الجيش السوري الحر: النظام ينقل السلاح الكيماوي للحدود
قال الجيش السوري الحر إن نظام الرئيس السوري بشار الأسد نقل أسلحة كيميائية إلى مطارات حدودية، في حين لم يستبعد المجلس الوطني السوري المعارض أن يستخدم النظام تلك الأسلحة ضد مواطنيه الثائرين عليه.
وأكدت “القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل” في بيان علمها “الكامل” بـ”مواقع ومراكز تموضع هذه الأسلحة ومنشآتها”، كاشفة أن “الأسد قام بنقل بعض هذه الأسلحة وأجهزة الخلط للمكونات الكيميائية إلى بعض المطارات الحدودية”.
من جهتها نقلت صحيفة هآرتس اليوم عن مسؤول إسرائيلي لم تحدد هويته القول إن نظام دمشق بدأ فعلا بنقل قسم من أسلحته الكيميائية من المخازن التي يخزن فيها “في الأيام العادية” إلى “قواعد عسكرية بعيدة أكثر عن المناطق التي تجري فيها المعارك” أو إلى أماكن تخضع لحراسة بمستوى عال جدا.
وعزا المسؤول الإسرائيلي ذلك الإجراء إلى خوف الأسد من سقوط هذا السلاح بأيدي المعارضة السورية أو تنظيمات من قبيل القاعدة، وهو ما وصفه المسؤول الإسرائيلي بالسلوك “المسؤول”.
ووفق الجيش الحر فإن نظام الأسد يستغل التهديدات الإسرائيلية ويلوح بأسلحة الدمار الشامل “عن إرادة وقصد وبشكل مبكر لإدارة الأزمة الداخلية من خلال التأزيم الإقليمي والردع الإستراتيجي”، وأشار الجيش الحر إلى تفهمه “للمخاوف الغربية أمام نظام مستهتر”.
من جهته قال رئيس أركان إدارة الحرب الكيميائية بالجيش السوري سابقاً إن لدى سوريا أكبر مخزون إستراتيجي من الأسلحة الكيميائية في المنطقة.
وأضاف اللواء الركن عدنان سلو في لقاء سابق مع الجزيرة أن النظام السوري قد يستخدم هذه الأسلحة إذا سيطر الجيش الحر بشكل كامل على إحدى المدن.
تدابير لازمة
من ناحيته حذر رئيس المجلس الوطني السوري من أن نظام الأسد “قادر تماما” على استخدام مخزونه من الأسلحة الكيميائية ضد المواطنين.
وقال عبد الباسط سيدا للصحفيين في أنقرة إثر لقائه وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إن “النظام الذي يقتل الأطفال ويغتصب النساء من السهل جدا أن يستخدم الأسلحة الكيماوية” مناشدا المجتمع الدولي أن يتخذ التدابير اللازمة لمنع حدوث مثل هذا العمل.
وكانت سوريا قد أقرت أمس وللمرة الأولى على لسان المتحدث باسم خارجيتها، جهاد مقدسي، بحيازة أسلحة كيميائية وبيولوجية، وبرغم تأكيدها على أنها لن تستخدمها في الأزمة الداخلية “مهما كانت التطورات”، فقد أبقت الباب مفتوحا أمام استخدامها في مواجهة أي تدخل خارجي.
وفي تصريحه ذاك قال مقدسي إن “هذه الأسلحة على مختلف أنواعها مخزنة ومؤمنة من قبل القوات المسلحة السورية وبإشرافها المباشر”.
وجاء الرد من واشنطن سريعا حيث حذر الرئيس باراك أوباما نظام الأسد من أن استخدامه الأسلحة الكيميائية سيكون “خطأ مأساويا” سيحاسب عليه. لكن بيانا للخارجية السورية قال فيما بعد إن تصريحات مقدسي أسيئ فهمها، وكانت ترمي فقط إلى تبيان “الخطوط العامة للسياسة الدفاعية للدولة”.