2أخبار الطيبةنفحات دينية

“إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ”-الرسالة الأولى: اعداد الشيخ ابو عكرمة الطيباوي

اعلم يقينا بأنك عندما تنظر وتتمعن في أحوال الأمة الإسلامية، تكاد تصاب باليأس والإحباط والاستسلام، حيث المكائد والمؤامرات تحيط بالأمة من كافة الجهات والبلدان : ” السودان والصومال والعراق و أفغانستان واليمن وفلسطين وسوريا ومصر و… “، وكل هذا بقصدُ تفرقتها وتجزئتها واضعافها مما يسهل للأعداء من السيطرة عليها !. وقد يسأل قائل : ما السبيل لنا لصدِّ العدوان ومواجهة مخطَّطات أعداؤنا ؟. أقول بالواقع وليس مجرد أضغاث أحلام وأمنيات ،انه يجب على الأمة الإسلامية أن تتوحد جميعا ، والاعتصام بكتاب ربها وسنة نبيها، وضرورة التفافها حول منهجها ودينها .

الاتحاد_قوة

وأقول أن أوروبا المعاصرة خطتْ خطواتٍ عديدةً وسريعة في سبيل الاتحاد ،حتى كادت تصبح دولة واحدة، ومع هذا ما زالت أوروبا تعتبر نفسها أممًا أوروبية متعددة، وقد رفضت بشدة في كل المحافل، فكرة التسمية بالأمة الأوروبية الواحدة ! .قال اللهُ تعالى في كتابه المجيد : ( وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ).

وفي المقابل لا نسمع مصطلح الأمم الإسلامية ، لأن للإسلام فهمًا خاصًّا، وتصورًا متميزًا لمعنى الأمة، يتمثل في عبادة رب واحد، واتِّباع دين واحد وعقيدة واحدة، وهذا كفيلٌ بجمع كافة المسلمين في بوتقة واحدة ، ويذيب جميع الفوارقَ والاختلافاتٍ بينهم، لقوله سبحانه وتعالى في سورة المؤمنون :(وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ). ان أمتنا الإسلامية واحدة غير مجزأة الى أجزاء ، أمة واحدة في دينها وعقيدتها وايمانها وتوحيدها، فهي الأمة الوحيدة الى قيام الساعة التي تتبع ربا واحدا ، وتؤمن بالله الواحدً، وتتبع منهجاً واحداً ، وكتابا واحدا القرآن الكريم ، وتؤمن بقائدها ونبيها المختار محمد صلى الله عليه وسلم ،خاتم الأنبياء والرسل، فتتبع سنته وهديه . وتتوجه إلى قبلة واحدة الكعبة المشرفة ، وترتبط وتتوحد كلمتها بدينها الاسلام .

لقد آخى اسلامنا الحنيف بين المسلمين على اختلاف لغاتهم وقومياتهم واجناسهم وأوطانهم وألوانهم !.( العربي والأوروبي والأسيوي والأفريقي والأمريكي والهندي.. ) .ان هذا المفهوم للأمة ، انفرد به الإسلام عن سائر الأمم والتصورات ، ولقد كانت البداية العملية للتآخي ، حين آخى رسولنا الأعظم ، بين الأنصار سكان المدينة المنورة، والمهاجرين القادمين من مكة المكرمة ،فأصبحوا إخوانا، متحابين متآلفين لقوله تعالى في سورة آل عمران : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً) .

اللهم إنا نسألك نصراً عاجلاً لأمة التوحيد،اللهم من أراد تفريق كلمة المسلمين فاجعل كيده في نحره، اللهم إنا نسألك الأمن والإيمان لبلاد المسلمين ، اللهم اجعل بلادنا معمورة بذكرك ، محكومة بشرعك. اللهم اهد ضالنا، وارحم ضعفنا، واجبر كسرنا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *