إلى متى سيطاردون بناتنا وهن عائدات من المدرسة ؟

هذه صرخة أم تستنجد بكل من يملك ذرة من الشهامة والأخلاق الحميدة التي تربينا عليها نحن الآباء والأمهات لهذا الجيل الصاعد. أين ذهبت هذه المزايا التي كانت المعيار الأوحد في تصرفاتنا تجاه الآخرين، وكنا نحافظ على كرامة الآخر قبل أن نحافظ على كرامتنا الشخصية، ولهذا لم نكن نعرف أي مشكلة يصعب حلها.

صورة للتوضيح فقط

أنا أسكن في منطقة تقع على الطريق المؤدية إلى المدرستين، الثانوية عتيد وعمال، وما أراه كل يوم يجعلني اكتب هذه السطور كي يفيق كل أب وتفيق كل أم ممن يتظاهرون بأنهم لا يرون شيئا.

المقصود هنا هو ما يجري لفتياتنا وهن عائدات من المدارس، والتحرشات التي تتعرض لها هذه الفتيات برضاهن وبغير رضاهن من شباب ليسوا من زملائهم الطلاب وإنما شبان يتجولون بلا عمل ولا هدف في حياتهم. شباب يجلسون طوال النهار في المقاهي يتابعون كل فتاة تمر وعندما يحين موعد انصراف الطلاب من المدارس يبدأ التحرك المسعور لهؤلاء الشبان.

فكل منهم بسيارة استعارها من أبيه أو أخيه أو صديقه، لأن شابا لا يعمل ويتسكع طول النهار في المقاهي لا يملك ثمن سيارة. فترى الواحد منهم يقود السيارة في الشارع المؤدي إلى المدرسة ببطء شديد وصوت الموسيقى ينبعث بقوة من السيارة، وبعد أن يصل نهاية قافلة الطلاب والطالبات العائدين، يسرع ليلتف عبر الشوارع الجانبية ويعود مرة أخرى ليسير ببطء والموسيقى تجعله يشعر انه دون جوان زمانه.

أنا لست أما رجعية، ولست أعيش في القرون الوسطى واعرف أن علاقات قد تنشأ بين الجميع في هذه السن، ولكن ما أراه كل يوم يفوق كل التوقعات. فمنذ متى أصبح من المقبول في مجتمعنا أن يرمي الشاب أمام أقدام الطالبة بقصاصة ورق فيها رقم هاتفه، أليست هذه إهانة للطالبة ؟ أليس هذا التحرش بعينه ؟

ثم من قال أن على كل فتاة مؤدبة أن تكون شاهدة على مثل هذه المشاهد غير الأخلاقية أو أن عليها تحمل صفاقة هذا المتسكع الباحث عن ضحية ؟

بصراحة ليس جميع الشباب بهذه الأخلاق، وأرى كل يوم نفس الوجوه ونفس السيارات ونفس الموسيقى. إنهم أولئك الذين لا هم لهم سوى مضايقة الطالبات العائدات أو المتوجهات إلى المدرسة.

قليل من الخجل واحترام الذات سيكون ذا منفعة كبيرة لهؤلاء الشبان، ولهذا أهيب بأبناء الحركة الإسلامية أن يتدخلوا بالحسنى لوقف هذه الظاهرة المقززة والغريبة عن مجتمعنا فالطالبات هن بناتنا وأخواتنا ولا يجوز أن يتعرضن لهذه الإهانة اليومية.

تحياتي للجميع من اختكم ام سامي

Exit mobile version