5كلمة حرة

الوظيفة والمظهر ! بقلم: ياسر ناشف – الطيبة

تم تعيين فلان في وظيفة كذا. مع احترامي الشديد للتدرج الوظيفي طبعا وكل عمل هو تشريف وقبل ذلك هو تكليف. لكن الملفت للنظر غالبا في موظفي الاستقبال ان من شروط قبول الوظيفة هو الشكل او منظر مقبول او ملائم.

4

كنت في كل مرة اتعجب لهذا الشرط. وأحيانا استهجنه. فالشكل لست انا من يحدد معالمه انما هو من قدرة الخالق وقسمته. وفي اغلب الاحيان عندما تزور مؤسسة ما او مكتب او اي مكان به موظفين استقبال تجد اشكال متفاوتة من حيث الجمال والشكل وغيره من الامور الشكلية المهمة احيانا. فأقول كيف كان من شروط الوظيفة كذا وكذا وهؤلاء لم يستوفوا الشرط المذكور إلا وهو منظر مقبول. الى ان وصلت الى قناعة ان فهمنا للأمور غالبا تكون سطحية وإننا لا نقرأ ما بين السطور.

ففي حديث سريع مع عقلي الباطني والذي كان بزيارة للبلاد لغرض ما. قال لي بعد مشادة بينه وبين موظفة استقبال. ان الوضع عندكم غير معقول. لم افهم الكثير من كلامه. لكن فهمت ما قصده. فقال لي ان الوظيفة التي تعتمد على الشكل هي فاشلة اذا كانت عمومية او بها تعامل مع الجماهير. لأن الانسان اذا اقر بداخله ان شكله ومنظره اقوى من ما بداخله اصبح فريسة للغرور والغباء والتهور والعبوس.

نظرت اليه وأنا في حيرة من كلامه. وعلى ما يبدو انه فهم اني مقتنع بحديثه لكن اريد تفصيلا اكثر. قال المهنية والإنسانية اجمل ما في حياة الموظف. ابتسمت. قال هذه الابتسامة قادرة على شفاء مريض وتخليص معاملة وإنهاء مشكلة وفتح ابواب مقفلة وإصلاح ذات البين وتعارف بين الناس وكسب القلوب. قلت له لكن هناك من يظن ان الابتسامة معاكسة او تحرش او قلة ادب او اهانة او تقليل من الشأن او انه ملهوف على الطرف الاخر. قال هذا من صفات اصحاب العقول والقلوب المريضة. فالشكل المطلوب عامة هو البشاشة لا العبوسة. والشكل المطلوب وظيفيا هو الابتسامة والتعامل بتواضع ولطافة. فقد يكون موظفو الاستقبال لا يملكون الجمال الظاهري لكنهم يستطيعون ان يملكوا قلوب الناس بابتساماتهم وتعاملهم مع الاخرين. وقد يمتلكون الجمال الشكلي ولكن عبوسهم وفظاظة تعاملهم تجعل منهم مرتعا للشتائم المسموعة وغير المسموعة. وكسب الكراهية وتذمر المواطنين منهم ومحاولة الابتعاد عن الاماكن المتواجدين فيها. او الشكوى للمسؤولين عنهم.

قال بعد تنهيدة مخنوقة. كلما تقابل مسئول او اي شخص يعلن عن وظيفة ان يشترط اساسا ان المتقدم عليه ان يمتلك ابتسامة على محيياه ولباقة ولطف في التعامل حتى ينجح المكان الذي هو فيه.

هنا انا وصلت لقناعة ان الابتسامة مفتاح كل نجاح. وعرفت لماذا يحب الناس الذهاب للشراء من فلان والذهاب لمكتب فلان والتعامل مع فلان.

يا موظفي الاستقبال في جميع الامكنة والمجالات الابتسامة وحسن الخلق ولطف المعاملة اجمل بكثير من الشكل واللباس ورفع قدركم اكثر بكثير من وظيفتكم. كل شيء ينتهي إلا السمعة الطيبة والذكر الحسن يبقى على الالسنة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *