رضيتم ام غضبتم اليوم نخلد ذكرى ايلان رامون !!

انتهت الزوبعة التي ثارت في فنجان قبل شهرين في الطيبة، والتي كادت ان تودي بصداقات عميقة بين المرابطين في خندق واحد، فكل يسعى لتحقيق مصلحة البلد على طريقته، حتى ايقنت ان الطريق الى الجحيم مرصوف بالنوايا الحسنة في بلدنا كذلك.

اليوم الثلاثاء الثالث والعشرين من شهر اكتوبر من عام 2012 في الوقت الذي لم يستفق فيه اهالي الطيبة من انشغالهم بتوديع الحجاج حتى غاصوا في الاستعدادات الاخيرة لاستقبال عيد الاضحى، في هذه الايام بالذات قرر من قرر ان اللحظة مواتية لتمرير المشروع الذي رفضه اهالي الطيبة ممن تجري في عروقهم دماء الانتماء الحقيقية لهذا البلد الشقي.

بعد ان ثارت ثائرة السياسيين وتصدروا العناوين، ارغوا وأزبدوا واستنكروا، (وما اكثر استنكاراتنا مؤخرا) شجبوا ورفضوا ولكنهم استكانوا وصمتوا لأن الامر لم يعد يتماشى مع الموضة. فالحديث هذه الايام يدور حول العيد والحجاج، ولا احد يصغي لمن يتحدث في السياسة.

اليوم في الرابعة من بعد الظهر تقام مراسم قص الشريط لمركز الفضاء في الطيبة. لا ادري لماذا حين اقول هذا يخطر ببالي قاعدة اطلاق المركبات الفضائية في بايكونور (كازخستان) او “كيب كنافيرال” الامريكية.

على اية حال، غضب من غضب وفرح من فرح، ومن لا يعجبه يمكنه شرب ما يشاء، لأن مركز فضاء الطيبة تخليدا لرائد الفضاء الاسرائيلي ايلان رامون سيفتتح اليوم وسيحمل اسم رامون وكفى استخفافا بعقولنا.

وحسب ما ورد في الدعوة الموزعة فقط على اشخاص مختارين بعناية سيحضر الافتتاح شخصيات “اعتبارية” في مقدمتها وزير العلوم والتكنولوجيا هرشقوبيتس، وفائق عودة رئيس اللجنة المعينة ورونا ايلان – أرملة رائد الفضاء، ومفتش المعارف طارق ابو حجلة وغيرهم.

لن اتعرض لاسم رجل الفضاء الذي قضى نحبه في كارثة مكوك الفضاء “كولومبيا” عام 2003، انطلاقا من الحكمة القائلة: “عن الميت، إما كلمة طيبة وإما الصمت” ولذا سأصمت.

النائب الطيبي يقول ان المركز لن يحمل اسم رائد الفضاء الاسرائيلي !!!! وانما سيسمى مركز فضاء الطيبة، وانه شخصيا لن يحضر مراسم الافتتاح لأسباب لم يفصح عنها. ولكنه قال انه لا يعارض حضور رونا رامون أرملة رائد الفضاء ايلان رامون، مراسم الافتتاح، فهي “شخصية يسارية معروفة”.

الشيق في الامر ان الدعوة مجهولة المصدر، أي ليست مذيلة باسم الداعي كما هو متبع، وكأن من وجهها خجل من نفسه، او انه لا يريد الكشف عن وجهه لعلمه انه غير مقبول لدى اهل الطيبة.

لو كان في الطيبة من يسهر على اسم هذا البلد فعلا لما تجرأ احد على الاستخفاف الصارخ برغبات اهل الطيبة بهذه الصورة، وليرمني من يشاء بالمحرض.

من يقبل بالمزبلة ويستمتع باستنشاق الروائح المنبعثة منها، لا اتوقع ان يرفض مركز فضاء حتى وإن كان على اسم طيار عسكري قصف مخيمات فلسطينية في لبنان.

مع تحيات اخوكم ابو الزوز    

Exit mobile version