بعرظي قديش الساعة؟ – مجرد رأي

انتشرت في السنوات الاخيرة وسط الشبان الصغار الفاظ نحن العرب براء منها، وانتشرت بعض هذه الالفاظ في مدينة الطيبة دون غيرها لا ادري لماذا.

سيارة من نوع طيباوي سوبر بعرظي

فمثلا يكفي ان اسمع كلمة “بعرظي” كما ينطقها هؤلاء الشبان، حتى أدرك ان ناطقها من مدينة الطيبة حتى لو سمعتها في منهاتن وسط مدينة نيويورك، عندها لا بد ان اتبين مصدر الصوت لأنه من المؤكد صادر عن شخص طيباوي.

كلمة “بعرظي” العامية يقصد بها المتكلم ان يقسم بعرضه، وعرضه هو شرفه وشرف عائلته واصله وفصله، شرف امه وشرف اخته وشرف كل افراد عائلته، لأن شرف كل هؤلاء من حوله هو شرفه.

ولكننا نرى هؤلاء الشباب يستخدمون هذه الكلمة في كل شيء، دون أي داع لقولها، او لأداء اغلظ قسم، وهو قسم الشرف لاتفه الامور. لدرجة انك اصبحت تسمع احدهم يسال الآخر قائلا: “بعرظي قديش الساعة؟” فيرد عليه الآخر: “بعرظي تسعة ونص”.

وتشكلت في الطيبة ثقافة “بعرظي” التي لم يعد يلتفت اليها احد، ولم يعد الاشمئزاز يجدي ولا ابداء الملاحظة تأتي بنتيجة، وصار كل من يستاء من تصرفات صبيانية، ينعت صاحبها بأنه “من جماعة بعرظي”. هذه مجموعة تم تأليف النكات عنها، وهي في العديد من الحالات محور التهكم من قبل من يعتبرون أنفسهم بعيدين عن هذه الالفاظ.

لم اكن لأكتب هذا لولا انني سألت عن احدهم مر بالقرب من بيتنا وهو يقود سيارة تنبعث منها موسيقى باللغة العبرية بصوت مرتفع للغاية، وحين مرت السيارة بقي هدير “الساب” في صندوقها الخلفي “يخز” طويلا، فتساءلت ترى كيف لهذا الشاب ان يستمتع بالموسيقى العبرية ولدينا احلى موسيقى في العالم! فأجابني احد الحاضرين: “سيبك منه هذا سايق سيارة سوبر بعرظي ومش شايف حدا”.

احتجت للترجمة كي اشعر انني ابن هذا المكان، فتبين ان سوبر بعرظي هي سيارة “ميتسوبيشي سوبر لانسر” الرخيصة نسبيا التي لا يقدر مثل هؤلاء الشبان على اقتناء ارخص منها.

وعلى طريقتهم: “بعرظي هذا اللي صار”- من اخوكم ابو الزوز.

Exit mobile version