نفحات دينية

ما حكم التوسل بالأنبياء والصالحين في حياتهم وبعد مماتهم؟

بعض أدعياء العلم يقومون بنشر البلبلة في مسائل تختص بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم، ومن ذلك أنهم يدَّعون حرمة التوسل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وحرمة التوسل بالصالحين أحياءً ومنتقلين. فنرجو بيان حكم الشرع.

دعاء

ويجيب فضيلة الأستاذ الدكتور مفتي الديار المصرية علي جمعة محمد، بأن التوسل إلى الله تعالى بالأنبياء والصالحين أحياءً ومنتقلين هو في الحقيقة توسلٌ بأعمالهم الصالحة ومزاياهم الفاضلة، لا على جهة عبادتهم، وهو على هذا المعنى جائزٌ شرعًا باتفاق علماء الأمة سلفًا وخلفًا، وعلى ذلك تدل النصوص من الكتاب والسنة والآثار المروية؛ منها قولُه تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّابًا رَحِيمًا﴾ [النساء: 64]، وحديثُ الأعمى الذي أتى النبيَّ صلى الله تعالى عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله، إني أُصِبتُ في بَصَرِي، فادعُ اللهَ لي، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «تَوَضَّأ وصَلِّ رَكعَتَين، ثم قُل: اللهم إني أَسألُكَ وأَتَوَجَّه إليكَ بنبيكَ محمدٍ، يا محمدُ، إنِّي أَستَشفِعُ بكَ في رَدِّ بَصَرِي، اللهم شَفِّع النبيَّ فِيَّ»، وقال: «فإن كان لكَ حاجةٌ فمِثلُ ذلكَ»، فرَدَّ اللهُ تعالى بصرَه. رواه الترمذي وغيره، وغيرُ ذلك كثير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *