دعونا اولا نبارك للقوائم العربية الثلاث بانتزاع النجاح رغم انف كل من حاول القاء قشور الموز في دربها بدعوى أنه صاحب موقف مبدئي ويقاطع الانتخابات.
بعد ان تقلبنا طويلا في مضاجعنا في ليلة الانتخابات لنهدأ صبيحة اليوم التالي بعد معرفة النتائج النهائية ونجاح القوائم العربية الثلاث بل وزيادة في عدد اعضاء الكنيست العرب في المجمل باضافة مقعد خامس للقائمة العربية الموحدة والعربية للتغيير، ومحافظة كل من الجبهة والتجمع على قوتهما، بعد هذا كله دعونا نتنفس الصعداء ونتكاشف قليلا.
بعد هذا التعب والتوتر الشديدين اللذين عشناهما على مدار الايام التي سبقت الانتخابات وخلالها، يحق للجميع الآن الجلوس والاسترخاء والتقاط الانفاس ولا ادري إن كان لدى احدكم قوة التعبير عن بهجته بأكثر من ابتسامة ناعسة.
ليس بوسعنا ان نجري مراجعة شاملة وموضوعية لكل تفاصيل المشهد الانتخابي منذ الاعلان عن تبكير موعد الانتخابات ولغاية يوم الانتخابات نفسه وما شابه من احداث وتطورات على كل الاصعدة والاتجاهات، ولكن نعم يمكننا التحدث الآن وقبل ان يبرد غضبنا وقبل ان تنتظم انفاسنا ونعود الى احضان اللامبالاة من جديد، عما يعتمل في قلوبنا على ما جرى.
اظهرت نتائج الانتخابات ان سلاح المقاطعة لا يمكن الاستهانة به وعلى كل ذي شأن مراجعة حساباته منذ الآن كي لا يصطدم في اللحظة الاخيرة بهذا السلاح من جديد، واعتقد ان حبل النجاة الذي القاه المقاطعون في الدقائق الاخيرة من التصويت في الانتخابات يعني الكثير ولا بد لكل قائمة التوقف امام هذه الظاهرة والأخذ بكل ملاحظاتها وتقويم مسارها ان استلزم الامر واستبدال شخصياتها إذا استدعت الضرورة ذلك، لأن القائمة العربية أي كانت لم تعد ملكا لزعيمها وإنما لكافة المواطنين العرب في البلاد من مصوتيها.
لا شك ان نتائج الانتخابات ستكون محور الكثير من النقاشات والمراجعات والاستخلاصات التي لا بد منها. وفي حال حاولنا نحن حصر نظرتنا في مدينتنا الطيبة وسير الانتخابات فيها والنتائج التي تمخضت عنها، فإننا نرى ان في الطيبة زعيما رغما عمن يؤيده وعمن يعارضه. انه الدكتور احمد الطيبي الذي اعتبره (ولم اصوت له) الآن الزعيم العربي المحلي الوحيد القادر على تحريك الجماهير.
قدرته تزداد اهمية لعلمنا بان الطيبي هو الحزب والحزب هو الطيبي، ولا تقف خلفه كوادر حزبية متمرسة في تنظيم العمل الجماهيري كما في الجبهة الديمقراطية على سبيل المثال، او كالتي يحاول التجمع ان يقيمها بدوره. وإنما هم مجموعة من المتحمسين له ولمسيرته لشخصه اكثر مما هو لسياسته.
انظروا الى نتائج الانتخابات في كل بلد فيه مرشح للكنيست، نجد ان القائمة التي ينتمي اليها الطيبي حصدت 57% من اصوات الطيبة وهذه نتيجة لا يمكن لمحمد بركة التفاخر بها في شفاعمرو (الجبهة هنا 32%) ولا يستطيع زحالقة التباهي بها في كفرقرع (التجمع هناك 50%) ولا حتى الدكتور عفو اغبارية يمكنه الاعتداد بنتيجة مماثلة في بلده ام الفحم (الجبهة هناك 50%). وهنا قد ينقض الطيبي مقولة “لا نبي في قومه”.
في المقابل يعاني التجمع في الطيبة من ازمة حقيقية تظهر نتائجها مع كل انتخابات برلمانية. فالحزب يستحق اكثر مما يحصل من اصوات نظرا لنهجه السياسي ومواقفه ورموزه الحزبية التي لا يمكن التغاضي عن نشاطها المميز. ولا بد لقيادة الحزب ان تراجع ما جرى بالتفصيل وتستخلص النتائج الضرورية وقد تكون مؤلمة ولكنها ضرورية. التجمع في الطيبة بحاجة الى قاطرة قوية تجر عرباته المليئة بالمسافرين القابعين مكانهم دون حركة بانتظار من يجتذبهم الى صفوف الحزب.
الجبهة بقيت على حجمها، جيش جرار من الكوادر في كل ارجاء الطيبة يعملون كخلية نحل ليل نهار لا يعرفون الكلل ولا الملل يدفعهم انضباطهم الحزبي منذ سنين الى بذل كل عطاء ممكن. وفي يوم الحسم نجدهم كالساعة السويسرية يعملون بدقة متناهية منذ فتح الصناديق وحتى فرز آخر صوت. ويبقى السؤال الذي ينبغي على قيادة الجبهة ان لا تغض الطرف عنه : ما سبب التراجع الى نسب لم تعرفها الجبهة من قبل في نتائج التصويت في الطيبة ؟
وفي الختام، لم يبق امامي سوى التمني والتأمل والحلم ودعوني اقولها دون ان ارغم احدا على تبني هذا التمني: من اجمل ما قد تحصل عليه الطيبة للانتخابات القادمة هو قائد كالطيبي وتنظيم كالجبهة ونهج كالتجمع.
مع تحيات اخوكم: ابو الزوز
اعتقد ان قراءة نتائج الانتخابات خاصةً بكل ما يتعلق بأحمد الطيبي ونفوذه بمدينة الطيبة، وكابن لهذه البلد، هي خاطئة ولا تعكس الواقع كون الكثير من الاصوات لا تعتبر للطيبي تحديداً وبامكانها ان تكون للصانع او للحركة الاسلامية والتي لا يمكن التقليل من حجم كوادرها ومؤيديها وبالتالي ال 57% ليست كلها احمد طيبي. وبالتالي مقارنتها مع بلدات القيادات الاخرى هي أولاً غير منصفة وثانياً تعطي للطيبي اكثر مما يستحق كلقب “القائد” مع احترامي الشديد طبعاً لشخص الطيبي وانجازاته وليس لنهجه السياسي أو التنظيمي…مع مودتي