كلمة حرة

عالماشي: البجروت صناعة الكذب وشراء الوهم

كثر الحديث في الآونة الاخيرة عن النتائج المخيبة للآمال في امتحانات البجروت في الطيبة واحتلال مدينتنا من حيث هذا المعيار المرتبة الـ 140 من اصل 150 بلدة تم رصد نتائجها من السنة الدراسية الماضية.

اولا استثني من هذه المقالة الطلاب المجتهدين الذين نعتز بهم والذين لولا اجتهادهم لكانت نتائج الطيبة خارج التصنيف اطلاقا، فتحية لهم ولأهاليهم لأنهم مدعاة الفخر والاعتزاز، وحديثي هنا يدور عمن يقبعون في الخندق المقابل من النزاهة.

التعليم في مدينة الطيبة لا يخلو من المشاكل التي تعاني منها كل مؤسسات الطيبة، ولا يستغربن احدكم إذا قلت إن في امتحانات البجروت مكانا للمحسوبية ايضاً. قد يقول البعض وكيف هذا؟

البداية تكون حين يقرر استاذ الموضوع السماح لطالب ضعيف بالتقدم لامتحان البجروت خمس وحدات او اربع وحدات او حتى ثلاث وحدات، هذا القرار شخصي رغم ان الاستاذ قد يدعي بأنه قائم على اعتبارات موضوعية، هذه الاعتبارات الموضوعية خاضعة للمحسوبية والمصلحة الشخصية او العائلية او معرفة الاستاذ بولي امر الطالب او صلة القربى بينهما او توصية من زميل في سلك التعليم او طلب مباشر من المدير يتعلق بهذا الطالب وغيرها من الاعتبارات “الموضوعية” التي نعرفها جميعا.

اذن لدينا اول خروج عن الموضوعية، والتوغل في المحسوبية. من هنا وحتى تحقيق نتائج سيئة تصبح الطريق قصيرة للغاية.

قد يكون ما سأورده هنا بحاجة لتحقيق معمق ولكني اقدمه كما تردد امامي ولا أظن انني الوحيد الذي سمع به، المقصود هنا صناعة البجروت المربحة او موسم البجروت الذي تدار فيه مبالغ هائلة من المال ويتم خلاله ترتيب الامتحانات لهذا الطالب او ذاك بعلم او بتغاضي المسؤولين او نتيجة لخوفهم من التدخل.

خلال موسم امتحانات البجروت اناس يكسبون اموالا كثيرة من خلال مساعدة الطلاب سواء بحل الاسئلة وإدخالها او بأي وسيلة اخرى وهي امور شائعة ومعروفة ولا جديد في الامر.

لم اعد اعجب لقريبتي التي لا تعرف الابجدية الانجليزية والتي حصلت على 95 في امتحان بجروت اللغة الانجليزية، وبعمق دهشتي يبدو علي عمق جهلي بما يجري.

لهذا يفشل في الجامعات نصف طلابنا الذين يحصلون على معدلات بجروت تفوق 100 نقطة، لأنهم اولا وقبل كل شيء لا يستحقون هذه العلامات ثم ليس لديهم ادنى عادات الاجتهاد والاعتماد على الذات وهذا يبدو جليا في الجامعات خاصة في خارج البلاد.

ورغم هذه الحملات الكبيرة ايام امتحانات البجروت، وسياسة الابواب المشرعة باسم النتائج الافضل التي نريد لها ان تقودنا للتباهي “بين الامم”، تأتي الطيبة في المرتبة 140، فبأي نجاحات نتبجح ؟ ألم نصل حد التقصير الجنائي في المهام الملقاة على عاتقنا ؟ وهل يصلح ان نعلق على الدوام كل اسباب فشلنا على شماعة سياسة التمييز؟

صناعة نتائج البجروت اصبحت حرفة يشارك في مراحلها عدة اشخاص حسب وظائفهم او مواقعهم من المسؤولية. ومهما حاولنا التستر على هذا فلا بد ان ينكشف المستور بفضيحة مدوية وهذا ما نحن بصدده هذه الايام.

الآن فقط هب البعض مذعورا من وضع التعليم في الطيبة، وسارع البعض الآخر الى جني الارباح السياسية من هذه الصورة القاتمة، فنسمعه يصيح: “ألم أقل لكم ؟” وهناك من يحاول الاصطياد في الماء العكر مسجلا المواقف ضد من يبغضهم من المسئولين عن هذا التقصير وليس حبا بطلاب البلد.

وفي ادنى السلم يأتي ولي الامر الذي يريد لأبنه النجاح بكل ثمن، لأن “الابن مشروع الاب” وفشل المشروع هو فشل الاب، فلا يبخل بالغالي والرخيص لتحقيق النتائج “المشرفة” لابنه، وكثيرا ما تكون على حساب الغش المكشوف امام الاهل بل وهم من يدفعون بمالهم ثمن هذا الغش، المهم الصمت والتستر الى ان تظهر النتيجة المزيفة وعندها ينسى الاب حقيقة ابنه فتراه يسير كالطاووس وسط القوم وكأن ابنه لم يشتر الغش بالمال وإنما حصل لتوه على جائزة نوبل.

كل ما ورد اعلاه يعرفه الجميع منذ البداية ! فلماذا نتظاهر الآن بالدهشة والمفاجأة ؟

مع تحيات اخوكم: ابو الزوز

تعليق واحد

  1. جوابي لسؤالك الاخير هو اذا كان هناك كل هذا الغش والاموال المهدرة والنتيجة المرتبة ال 140 من اصل 150 مدينة !!!!!!!!فماذا لو لم يكن هذا الغش والاموال المهدرة ,لكنا في المرتبة 150!!!!!!!هذا هو سبب الدهشة الهذا الحد وضعنا ماساوي!!
    الاهم من كل هذا لم نرى مدراء المدارس والمسؤولين يجلسون ويتدارسون الماساة ويبحثوا عن الخلل ويضعوا له حلول!!!!
    بل وجدناهم ينكرون النتائج. (النتائج صادرة عن وزارة المعارف!!!!!!!)
    هل سمع احد ان هناك تغيير في سياسات المدارس ؟هل سمع احد عن شخص شخص المشكلة ؟هل سمع احد حلول لالا تتكرر الماساة؟الجواب لكل الاسئلة طبعا لا!!!!
    فانتظروا نتائج الموسم القادم!!!!اكاد اجزم سوف تكون اسوا
    لك الله يا طيبة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *