بيان صادر عن المحامي شعاع منصور مصاروة

اصدر المحامي شعاع منصور مصاروة من الطيبة بيانا تناول فيه الاوضاع التي تعاني منها مدينة الطيبة ويحث الاهالي على التعاضد من اجل انقاذ المدينة التي كانت في الماضي منارة للوسط العربي.

اليكم فيما يلي البيان بكامله كما وصلتنا نسخة عنه الى موقع “الطيبة نت”:

“أبناء بلد وللأبد، كلنا أبناء عائلة واحدة اسمها الطيبة، معا نصنع التغيير

إخوتي وأخواتي أبناء الطيبة الكرام , السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, تحية وبعد:

مما لا شك فيه, وكما هو واضح للعيان, أن طيبتنا تمر بظروف عصيبة, قاتمة, حالكة. فقد تلقت طيبتنا, أُمنا, ضربات موجعة قاتلة متتالية أفقدتها وعيها, رُشدها وصوابها. لهذا فانها تتوق لهبة بل لثورة أبنائها لنجدتها وإنقاذها. أبناء بلدي من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها: نعم لتضافر جميع الجهود المخلصة لله أولا ولبلدنا ثانيا. من خلال صدق نوايانا وعزم قلوبنا, تدبير عقولنا ومثابرتنا نستطيع أن نعيد لهذا البلد الجريح وجهه ووجهته الحضاريين ودوره الريادي والإنساني. لقد آن الأوان أن نصنع بأيدينا التغيير وان لا نضيع من الوقت كثير. لقد آن الأوان أن نعيد لطيبتنا أمجادها وان نضعها مرة أخرى ومن جديد على خارطة التقدم والنمو والازدهار في جميع المجالات. لقد كانت الطيبة, كما يعرف القاصي والداني, عاصمة للمثلث, بل (لا أبالغ إن قلت) عاصمة لكل وسطنا العربي: ثقافيا واجتماعيا وفكريا, ناهيك عن كونها قلعة وطنية. واليوم, وللأسف, ننظر إليها وقد سلبت مقدراتها وأصبحت لعبة بل ضحية لأيادٍ خفية وأنياب زرقاء تنهش فيها, ونحن, ابناءها, نقف موقف المتفرج من كل ذلك. لقد اصبحنا كمن ضُرب في مقتل وكمن أجتُثّ من جذوره وأُفرغ من مضمونه. لقد فقدنا كبرياءنا وأبتُلينا باللامبالاة حتى كأننا اصبحنا احياء اموات. لقد أقصينا أنفسنا, بل أقول أُقصينا وغُيبنا عن ساحة النضال وعوضا عن ذلك كله زُرعت فينا النرجسية وحب الذات.

اخوتي وأخواتي! لقد ان الاوان ان نصحو وان نقتل “الأنا” في نفوسنا وان نضع مخافة الله نصب أعيننا. إننا اليوم, لسنا بصدد معركة انتخابية او حملة دعائية, بل نحن امام مفترق طرق مصيري ومنعطف تاريخي: ان نكون او لا نكون. علينا أن نتذكر جميعا بأننا كلنا نعيش في هذا البلد, ندب على ترابه, نشرب من مائه ونتنفس من هوائه ولكل شخص فينا في بطن هذا البلد يرقد غالٍ وحبيب ممن دفناهم بالأمس القريب, فعار علينا جميعا ان يبقى الحال على ما هو عليه, فالمصير الواحد المشترك يحتم علينا إيقاظ الضمير وتعزيز النفس اللوامة وان نحسم موقفنا ونقرر اننا سنكون, نعم اننا سنكون, “فعلى هذه الأرض ما يستحق الحياة”. تعالوا معا نفتح صفحة جديدة مع الله ومع أنفسنا وان نعاهد الله وأبناءنا بأن نعيد للطيبة الحبيبة كرامتها المهدورة ودورها الريادي المهمش والمغيب. حقا علينا جميعا مسؤولية أمام أطفالنا وشبابنا وشاباتنا, تلك المسؤولية المتمثلة بإعادة الطيبة إلى مكانتها الطبيعية. علينا جميعا: شيبا وشبانا رجالا ونساء, نعم نساء (فلكُنّ أخواتي لابد أن يكون دور هام وضروري في صنع واتخاذ القرار) وأن نستفيق من غفوتنا وان ننهض ونهب لنجدة ونصرة بلدنا.

معا نصنع التغيير, نخطط المصير ولا بديل لهذا السبيل: ما تمر به الطيبة اليوم من ظروف عاصفة وضارية يؤكد ويشدد أهمية وضرورة تضافر كل الجهود في إطار سياسي واحد مشترك, في ائتلاف سياسي واجتماعي شامل, يجمع كل أبناء البلد الواحد دون  استثناء أو تهميش لأحد, فما يجمع بيننا أكثر مما يفرقنا. تعالوا نقتل في نفوسنا اللامبالاة والإحباط ونزرع ونُنمى ونُعزز بدلا منها ثقتنا بأنفسنا وحبنا لبلدنا, فهو وطننا ولا مكان آخر لنا إلا فيه. تعالوا نعمل سويا جنبا إلى جنب يداً بيد من اجل استنهاض الهمم, إنقاذ البلد, وزرع بذور المحبة والتآخي والنهضة. تعالوا نتعالى عن المصالح الضيقة, فلن يكون لها في زمننا مكان, فزمن المصالح الشخصية الضيقة ولى بلا رجعة. مصلحة بلدي فيها مصلحة كل شخص فيكم ومصلحتي, فالمصلحة العامة هي مصلحة شخصية لكل واحد منا. لهذا ها أنا, وليس خوفا أو رهبة, بل إيمانا مني بأهمية وضرورة العمل الواحد المشترك, أمد يدي لكل المخلصين الأحرار, الحكماء والشجعان من أبناء هذا البلد الطيب وبجميع أطيافه وأحزابه وعائلاته ولكل فرد وشخص امد يدي لنعمل سويا قلبا وقالبا من اجل إنقاذ البلد والنهوض به من محنته ونرقى به, لنلحق بركب المجتمعات المتطورة. هذه مسؤولية الجميع وليست حكرا على احد. وفي الختام أقول: ارفع رأسك يا أخي وقُل الطيبة بلدي وفيها لن استحي. نعم معا نصنع التغيير, نخُط السبيل, وبأيدينا نقرر المصير.

نعم للوحدة الطيباوية – نعم للائتلاف الشامل”

ابن الطيبة لكل الطيبة : المحامي شعاع منصور مصاروة