كلمة حرة

همسة عتاب: لا تطاردي قشرة البذرة بخرطوم المياه

ربات البيوت في بلدنا الحبيب يتمتعن بسمعة طيبة وسط النساء العربيات في البلاد، لدرجة أنني سمعتها في عدة أماكن خارج الطيبة ولم يكن من باب المجاملة، أن من يريد ربة بيت “شاطرة” عليه بالزواج من طيباوية. هذه حقيقة لا غبار عليها، وكلمتي اليوم موجهة لربة البيت الطيباوية “الشاطرة”.

المياه تغطي شوارع الطيبة عند الضحى

دخلت بيوتا كثيرة في الطيبة ولا اذكر يوما أنني دخلت بيتا يفتقر للذوق أو للترتيب إلا ما ندر، ولكني حيثما أتجول في هذه المدينة الحبيبة أجد مداخل البيوت تعج بالقاذورات. فكيف لربة المنزل النقي النظيف من الداخل أن تسمح بوجود مثل هذه القاذورات خلف سور بيتها وعند عتبات منزلها؟

يبدو أن الطيباوية “الشاطرة” تعتقد أن همها الوحيد هو نظافة البيت  من الداخل وهم البلدية هو نظافة الشارع المحاذي للبيت، وفي حال بدا الشارع مليئا بالقاذورات فهو بنظرها شهادة قاطعة على تقصير البلدية في أداء الواجب. هذا صحيح تماما ولكن ما جدوى أن نثبت للآخرين تقصير البلدية ونحن الذين نعاني من هذا التقصير!

هل الاحتجاج بهذه الطريقة على تقصير البلدية يضايق هذه المؤسسة التي تعاني من الموت السريري؟ بالطبع لا. القاذورات والأوساخ المتراكمة نتيجة تقصير البلدية تضر بنا نحن، وإلى أن تأتي البلدية لجمعها يكون صغارنا وشيوخنا قد أصيبوا بعدة أمراض سببها التلوث.

جارتي وجارتكم أم العبد

جارتي أم العبد تطارد في ساعات الضحى قشرة بذرة قرع بخرطوم المياه لمسافة مترين وأكثر وهي لا تنتبه لحقيقة انها أهدرت كوبا من الماء بدلا من أن تكنس هذه القشرة بسرعة.

أم العبد سيدة لطيفة واجتماعية إلى ابعد الحدود وتشاركنا جميعا في الحي في كل مناسباتنا، وهي جليسة خير ومتحدثة لبقة، ولكنها تعاني كما غالبية النساء من التعلق المفرط باستخدام خرطوم المياه في ساعات الضحى.

فهي ولا بد ستعاتبني على هذا الكلام، تنهي ترتيب البيت بسرعة وتخرج إلى ساحة المنزل لتكمل التنظيف والترتيب ليبدو كل شيء وكأنه صورة طبعت على صفحة من مجلات التصاميم والديكورات العصرية.

ومهما فعلت أم العبد، لا بد لها أن تمسك في النهاية بخرطوم المياه وتطلق العنان لهوايتها المفضلة بكل استمتاع فهي تقضى الوقت الطويل بممارستها دون أن تشعر بكمية المياه التي أهدرتها ولا بالوقت الذي مر أو إلى أين وصلت المياه التي سكبتها.

وحين انهرها من شرفتنا عن تماديها باستخدام المياه تبتسم وتقول: إنها قشرة بذر قرع تعاندني وتلتصق بالأرض هنا وترفض الابتعاد عن البيت.

جارتي أم العبد مستنسخة في كل الأحياء الطيباوية، وكل منا لديه جارته “أم العبد” أو قد تكون أم العبد تشاطره حياته. ولهذا لا عجب حين نمر بشوارع الطيبة عند الضحى فنراها وكأن الفيضان انحسر عنها لتوه.

ليت الطيباوية “الشاطرة” تستولي على الشارع وتعتبره جزءاً لا يتجزأ من بيتها من حيث النظافة!!

مع تحيات أختكم أم سامي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *