حوش السرب: الإهمال هنا يصل حد الجريمة البشعة

في بلدنا حي يخجل اهله من ذكره والاعتراف بأنهم ينتمون اليه، انه حي اصيل من احياء الطيبة اطلق عليه البعض تسمية “الباطنية” ايام كانت المخدرات تباع في ازقته ليل نهار، وقد يطلقون عليه تسمية جديدة اذا رأوا فيه ما يشبه حارتهم.

انه “حوش السرب” بحاله وصورته الحالية التي تعتبر إدانة دامغة للمسئولين على اهمالهم ولبعض المواطنين على استهتارهم وسكوتهم. بات وضع “حوش السرب” علامة فارقة بالنسبة لسكانه تشهد لهم بصبر ايوب، وعلامة فارقة للبلدية تشهد لها بالإهمال الذي يبلغ حد الجناية. والحال على هذا المنوال صرخات مدوية وآذان صماء.

من يدري قد يتوقع المسئولون في بلدية الطيبة ان يتعايش اهل الحي مع القاذورات وان يتقبلوها كجزء من المشهد العام للحي، في حين يعتقد الاهالي ان الفرج لا بد سيأتي مع مزيد من الاصرار والاحتجاج. هذه هي الصورة القديمة الجديدة لهذا الحي، لعبة شد الحبل بين طرفين بلا كلل.

 البيوت قديمة، ولكنها اصيلة بأهلها، الازقة ضيقة ولكنها دافئة بحسن الجوار، في هذا الحي لا مكان للصدف، ولا مجال للتمني، المطالب كثيرة ولا حياة لمن تنادي.

بدعوة من اهالي الحي، تجولت عدسة “الطيبة نت” في ازقة هذا الحي وسجلت اقوال الاهالي ورصدت الوضع لتنقله لبقية اهالي الطيبة وللمسئولين الذين سنطالبهم بالموقف الرسمي ازاء هذا.

لا يمكن للإنسان ان يحيا مع الناموس ووسط اكوام القاذورات والفئران تسرح وتمرح بين الاطفال، لا يمكن اعتياد الروائح الكريهة ولا يجوز القبول بدور الحي المنكوب فقط لأن مسؤولا وجد لنفسه ما يبرر كسله وتغاضيه عن مأساة هذا الحي!

استمد هذا الحي اسمه “حوش السرب” من سرب الطيور الذي كان يحط سويا ويرفرف سويا من فوق قمم الاشجار في بيوت هذا الحي، فكان اسراب الطيور عند العصر اكثر ما يشاهده اهالي الحي، ولهذا اطلق عليه “حوش السرب”، واما اليوم فقد غابت اسراب الطيور وحلت محلها اسراب الفئران والكلاب الباحثة عن الجيف، وزواحف تعشش في الاركان المهجورة من هذا الحي المهمل.

الروائح الكريهة الحادة المنبعثة من القاذورات والأوساخ تخنق الأنفاس وباتت تشكل مصدر ازعاج كبير للسكان الذين يطالبون البلدية والأحزاب العربية بالتدخل العاجل لإيجاد حل لوضعهم وضمان حقهم في بيئة نظيفة، لاسيما مع ارتفاع درجات الحرارة في الصيف وانبعاث الروائح الكريهة بصورة ملحوظة مما يدفع بالأهالي إلى الامتناع عن فتح نوافذ بيوتهم ليلا ونهارا تفاديا لهذه الروائح.

ولعل ما يؤرق السكان بالدرجة الأولى هي الروائح الكريهة والأوساخ المنتشرة هنا وهناك زد على ذلك قنوات الصرف الصحي غير المهيأة وانسدادها المتواصل لتراكم الأوساخ والنفايات فيها مما يزيد من تدهور الشبكة على مستوى الحي وانتشار برك المياه العادمة.

للموضوع متابعة مع المسئولين في بلدية الطيبة لاحقا.

Exit mobile version