تاكسي البلد: مشوار اليوم في الطيبة بلد الاشباح

لا اذكر ان مر على الطيبة مثل هذه الاوقات من انزواء الناس عن بعضهم، ولا هذا الانطواء والتقوقع كل في ركنه وفي قلعته وفي عالمه الخاص، يبحث عن النجاة بطريقته الخاصة ولنفسه فقط.

حي الشل

هذا هو الانطباع الذي يتركه هذا التسجيل المصور لمشوارنا لهذه الجمعة. انطلق المشوار من دوار الـ 24 في منطقة “الشل” عبر الحارة الشرقية فالبلدة القديمة ثم “حوش السرب” لغاية المقبرة القديمة في حي آل حاج يحيى.

وقد مررنا بجوار مدرسة “عمر بن الخطاب” الابتدائية وعبر ساحة الحارة الشرقية التي كان يطلق عليها في قديم الزمان “البيادر”، قطعنا البلد من شرقها الى غربها ولم نلتق شخصا واحدا يشهد على ان هذا البلد حي بأهله ويتنفس بناسه. كان كل شيء مقفل والشوارع خالية وكأننا نزور مدينة اشباح.

صحيح ان الوقت هو التاسعة صباحا، والأولاد في المدارس والاهالي في العمل وربات البيوت في منازلها، ولكن الشوارع تبدو مخيفة، تبدو وكأن اهالي هذا البلد هجروه الى مكان بعيد، او ان كل منا يختبئ خلف بابه الموصد ويسترق النظر عبر خرم المفتاح، فهل اصبحنا غرباء على بعضنا الى هذا الحد؟

Exit mobile version