همسة عتاب: شرف عائلة بين ساقي متهورة

تصم أذاننا صيحات انطلقت منذ الجاهلية بوأد البنات ولا زال صداها يتردد حتى يومنا هذا. لا جديد في التفكير ولا في التصرف، بقيت النتائج وليدة الدوافع ولا يعيبنا في ذلك حتى القرن الحادي والعشرين.

لا تزال البنت في نظر الكثيرين ضيفة على هذا العالم مطالبة باستمرار ان تثبت أحقيتها بالحياة وإلا خسرتها، تاركة الطيش والحماقة والتسرع والعصبية وكل ما نهى عنه العرف والخلق الحميد بعهدة رجل استولى على صولجان الاخلاق دون وجه حق.

في البداية كانت له ضلعا قاصرا ثم خنوعة قنوعة ثم ضجيعة مطيعة ثم صامتة كاتمة ثم صماء بكماء عمياء فأرادها لنفسه دون غيره بدافع شعور الملكية الخاصة، صال وجال حتى سئمها فراح يبحث لنفسه عن رابية جديدة يغرس رايته لترفرف فوق ربوعها. انه في حل من امره … يكون عزيزا متى شاء ووضيعا متى شاء.. همه الاول السلب والنهب بكل جبروته من مستضعفة مؤتمنة على عزيز بين الساقين.

عجبي لعائلة بأكملها تتباهي بجبروت افرادها وثرواتهم، ولا تكف عن التبجح بالقوة والجاه … بالمال والأمجاد… بالنزاهة والعدل… بالعزة والشهامة … عجبي لمثل هذه العائلة التي تحتفظ بمفتاح كامل شرفها بين ساقي ضعيفة او متهورة… تهفو الضعيفة وتنزو المتهورة فتتكالب العائلة كلها ولا رحم الله الضعيفة ولا رحم المتهورة.

من اين للرجل حق العطاء والحرمان كيفما يشاء ومتى يشاء، ومن سلب البنت آدميتها لتصبح تابعة مجرورة ؟ كيف حولوا النجيبة الذكية التي تفرش الآمال العريضة أمام ذويها ، فجأة الى جسد تالف يجب التخلص منه ؟ ما هذا التشابه بين البنت والسلعة ، من قشرها عليه ان يتملكها ؟ وإلا فلا حياة لها بعد ذلك !! وأما هو فينتقل الى نعمة جديدة !

هكذا كانت في الجاهلية وهكذا هي الآن، كائن بلا وجود، مخلوق بلا “أنا”، للجميع حق عليها وليس لها حق على احد ! تقاسمه الخطيئة ولا يقاسمها العقاب !!

مع تحيات اختكم: ام سامي

Exit mobile version