2أخبار الطيبةنفحات دينية

ايها الرئيس المغتر المتعجرف: اتق الله واترك “المهاترات والمماحكات التافهة”،واهتم بتطوير بلدك !- الرسالة الثانية :بقلم الشيخ ابو عكرمة

من الحكمة والفطنة البديهية ان من مصلحة الرئيس الحكيم اللبق، ان تسود بين اهل بلده، بعد انتهاء الانتخابات أجواء الإخوة والمحبة، ويحل التسامح والهدوء والأمن !.

رئيس

ايها الرؤساء تذكروا:انكم رفعتم شعارات راقية وحضارية فقلتم : “الانتخابات يوم والبلد تدوم “، ولكن كما يظهر ان الكثير منكم “يتناسون “،ولا يعرفون معنى شعاراتهم السامية ،وكأن لسان حالهم ينطق: أنا اصلا غير مقتنع بما ارفع من شعارات ، ولست مؤهلا بتاتا لقيادة البلد.

ولذا كيف نفسر قول أحدكم مقولته الجاهلية التافهة المقيتة : ” نحن الأسود وهم الفئران”. الجميع يجمع ان من حق الفائز الفرح والتعبير عن بهجته وسعادته !، ولكن ما يحدث في بلادنا، هو البتر والعجرفة الجاهلية . وأسألكم :لماذا تطلق في بلادنا نحن العرب، النيران الكثيفة؟! ، ولماذا ترتفع بالسماء عاليا المفرقعات وكأننا في جبهة حربية ؟!، ومن الذي سمح لنفسه احضار فرقة موسيقية مصطحبة بالرقص والدبكة والأغاني وكأننا في زفة عريس وحيد زمانه !، ولماذا تذبح المواشي وتمتلأ الموائد بأشهى انواع الطعام : “لحمة عجل و خروف وجمال ” ، وتوزع على جماعتنا الفائزة الكميات المبالغ فيها من المرطبات والحلويات :”كنافة وبورما وقطايف” .

ولماذا ننشرها عبر المواقع والجرائد والاذاعات؟ !، وكأن بلدنا تعيش الحدث الاعظم ، ونشوة الفرح بالفوز برئاسة البلد. وكأن مرشحكم الفائز اصبح رئيسا لأعظم الحكومات والامبراطوريات !. ايها الناس افتقدنا وأضعنا أخلاقنا وآدابنا الإسلامية والعربية،فاتقوا الله يا قوم ، والله عيب يا عرب ويا مسلمين!.

واخجلوا على حالكم وتصرفاتكم، واعلموا أن وضعكم مقلق !. حتى يكاد الواحد منا يبكي حسرة وخجلا من سلوكياتكم التافهة.

واذكركم :

الواجب على المسلم أن يلتزم ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول اللهﷺ :” لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانا، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله ولا يكذبه ولا يحقره، التقوى ها هنا ويشير إلى صدره ثلاث مرات، بحسب امريء من الشر أن يحقر أخاه المسلم ، كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه” رواه مسلم .

ايها الرئيس تواضع لله تعالى، وأنصحك بأمانة : ” الرئاسة ليست زعامة وتشريف ، وانما تكليف وأمانة ، وستسأل عنها يوم الحساب”، قال أبو ذر الغفاري رضي الله عنه : ( يا رسول الله ألا تستعملني؟ قال : فضرب بيده على منكبي ، ثم قال: ” يا أبا ذر إنك ضعيف، وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزي وندامة، إلا من أخذها بحقها، وأدى الذي عليه فيها) .

أخي الرئيس اعلم بصدق: انك لست رئيس جماعة او حزب او عائلة، وانما انت رئيس لكافة اهل بلدك. فاعمل على زرع بذور الإخوة والمحبة والعدل والإنصاف. وانصحك ان تعطي الوظيفة والمسؤولية لمن يستحقها بجدارة .

وامنع مؤيديك من “المماحكات ” لاهلهم وجيرانهم، وربما اقاربهم وانسبائهم، فهم لهم عليكم حقوق :” الاسلام والعروبة والمواطنة والجيرة ” ، واقلها لا “تماحكهم” ولا تحاول اذلالهم.وهل سألتم أنفسكم عن تصرفاتكم : فأنتم القدوة الأولى في تربية أولادكم ، فعلى ماذا ربيتوموهم ؟، نعم ربيتموهم على “المماحكات” والأحقاد والكبرياء والعجرفة .

من هنا تذكر جيدا وتيقن : (ان الرئاسة لن تدوم لك ولا لغيرك، فلو دامت لغيرك، ما وصلت اليك !) . اخي الرئيس ، ختامه مسك ،تذكر أن هنالك صدقة جارية ، وايضا توجد سيئة جارية الى يوم الدين. روي في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول اللهﷺ قال: “من دعا إلى هدى، كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا، ومن دعا إلى ضلالة، كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئًا”. ( اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي دِينِي الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لِي دُنْيَايَ الَّتِي فِيهَا مَعَاشِي، وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتِي الَّتِي فِيهَا مَعَادِي، وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لِي فِي كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ الْمَوْتَ رَاحَةً لِي مِنْ كُلِّ شَر ٍّ).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *