كلمة حرة

لماذا نقوم بقتل عروس في ليلة زفافها ؟!

لا شك أن أحداث القتل المتسلسلةَ في مدينتي الطيبة قد انشأت لها سمعة سيئة ووصفاً بشعاً حيث أطلق عليها من قبل الكثير من المدن المجاورة والبعيدة “مدينة القتل والدم”، ولا شك أن هذه الأحداث ليست سوى عنف وإرهاب وإتقان لقانون الغاب “القوي يأكل الضعيف”.

مدينة الطيبة عند المساء

محاولات كَثيرة بكافة المستويات ومن جميع الجوانب حركت لوقف هذه الأحداث البشعة ولم يكن من وراء هذه المحاولات سوى المظاهرات ورفع الأعلام والشعارات وطلب مساعدة الشرطة وتحميلها مسؤولية هذه الأحداث.
لو فَكرنا قليلاً في هذه المدينة بشكل إيجابِي، لزرعنا كل أرض جافة بساتين ورد وأشجاراً يانعة خضراء، لو فَكرنا قليلاً ببراءة سكان هذه المدينة وتاريخها وجمالها، لَكسونا مكان كل جريمة قَتل بِحاراً من النشاطات الإجتماعية والفكرية في جميع المجالات، ولو فَكرنا قليلاً وعانينا كما تعاني روح هذه المدينة لقَبلنا وجودها من بريق حروفها.
عن هذه المدينة يطول الكلام والحديث ولا ينتهِي، فَهِي إحدى أقمار التراث الفلسطيني وبهوائها شيء من رائحة العراقة، في هذه المدينة غيمة شتاء حبلى بآلاف المواهب والفنون والفعاليات الفنية والثقافية لو تساقطت أمطارها لأغرقَت الغرق نوراً وأنوارا وكَونت للتاريخ تاريخاً آخر وجمعت كل الحضارات في الحروف التي يحملها اسمها .. فلماذا لا نحافظ على هذه المدينة ولا نعمل من أجلها ولماذا نفَكر في العقل السلبِي فقط ! ونترك العقل الإيجابِي؟
ختاماً – أنهي المقال ببعض من أبيات قصيدتي “طيبة بني صعب”
” طَيبة بَنِي صَعبْ
كالمُعجِزَةِ تَترُكُ
الخفايا والآثارْ
يُحِبُّها الَربيعُ
ويهواها الطَيرُ
ويَهابُها الإعصارْ
طَيبة بَنِي صَعبْ
أحلى وأعجَبُ
مِن العجائِبْ
كَوكَبٌ
يُغيِّرُ كُل مدارٍ
وَمدارْ
طَيبة بَنِي صَعبْ
بَريقُ النُجومِ
وخَيرُ الأشجارْ
عرسُ الغيومِ
وصَقيعُ النارْ
لا تَسألونِي
عَن مَدينتِي
فَهِي الرَبيعُ
والعِطرُ
والحُبُّ
فِي زَمَنِ الانهيارْ
ولا تَسألونِي
عَن موقِعِها
فمَدينتِي
فَوق أن تَحتويها
الخَرائِطُ
بِعدد نَسماتِها
تُغيّر كُلَّ مسارٍ
ومسارْ
طَيبتِي ..
عِند وَصفِها
تَموتُ الكلماتُ
وتَنتَحِرُ العباراتُ
وتَستَشهِدُ الكتاباتُ
ويوضَعُ الشِعرُ والقصيدُ
فِي سوقِ الإيجارْ “

عبدالسلام حاج يحيى

‫2 تعليقات

  1. موضوع رائع جدا اخي عبدالسلام :) اتمنى من كل قلبي ان تصل رسالتك الى اهل الخير وان تزهر الطيبة من جديد .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *