كلمة حرة

وداعا سالم جبران – بقلم: نبيل عودة

توفي في الناصرة صباح الإثنين 19/ 12/2011 الشاعر الكاتب والمفكر سالم جبران عن عمر ناهز 70 عاماً، وسوف يوارى الثرى في مسقط رأسه- البقيعة الثلاثاء 20/ 12/ 2011. الساعة الثالثة بعد الظهر.

المرحوم الشاعر سالم جبران

لفت سالم جبران الانتباه والإهتمام بشعره قبل ان ينتقل للعمل الاعلامي والسياسي مناضلا ومثقفا ثوريا،وتميز باسلوبة وقدرته على الخوض في المضامين الجوهرية للمواضيع التي تناولها في كتاباته. وشكلت مساهمات سالم جبران الفكرية والسياسية قفزة اعلامية للإعلام العربي في اسرائيل خاصة ، وللإعلام العربي على وجه العموم .
سالم ليس مجرد كاتب آخر ، انما سياسي مجرب تمرس في النضال اليومي والنشاط الحزبي السياسي والاعلامي والتنظيمي، تراس رئاسة تحريرمجلة الشباب “الغد” ، ليبرز بقدراته على معرفة ما يهم الشباب العربي ولا نبالغ بالقول ان الأجيال التي تثقفت على مقالات سالم ومحاضراته، هي حتى اليوم الوجه الناصع لشعبنا، والأكثر تحملا للمسئولية والتضحية.

في فترة رئاسته لتحرير جريدة “الاتحاد” شهدت الصحيفة قفزة اعلامية كبيرة . وكذلك حرر مجلة الجديد “الثقافية” ويمكن القول بلا تردد انها فترة “الجديد” الذهبية من حيث المضمون والانتشار الواسع.

استقال سالم من  عضوية الحزب الشيوعي، واستقال من رئاسة تحرير صحيفة الحزب “الاتحاد” في حدود العام 1992.ولكنه ظل سالم صاحب المواقف السياسية الواضحة ، والمفكر القادر على التاثير الاعلامي والفكري على المجتمع العربي وعلى اوساط واسعة جدا من المجتمع اليهودي.

سالم عرف بشعره الانساني، وهو من مؤسسي القصيدة الوطنية في شعرنا،كان تالحب معياره للثورة  وليس بالكلمات الكبيرة الفارغة من المضمون، وللدلالة قصيدته الرائعة عن حب الوطن:

كما تحب الأم
طفلها المشوها
أحبها
حبيبتي بلادي

وعلى أثر نكسة حزيران 1967 كتب :

هزّي من الأعماق، يا عاصفة الهزيمة
عالمنا الشّائخ
فليدمر الإعصار كلّ التّحف القديمة ناسا وأفكارا
ليحرق لهب الثّورة كلّ أراضينا
كي لا تحاك، من جديد، فوقها مهزلة
كي لا تعاد، من جديد، فوقها جريمة
عملاق هذا العصر، هبّ اطلع النّصر
 فكلّ السّابقين أطلعوا الهزيمة

لم ينشر سالم جبران من مقالاته وقصائده على الانترنت ، الا بعضها القليل، لأنه من جيل لم تتح له الفرصة والوقت للدخول في هذه الشبكة . ومن المؤسف ان الكثير من اعماله الفكرية ومقالاته هي في ارشيفات مجلة “الغد” وجريدة “الاتحاد” ومجلة “الجديد” ومجلات وصحف  أخرى صدرت خارج البلاد كتب فيها اسبوعيا. وآمل ان يقوم الحزب الشيوعي ، الذي امضى فيه سالم جبران زهرة عمره بالمساعدة في جمع كتابات سالم من صحفه ومجلاته ليتسنى اصدارها.

خطاب سالم جبران السياسي كان خطابا مميزا ليس من السهل مواجهته ، وقد برز بمحاضراته في الوسط اليهودي  ومقالاته التي نشرها في الصحف العبرية. وقد استحوذ على اهتمام يهودي واسع جدا رغم مواقفه النقدية للسياسات التي تمارسها المؤسسة الحاكمة  والأحزاب اليمينية ضد الجماهير العربية.

الا ان اسلوبه الذي اعتمد الحقائق والطرح الواضح العقلاني وغير المهادن، أكسبه انتباه المجتمع اليهودي. ويمكن القول انه مفكر كان يخاطب العقل وليس المشاعر.

تقييم مسيرة سالم جبران ، الفكرية والاعلامية والثقافية تحتاج الى مداخلات عديدة آمل ان اقوم بها تباعا.

بقلم: نبيل عودة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *