أخبار الطيبة

استنكار عارم في الطيبة لمقتل جابر- مجتمعنا فقد التضامن الاجتماعي!

جل الخطوات الاجتماعات والمظاهرات والمؤتمرات التي أقيمت من اجل محاربة العنف والجريمة، لم تأت باي نتائج، إذ لا تزال  جرائم القتل، تعصف بالمجتمع العربي في الداخل الفلسطيني، وبقيت النقاط المعروضة مجرد حبرا على ورق ووعودات بلا أي تنفيذ، وسط تصاعد آفة الجريمة والعنف، وقلق وتخوف واستنكار  في صفوف المواطنين.

المرحوم عبد السلام جابر

بالرغم من المظاهرات والوقفات الإحتجاجية، والمؤتمرات، والندوات، التي نظمت احتجاجا على شلال الدم، الا ان الظاهرة بقيت تستشري، في المجتمع العربي، الذي يشهد يوميا حوادث عنف، كان أخرها ظهر اليوم، في مدينة الطيبة، جريمة قتل، راح ضحيتها المرحوم عبد السلام جابر، قتل رميا بالرصاص، لدى خروجه من مسجد “العلم والإيمان”، سبقتها جريمة إطلاق نار على شاب، فجر يوم أمس الأول الأحد، أيضا لدى خروجه من مسجد في منطقة “الجلمة”،  في المدينة، سبقتهما عدة جرائم اطلاق نار على منازل ومركبات، ووضع قنبلة مُركبة في باحة منزل.

وتسود حالة من الغضب والاستنكار الشديدين، في مدينة الطيبة، في اعقاب تصاعد جرائم العنف، التي تعتبر أزمة المجتمع العربي في الداخل، وأكثر ما يقلق المواطنين.

وقعت في مدينة الطيبة، اليوم  الجريمة الأولى،  منذ مطلع العام 2019 ، في حين سجل العام 2018، ثلاث ضحايا، خلافا لوضع البلدات العربية في الداخل التي ما زالت تسجل ارتفاعا، وهم  الشاب محمد زنديق مصاروة (28 عاما)، الذي قتل مساء يوم الأربعاء الموافق 17.01.2018، إثر تعرضه لجريمة إطلاق نار نفذها مجهولون في منطقة دوار “الرحمة” وسط المدينة. والشاب مكرم لطفي جابر (29 عاما)، حين أقدم مجهولون على أطلاق الرصاص، فجر يوم السبت، الموافق 13.03.2018، عليه ما أدى إلى إصابته بجراح بالغة، توفي في أعقابها متأثرا بجراحه. وأتت جريمة مقتل جابر، مع انتهاء الثلث الأول من العام 2018. والشاب سعد جبالي (24 عاما)، الذي قتل اثر تعرضه لجريمة إطلاق نار في حي العمري في مدينة الطيبة، بعد ان وأطلق مجهولون الرصاص عليه بينما كان في بقالة، مما أدى لإصابته بشكل بالغ، أُعلن عن وافته متأثرا بجراجه البالغة، ذلك مساء يوم الثلاثاء، الموافق 13.11.2018.

في العام 2018 إنخفض  معدل الجريمة بنسبة 50%، إذ فقدت مدينة الطيبة في العام 2017 ستة من أبنائها، ضعف عدد العام 2018 وهم الشاب أحمد رائق ياسين قتل يوم 23.08.2017، في الخامسة والعشرين من عمره، وأصيب شقيقاه بجروح بالغة الخطورة، (32 ، 27 عامًا)، إثر تعرضهم لجريمة إطلاق، لدى وصولهم حي “عين إبراهيم” في مدينة أم الفحم، إضافة الى شخصين آخرين من مدينة أم الفحم أصيبوا في ذات الواقعة (16، 40 عاما) بجروح متفاوتة. فيما قتل الشاب محمد زبارقة ( 25 عاما)،  يوم 20.04.2017، إثر جريمة إطلاق نار في مدينة اللد، خلال شجار نشب بين أفراد عائلتين. كما وقتل عصام محمد مصاروة، البالغ بوفاته 42 عامًا،  فجر الإثنين الموافق 17.04.2017، متأثرًا بجراحه البالغة، إثر تعرضه للطعن أثناء تواجده في مدينة تل أبيب. وتوفي مساء يوم 31.01.2017 في مستشفى بلنسون في بيتح تكفا فاتح عبد الحكيم بريمي (45 عاما) من سكان الطيبة واصله من الضفة الغربية، ومتزوج من السيدة خلود مصاروة من سكان الطيبة، ذلك بعد ان تم الاعتداء عليه ، في قرية كفر لبن التي تقع داخل الضفة الغربية. وتوفيت  يوم  01.07.2017، السيدة نادية أبو راس – برانسي (أم جواد)، البالغة خمسة وخمسين عامًا، جراء تعرضها لرصاص طائش حيث تم استهدافها اثناء مكوثها في شرفة منزلها، ما أسفر عن اصابتها بجراح بالغة الخطورة، توفيت على إثرها بالمستشفى.

وتشير المعطيات اعلاه إلى ان 5  أشخاص من أصل 6 قتلوا  في العام 2017 خارج المدينة، فيما جريمة واحدة وقعت برصاصة طائشة لتقتل السيدة نادية برانسي في عقر دارها.

لا يوجد أي إنسان محصن من العنف

وفي هذا السياق، قال سكرتير جبهة المثلث وعضو اللجنة الشعبية في مدينة الطيبة الدكتور حسام عازم قال:” واضح جدا بان ظاهرة العنف منتشرة وبشكل كبير في الآونة الأخيرة، فعندما نتحدث عن العنف فهذا يعني أيضا الجريمة المنظمة. في السنتين الأخيرتين وضع الطيبة كان جيدا وهدوء نسبيا مقارنة ببلدات أخرى، لكن في الفترة الأخيرة نرى بان العنف ينتشر في كل مكان وحي، وهذا يدل بأنه لا يوجد أي إنسان محصن من العنف، كما ولا تتوفر معادلة سحرية لمعالجة تلك الظاهرة”.

لا يمكن السكوت على ما يجري

واوضح عازم، “يجب ان نفرق بين الجريمة والعنف، فالجريمة المسؤول الأول والأخير عنها هي الشرطة التي يجب أن تقوم بواجبها وتغيير سياستها اتجاه الجماهير العربية والقضاء على الجريمة المنظمة وعائلات الإجرام، والأمر الأخر على السلطات المحلية والأحزاب العربية وكل إنسان تهمه مصلحة بلده العمل على رفع الوعي وبرامج توعية وهذا يحتاج الكثير، ولا يمكن السكوت على ما يجري. كانت كثير من المحاولات، أخرها مؤتمر التنمية البشرية الذي بحث قضايا العنف وشارك فيه أفضل المهنيين لبناء برنامج مكافحة العنف، وحتى اليوم لم نرى أي نتائج لهذا البرنامج”.

وعن البرامج التي تكتب دائما ولا تخرج إلى حيز التنفيذ قال عازم:” هناك برامج تكتب في الهواء التي من المفروض أن يتم العمل على تنفيذها، والمسؤول عن ذلك بالأساس هي السلطات المحلية والأحزاب السياسية والجمعيات المدنية، ومع الأسف الجهة الأكثر مسؤولة وهي السلطة المحلية لا تقوم بدورها في محاربة قضايا العنف”.

هذه التوصيات وضعت داخل الخزانة

وقال:” العنف لا حدود له، فقد دخل المدارس والبيوت والشوارع والمحلات التجارية، ولم يبق أي أمان للمواطن، لذلك ان الأوان بان نحول البرامج التي كتبت لبرامج عملية، فلا يمكن أن يكون في الطيبة لجنة لبحث قضايا العنف التي أعطت نتائج علمية ومهنية والمجلس البلدي صادق عليها بشكل كامل، لكن هذه التوصيات وضعت داخل الخزانة، فهذا فشل ذريع للبلدية التي لم تعمل وفق البرنامج، لا سيما أن محاربة العنف يختلف في كل بلدة، فهناك أمور محلية التي يجب اطلاع الجماهير عليها لتشكيل ضغوطات على الجهات المسؤولة، وهذا من أسباب انعدام الضغط الجماهيري وإيجاد الحلول. أيضا على الأحزاب السياسة ان تقوم بواجبها، صحيح بان هناك خطوة جيدة قام بها أعضاء الكنيست العرب، وهي جمع تواقيع لبناء برنامج ممول لمحاربة العنف، لكن لا نعلم متى سنرى النتائج”.
كما قال:” في قضية الجريمة دور اللجنة الشعبية هو الضغط على الشرطة عن طريق تجنيد الجماهير للنضال، صحيح انه يوجد تقصير من اللجنة الشعبية والأحزاب السياسية، لكن يتم الدعوة لمظاهرة ضد العنف فيبقى الأغلبية جالسون في بيوتهم، وهذا ما حصل في المظاهرة التي دعت إليها لجنة المتابعة أمام مقر الشرطة في تل ابيب قبل شهر ونصف، ذلك بسبب اللامبالاة”.

اللامبالاة القاتلة لدى الجماهير التي لا تشارك في النضالات

وحول السؤال عن قرارات لجنة المتابعة التي لم تنفذ مرتين، وهي تنظيم قافلة سيارات للقدس ضمن الخطوات لمحاربة العنف قال عازم:” هناك لجنة مكافحة العنف في لجنة المتابعة التي قامت ببناء برنامج نضالي وعيني ولم يتم تنفيذ قسما منه. اعترف بان هناك تقصير في البرنامج الذي رسم. هناك قضيتين الأولى بعض التقصيرات من لجنة المتابعة التي لم تفي بكل وعوداتها، والأمر الأخر اللامبالاة القاتلة لدى الجماهير التي لا تشارك في النضالات، فدائما عندما يقتل شخص نسمع من يقول “الأمر لا يعنيني”. لا يمكن ان نبقى جالسين في بيوتنا ووراء المكاتب وتحت المكيفات، فمن يريد ان يكون جزء من هذا النضال عليه الخروج من بيته لمحاربة ارهاب العنف، الذي قتل مدير مدرسة داخل الحرم المدرسي وشخص خرج من المسجد وسيدة كانت جالسة في ساحة بيتها. جميعنا مسؤولون والسكوت عن الشر والعنف هو جزء من العنف. يجب ان نكون اداة ضاغطة ولها تأثير. شاهدما كيف خرج الأثيوبيين في مظاهراتهم الصاخبة، بينما الجماهير العربية فقدت التضامن الاجتماعي. تعالوا معنا نبحث عن اليات لمحاربة العنف فنحن أبناء مجتمع واحد وليس اعداء”.

نسبة العنف في الطيبة انخفضت

وفي المقابل، أكد نائب رئيس بلدية الطيبة، المربي ملك عازم،  أن نسبة العنف، إنخفضت في مدينة الطيبة، منذ تولي الإدارة الحالية زمام الأمور في البلدية، خلافا للأعوام السابقة التي كانت تسجل عدد ضحايا اكبر. معربا  عن امله بأن تكون جريمة اليوم، خاتمة لمسلسل العنف والجريمة، مؤكدا أن لا أنسان، يرضى بهذه الجرائم التي تحصد أرواح الأبرياء، من صغار وكبار ومعيلي عائلات.

بلدية الطيبة تجند ميزانيات كبيرة

وقال إن مدينة الطيبة، جزء لا يتجزأ من المجتمع العربي، في الداخل،  الذي يعاني من ظواهر العنف والجريمة المستفحلة، مشيرا إلى ان بلدية الطيبة، تجند ميزانيات كبيرة جدا، للمساهمة في الحد، من هذه الظاهرة في مدينة الطيبة.

وأضاف، بكل فخر، فبلدية الطيبة، تلهي فئة الشبيبة بأماكن تربوية،  توفر اطرا تحوي الشبيبة في سن المراهقة، كالمخيمات الصيفية، والنوادي، وما إلى ذلك، وتسخر الطاقات، لضبتهم،  وإبعادهم عن الإنزلاق في هاوية الجريمة والعنف. مؤكدا أن نسبة العنف، إنخفضت في مدينة الطيبة، منذ تولي الإدارة الحالية زمام الأمور في البلدية، خلافا للأعوام السابقة التي كانت تسجل عدد ضحايا اكبر.

توعية ابناءهم

ودعا عازم الأهالي إلى التعاون مع بلدية الطيبة، في إخراط أبناهم، بهذه الأطر، كذلك توعية ابناءهم، حيال قضيتي الجريمة والعنف المستشريان،  والإنتباه إليهم، خاصة في أجيال المراهقة والشبيبة، من أجل بناء مجتمع امن، مؤكدا على دور المدرسة في المساهمة بتوعية الطلبة للحد من هذه الظاهرة، وإخراجهم للمجتمع، بثقافة تنبذ العنف.

مدينة تسامح

وشدد عازم، على دور الإعلام، في توعية المجتمع في هذه القضية، وإظهار الإيجابيات المجتمعية، من ترابط  أسري ولحمة النسيج الإجتماعي، لتكشف  أن مدينة الطيبة، مدينة تسامح،  تتمتع بالامن والامان، وأكبر مثال مشروع “رمضان ماركت” الذي جمع كل اهالي الطيبة، ومن خارجها كإطار يعكس ان مدينة الطيبة مدينة تسامح، تجعل الزوار يتوافدون عليها،  اذا لم تكن في السنوات السابقة، تستقطب الغرباء من المناطق المجاورة او البعيدة، بهذا الكم الملحوظ.

وخلص بالقول، ” نأمل ان تكون هذه الجريمة، نهاية لفصل الجريمة والعنف، ونأمل خيرا لهذا البلد وان يستبب الامن الامان”.

أرقام ومعطيات حول ضحايا جرائم القتل من العام 2014 حتى العام 2018 :

بلغ عدد ضحايا جرائم القتل في الداخل الفلسطيني، منذ مطلع العام2019، حتى اليوم،  31 ضحية، بينهم ستة سيدات ، علما أن العام 2018، سجل 76 ضحية، قضوا في جرائم قتل مختلفة، بينهم 14 سيدة.

وسجل العام 2017، رقما قياسيا بعدد القتلى، حتى وصلوا إلى 72، منهم 10 نساء.

وفي العام 2016 وصل عدد ضحايا الجريمة والعنف إلى 64 منهم 10 نساء.

أما في 2015 فقد قتل 58 شخصا، منهم 14 امرأة، في أقل عدد في تلك السنوات.

وقتل في العام 2014، 61 شخصا منهم 8 نساء.

75% قتلوا بإطلاق رصاص حي

ويشار إلى أن غالبية عمليات القتل نفذت برصاص حي، وبلغت نسبة الذين قتلوا بالرصاص  اكثر من 75% .

الدكتور حسام عازم
الدكتور حسام عازم
نائب رئيس بلدية الطيبة مالك عازم
نائب رئيس بلدية الطيبة مالك عازم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *