هذه طيبتي

قرية تدخل التاريخ اسمها “باب الشمس”

من الطبيعي ان تنجح القوات الاسرائيلية المدعومة بالعربات المدرعة ومئات الجنود المدججين باحدث الاسلحة في تفكيك مخيم ‘قرية باب الشمس’ الذي اقامه قبل اسبوع ناشطون فلسطينيون في موقع مخصص لتنفيذ مشروع استيطاني يهودي، ولكن هذا لا يعني ان المقاومة المدنية السلمية لهؤلاء الشباب الشجعان التي لفتت انظار العالم باسره الى جرائم الاستيطان الاسرائيلية ستتوقف.

1

المؤسف ان المحكمة الاسرائيلية العليا في دولة اسرائيل ‘الديمقراطية’ اعطت الضوء الاخضر لتفكيك هذا المخيم الذي اقيم على اراض فلسطينية محتلة تعتزم السلطات الاسرائيلية مصادرتها لاقامة مشروع استيطاني عليها سيكمل عزل مدينة القدس عن الضفة الغربية المحتلتين.

اي عدالة يمكن ان تصدر عن محكمة كهذه تقر مصادرة الارض، وتشريد اهلها واقامة مستوطنة عليها، تقطع التواصل بين ابناء الارض الحقيقيين، وليس الاصليين فقط، ومدينتهم المقدسة؟

فعندما تقول هذه المحكمة وقضاتها ان مخاطر حصول اضطرابات في النظام العام الناتجة عن هذا المخيم اقوى من الحجج التي جرى تقديمها بشأن حقوق الملكية كما جاء في بيانها، فان هذا يعني ان آخر شيء تفكر فيه هذه المحكمة هو العدالة والانصاف، وانها محكمة منحازة بالكامل للاستيطان الذي يعتبر جريمة كبرى، وانتهاكا لمعاهدات جنيف والقانون الدولي.

هذا الارهاب الاسرائيلي، العسكري المغطى بعدالة ظالمة مغشوشة، بل ومفضوحة، لن يعطل قطار استراتيجية المقاومة السلمية الخلاقة الذي انطلق من مخيم قرية ‘باب الشمس’، بل سيزيده سرعة وقوة.

بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي يقدم خدمة عظيمة للشعب الفلسطيني وقضيته المشروعة في استعادة ارضه واقامة دولته المستقلة عندما يطلق العنان لمشاريعه الاستيطانية المتغولة، فهو يفضح الوجه العنصري لاسرائيل، ويزيد من عزلتها الدولية، والاهم من ذلك يدمر حل الدولتين، ويسرع في انفجار الانتفاضة الثالثة في الاراضي العربية المحتلة.

اسرائيل اقامت 17 مستوطنة في قطاع غزة عندما كان خاضعا بالكامل لاحتلالها، واجبرتها المقاومة الشرسة على تفكيكها جميعا، وسحب جميع المستوطنين فيها، ومن طرف واحد، تقليصا للخسائر بعد ان فشلت كل وسائلها الارهابية في بقاء احتلالها للقطاع.

الضفة الغربية ستحذو حذو القطاع حتما، وستنطلق فيها المقاومة المشروعة باشكالها كافة، والسلمية على وجه الخصوص، وسيدرك المسؤولون الاسرائيليون، مثلما ادرك سابقوهم في قطاع غزة وجنوب لبنان وحتى في سيناء، كم هي خاطئة وغبية وعنصرية سياساتهم الاستيطانية، وكم هو قصير عمر الاحتلال.

عن القدس العربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *