5كلمة حرة

قصيدة: فاجعة – شعر: أحمد سلامة (قلنسوة)

وفيات الأطفال، هي قطعاً أحداثٌ مأساوية، ولكنّ بعضها يكون فجائعياً بشكل خاص. هذا ما حدثَ للمناضل المعروف الأستاذ صالح برانسي عندما فقد إبنه البِكر فؤاد، وكان في الثالثة من عمره يتعلّمُ في إحدى الحضانات في مدينة الطّيبة.

وقد قضى نحبه في حادث طُرُق أمام بيتهِ عند عودتهِ من الحضانة، وعندما لمستُ مدى تأثُّر والدهِ بهذه الفاجعة، كتبتُ هذه  القصيدة.

“صباح الخير بابا”

قالها  كعادتِهْ  . .

حُلوةً ،  مغموسةً  في   الابتسام  ..

وانطلق  ، للحاضنة ..

زهرةً  مُغَرِّدة  ..

*   *   *

…  أين أبوه .. ؟

ومَنِ الّذي  سيُخْبِرُه  ..  ؟

قالوها ، ووجموا  .. !

…  في  القدسِ  يسعى

في  أمورٍ  طرَأتْ  ..

في   الصَّباح  ..

قبَّلَهُ  ، ثُمَّ  مضى   ..

لم  يكن  يعلمُ  أنّهُ  ..

مرَّةً  ثانيةً

لن  يلثِمَه  ..

و(صباح  الخير  بابا  )

قائلاً  ،  لن  يسمَعَه  ..

***

أخبِروه   !   لا بدَّ من   إخبارِهِ   ،

وعبرَ   أسلاكِ    البريد  ،

جاءهُ الخبرُ   النَّكيد ..

فغامت   السَّماء  ..

وفاضت  العِبَر   ..

يا   لِفظاظةِ  القدَر   ..

..  داستهُ  عَجَلَه  ..

وكان  قافِلاً  ،

يدنو   من   العُشِّ   المكين   ..

يومان  /   شهرانِ  /  ثلاثُ   سٍنين  ..

عمرُ  زهرِ   الياسمين  ..

وثنايا   الدّهرِ  تنضحُ  بالأنين ..

*  *  *

..  المالُ والبنون  ..

المالُ  لم   يكن  .. ،

وكان  البنون   ..

وكان   السَّعدُ  بعُمرِ   الوردِ –

ثلاثُ   سنين  …

رشفتُها  ..

ساعةً  /   ساعة .

وأرَّختُ  بها   عمري    الثَّقيل   ..

محوتُ منه  سِنِيِّ

الشَّقاءِ   الوبيل  ..

فقرُ .. سِجنٌ  ..

وقسوةِ   سَجّان ..

نفيٌ  . . تشريدٌ  ..

طُغيان   ..

كلّها  –  لم  تُحنِ  ظهري  ..  ،

فأنا  – شامِخُ   الهامةِ ..

موفورُ  الإباء  ..

لكِنّكَ ..  يا  دهرُ  ..

رميتَني  ..

بثالثَةِ   الأثافي   ..

فكيفَ   أقوى  على

حملِ   أحزاني   ..

والجرحُ  ..   نزفٌ   غزير  …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *