هذه طيبتي

ابتسامتي التي نامت على كتف سورية

بقلم: فاطمة منصور مشعلة – إلى سورية مع أول قطعة نار تسقط من جوفي نحو ماء النفوذ الى سورية تخت اول رصاصة وأخر ابتسامة لفها الخجل والنسيان…

1

الى سورية في شهرها الأول ومخاضها العسير فراشات حقل المدائن خشوع مآذن الصلاة واضطراب سرير بنت الملك هناك، تحامل الأقلام وزيف بعض الجمل ما الذي يفعله الهاربون نحو الأمام هناك؟؟!

حيث لا طعم للنوم ولا نهاية للتأزم يكتب المكلوم العاجز عن تقديم لغة تليق بهم، هم الموجوعون بلا آهة، هم الصابرون على شراهة الدم، هم الكاظمون للغيظ في نهر الصلاة، هم المتكاتفون، المتخاصمون، المتحاربون، هم أولئك وأولئك هم.

البحرة التي أحببناها في دراما أكفهم البيت العتيق المدد في نص الغرام نكهة الضحكات عبر عدساتهم خفة روح أبطال الدراما عندهم. لم تعد هناك بحرة …لن يتساقط فيها ماء الشتاء هذا العام.

لن تسمع في البيت صوت الحالمين، قد تحول بعض الحالمين الى مخيمات النزوح نحو الرماد وقد تبقى بعضهم في حدائق الشهداء، حيث للدم نكهة الحياة هناك، هم رحلوا هم ماتوا ربما قُتلوا ربما بقوا على أمل النجاة …

في دمشق يمتشق العاشق أغنية والأغنية يمتشقها الغبار.. البحر صامد في لاذقيتها يئن بموجة قادمة وأخرى راجعة ويحلو في عيون صغارك بحرك يا سورية.

عام جديد وعلى الرغم أن التغيير لن يشمل سوى رقمين في الرزمانة إلا أن الروح نحو سورية تروح، وكم نتمنى يا شام أن نقف على قاسيونك نغني سلاما يا شام سلاما يا مهد الجمال سلاما.

على فضائية الـ LBC حيث كانت مريم نور ضيفة طوني خليفة وبرنامج للنشر سألها طوني: كيف ستقضين رأس السنة ؟ فردت: “ما في راس للسنة يا عمي في ناس بلا راس”.

صدقت المرأة على الرغم أن البعض يمتعض من روحانيتها الغريبة، وأنا هنا اوافقها الرأي وعلى ذمتي أنا في سورية من هم بلا رأس هم اولئك المتحاربين في ساحات مزروعة للحياة للحياة فقط.

لن أعترف بجيش حر ولا نظامي لا يُفترض أن يكون القتال نظاماً ولا حرية بقتل الذات يا جيشهم الحر.

لن أهدي دعائي بالرحمة لحملة النار والدخان لن أفكر إلا في طفل إن لم يُقصف هو قُصفت دميته، بيته، أمه، أبوه من أحد الجيشين، حياته المجهولة والمنتظرة.

ترى يا حلب الشهباء كيف سيزف الأمل ونحن ممزقون، كيف يا درعا وأنت جرح سورية الأول وشرارة انتفاضتها!! كيف يا إدلب يا حمص يا حماة يا قلمون يا دير الزور يا دوما يا حرستا يا حولة، يا حلوى الشام لماذا صرتي حنظلاً مُراً!

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *