.

هذه القضية ستختفي بين عديد الملفات دون ان تؤدي الى نتائج ملموسة. لن نسمع عن اعتقال مشتبهين طالما لم يطالب احد بهذا، وليس بوسع احد التعهد بأن لا تتكرر هذه الجريمة بمعايير مخيفة مستقبلا طالما سارت الامور في اليوم التالي وكأن امرا جللا لم يقع. من يضمن لنا نحن الاهالي بأن مدارس أخرى في الطيبة لا تستخدم كمستودعات للذخائر والأسلحة ؟ هل بوسع احد ان يجزم بأن بقية المدارس في الطيبة خالية من الاسلحة ؟

مع تحيات اختكم ام سامي

Exit mobile version