كيفية غسل الاموال من خلال الاعراس !
تعتبر الاموال المكدسة من الامور التي يعاني منها كل من حصل على هذه الاموال بطرق التفافية للقانون عبر مزاولة الجريمة على اشكالها، من ابتزاز رسوم الحماية التي تعرف بتسمية “الخاوة” وحتى التجارة بالمخدرات وغيرها.
مثل هؤلاء الأشخاص يواجهون مشكلة حقيقية يحاولون حلها بكل الوسائل والحيل كي لا يقعوا في وضع يملكون فيه المال الوفير الذي لا يمكنهم استخدامه في أي جهة خشية ان يفاجئهم مراقب الضرائب مستفسرا عن مصدر هذه الاموال وعندها تقع مصيبة قد تقود الى السجن حتى عشرة اعوام والى مصادرة كل ما تقع عينا مراقب الضرائب عليه من ممتلكات من السيارة حتى البيت والأراضي.
هذا الوضع لا يدع فصائل الجريمة تهدأ ولا تتوانى في تجربة كل طريقة لتبييض الاموال او كما هو متعارف على القول “غسل الاموال” لتتحول من اموال جريمة الى اموال قانونية يمكن استخدامها في الحياة الاقتصادية واليومية دون أن تثير الشكوك.
احدى هذه الطرق التي راح افراد العصابات الاجرامية يتبعونها مؤخرا هي الاعراس والأفراح أي كانت. وصار صاحب الاموال السوداء يبحث عن مناسبة عائلية يستغلها في غسل امواله. فنراه بعد عرسه او عرس ابنه يتقدم بإقرار ضريبي مفاده أنه تلقى “نقوط” (هبات مالية) بقيمة ملايين الشواقل من اصدقائه المدعويين لحفل الزفاف. هنا لا يستطيع مراقب الضريبة فعل شيء ضد هذا الاقرار الضريبي. فتخرج المبالغ المصرح بها من الظلمات الى النور ويتم استثمارها بصورة قانونية في أي مشروع، على ان تكون بحجم معقول يصدقه رقيب الضرائب.
والطريقة الافضل من تنظيم عرس في العائلة هو الاتفاق مع شخص آخر يكون قريبا او صديقا في معظم الحالات على حيلة من هذا القبيل.
هذا الصديق يكون على وشك تنظيم حفل زفاف حقيقي لأبنه مثلا، فيتولى “فلان” الراغب في غسل امواله بكل تكاليف العرس مقابل ان يعلن والد العريس او العريس نفسه بعد انتهاء العرس مباشرة انه تلقى ملايين الشواقل “نقوط” او هبات مالية. وبعد ان يعترف بها مراقب الضريبة وتصبح اموالا بيضاء علنية ومعترف بها، يقدمها العريس كقرض مالي لصديقه “فلان” باتفاق رسمي موقع بين الطرفين وعندها تنتقل هذه الاموال الى جيب “فلان” بصورة رسمية ومعروفة المصدر ولا تثير الشبهات اطلاقا أي مغسولة ونظيفة.
هذه هي الحالات التي تعالجها ضريبة الدخل مؤخرا وتقول انها اصبحت منتشرة في الوسط العربي الذي يعرف عنه حفلات الاعراس المترفة الى ابعد الحدود.
إذن لا تتعجبوا حين تسمعوا بأن عريسا انطوائيا بدون شعبية ولا اصدقاء له، يفاجئكم بالإعلان انه جمع في عرسه مبلغا خياليا من الهبات المالية.
