أخبار الطيبةإجتماعيات

من الواقع- “عمي اغتصبني على مدار 3 سنوات…”

ننقل اليكم متابعي موقع “الطيبة نت”، أحداث جريمة إغتصاب، تعرضت اليها، طفلة، من مدينة الطيبة، تعود أحداثها إلى أواخر التسعينات، رواها الكاتب والمحرر الصحفي، ناضل حسنين، على صفحته في موقع التواصل الإجتماعي.

tn1

ويأتي نشر المقالة، كما وردت على صفحة حسنين، وفق تصريح والدة الضحية، سعيا منا إلى محاربة هذه الظاهرة البشعة التي يتكتم عليها الجميع.

قل حسنين، في مقالته، بأن العائلة كانت مجتمعة عند المساء تتابع سويا فيلما عربيا على الشاشة الصغيرة، وإذا بالطفلة تقفز من مكانها مفزوعة وتغادر الصالون على عجل وتصعد الى الطابق العلوي من البيت. لم ينتبه الى تصرفها أحد من افراد الاسرة وواصلوا متابعة الفيلم العربي الذي كانت تدور احداثه حول جريمة اغتصاب ارتكبها رجل بحق بنت صغيرة في صعيد مصر.

حدث معي انا ايضاً

لم تمر بضع لحظات حتى أطلت الطفلة الصغيرة من اعلى السلالم المؤدية الى الطابق العلوي، ونادت على امها وقد بدأ الدمع يتلألأ في احداقها.

نهضت الام على الفور وصعدت الى حيث صغيرتها، وبادرت الى سؤالها: “ما بك؟ ما الذي حصل؟”. اجابت الصغيرة بلا تريث: “هذا الذي نشاهده في الفيلم، حدث معي انا ايضاً”…في البداية، لم تستوعب الام ما سمعت اذناها. كررت السؤال ثانية فسمعت ذات الجواب ثانية.

تجمدت الام للحظة امام هذا الخبر الصاعق، بينما اجهشت البنت بالبكاء وهي تسأل امها بصوت تقطعه الشهقات: “هل ستضربيني؟”، “لا لن اضربك…لماذا اضربك”…وضمتها الى صدرها محاولة ان تهدئ من روعها وتطمئنها بألاّ تخاف شيئا، فهي في حضن امها الآن، وهو أكثر الاماكن أمانا في العالم بأسره…غير ان هذا لم يوقف بكاء الصغيرة.

انت غير مذنبة

طال احتضان الام لابنتها وهي تهمس لها محاولة التخفيف من انفعالها: “اهدئي فأنا لن اعاقبك وانت غير مذنبة”…الى ان تسنى لها ان تطرح على الصغيرة السؤال: “من هو؟ ومتى حدث هذا؟”. رفضت الصغيرة ان تكشف عن اسمه وعن بقية التفاصيل، وبدت كمن ندمت على ما اعترفت به. ولكن الام تمالكت نفسها وبكامل هدوئها كي تمنح الصغيرة شيئا من الطمأنينة تدفعها على البوح…غير ان الابنة اقفلت على بقية المعلومات ولم تشأ الافصاح عن شيء.

وبعد ان حاولت الام طويلا استنطاق ابنتها بلا جدوى، اتفقت معها على ان تأخذ ورقة وقلم والجلوس الى الطاولة جانبا وان تكتب اسمه…وفعلا جلست الصغيرة، وهي تمسح دموعها بأكمامها، وكتبت بعد تردد لم يدم طويلا. وقبل ان تناول الورقة لأمها، عادت تشهق باكية وهي تردد انها تكاد تموت خوفا من كشف اسمه لأنه هددها بالسكين إن اخبرت احدا بهذا السر.

تناولت الام الورقة وقرأت “عمي…( فلان)”. تسمرت الام مكانها لا تلوي على شيء لهول الصدمة تلو الصدمة. في هذه الاثناء، كان الأب مع بقية افراد الأسرة في الطابق السفلي يتابعون الفيلم التلفزيوني، وجهاز “الاينهلاتسيا” مثبت على فمه وانفه ليتغلب على أزمة التنفس التي انتابته عقب خضوعه لعملية جراحية معقدة قبل أيام معدودة.

في هذه الاثناء، تمكنت الام بكل ما اوتيت من قوة وهدوء أن توحي لأبنتها بالأمان وبالطمأنينة لتحثها على البوح بكل ما تعرضت له، لكي تتبين الصورة كاملة، فالبنت لا تزال في سن صغيرة (11 عاما) وقد لا تدرك بالضبط ما تعرضت له ومدى فداحته.

وتبين ان معاناة الطفلة قد بدأت منذ كانت في سن الثامنة، أي منذ بدأت تتردد على بيت عمها لتداعب مولودهم الجديد. وتبين كذلك أن عمها، لاحقا، لم يكن ينتظر ان تزورهم لوحدها، بل صار يناديها هو لتداعب المولود الصغير، لا سيما وان بيت العم ملاصق لبيتهم.

واتضح للأم انه وعلى مدار ثلاث سنوات، أي منذ كانت في الثامنة من العمر، كانت الصغيرة تتعرض بداية لتحرشات جنسية لم تكن تدرك ما يجري لصغر سنها ومن ثم تطور التحرش الى أعمال مشينة الى ان بلغ لاحقا حد الاغتصاب، وقد كانت الصغيرة قد بلغت سن الحادية عشرة.

يضع السكين على الطاولة امامها ويحذرها

ومما كشفته الطفلة لأمها ان عمها كان كلما فرغ من فعلته القذرة، يضع السكين على الطاولة امامها ويحذرها بأنه سيقتلها إن كشفت لأحد سرهما. ولم تكن الطفلة تجرؤ على التصرف سواء بدافع الخوف او بدافع الذنب او بدافع العجز امام جبروت العم.

كان الخوف يتراكم مع الايام كما كان يتراكم شعورها بالذنب، الى ان أصبح الهرب او البوح بهذا السر، في كل مرة أصعب من ذي قبل. واستمر هذا الحال ثلاث سنوات لجأت خلالها الطفلة الى الانطواء والانزواء والمعاناة بصمت، الى ان جاء مشهد هذا الفيلم التلفزيوني ليفجر التمرد فيها على ضعفها وليكن ما يكون!

في هذه الاثناء كان الاب منهمكا بصراعه مع المرض لا علم له بما يجرى في الطابق العلوي بين زوجته وابنته، فيما لم تشأ الام تحميل زوجها مزيدا من المتاعب وهو المريض الذي لا يقوى على التنفس.

انطلقت الام الى بيت شقيق زوجها (العم)، استدعته لينزل الى غرفة مكتبه في الطابق السفلي، وهناك اوقعت معه مواجهة عاتية تخللها الصراخ وعلتها الشتائم مرفقة برشقه بكل ما وقعت يداها عليه من كتب وقرطاسية وكراسي وكاسات ومصباح وكل ما يمكن ان يكون في الغرفة.

نفى العم هذا الادعاء واتهم الام بأنها تتجنى عليه بافتراءات لا اساس لها من الصحة. تناولت الام مصحفا لمحته على أحد رفوف المكتبة واقسمت بأن هذا ما سمعته من ابنتها، وان الصغيرة لا تكذب، لأنها لا تعرف كل هذا لولا انها تعرضت له. وطلبت من العم ان يقسم على المصحف إن كان صادقا فيما ينفي…تردد العم لبعض الوقت ثم اقسم هو الآخر انه بريء من هذه التهم…ولكن الام قالت إن من ارتكب هذه الفاحشة بحق طفلة، لن يتردد في اداء القسم على المصحف كذبا وبهتانا.

بدأت رحلة العلاج

منذ ذلك اليوم بدأت رحلة الاهل مع الطفلة التي لم تعد طفلة وقد حطت مصيبة كهذه على كاهلها. بدأت رحلة العلاج والتنقل بين عيادات الطب النفسي لسنين طويلة. في هذا الوقت طفت ملامح الكوابيس لدى الصبية وراحت تنفجر بين الحين والآخر. فلا النوم سهلا ولا الهدوء ممكنا، وبات الاجهاش بالبكاء في لحظات لا يتوقعها أحد مشهدا لا يفاجئ أحدا…وبالرغم من ان الطفلة أصبحت صبية، إلا انه كلما مر أحد من خلفها، تنكمش وتصرخ وتخبئ رأسها بين ركبتيها كأنما تخشى ان تتلقى صفعة من الخلف.

صار الشعور بالقذارة يلازمها طوال الوقت لدرجة انها تنهض لتغسل يديها عشرات المرات في اليوم علاوة على انها تغتسل كلما شعرت بدافع داخلي للاغتسال وما أكثر هذه الدوافع. لا تطيق لمس أي شيء…كل شيء من حولها قذر لا يطاق. بقيت على هذا الحال سنين وهي ترفض الزواج وتستعين بالعقاقير بلا انقطاع كي تحافظ على توازنها النفسي…

أسيرة الشعور بأنها محطمة

جاهدت سنين طويلة بمساعدة امها وابيها ومختلف الاخصائيين في علم النفس لمساعدتها على التخلص من كابوسها فأكملت تحصيلها العلمي حتى حصلت على اللقب الأكاديمي الثاني، ولكنها ما زالت أسيرة الشعور بأنها محطمة في دواخلها، رغم انها تكابر لتشع بأنها قوية… فهي تمقت الشفقة في عيون الآخرين.

توالت بعد ذلك شكاوى عديدة مماثلة من زميلات

اما العم الذي ذاع الحديث عن فعلته الشنيعة في العائلة، فراح على مدار سنين يحاول اقناع افراد العائلة كل على حدة، بأنه بريء من التهم التي يرمونه بها…ولكن ولسوء حظه توالت بعد ذلك شكاوى عديدة مماثلة من زميلات له تعرضن للتحرش الجنسي على يده، بل ومنهن من تعرضن للاغتصاب بكل اركانه.

منهن تفضل لملمة ما تبعثر من الشرف والعفة وترميمه 

ما من جريئة تقف وتصرخ بوجهه او ان تتوجه للشرطة لتكشف عما تعرضت له، لأنها تدرك جيدا ان مجتمعنا لن يرحمها، وإنها ستخاطر بكل شيء مقابل احتمال ادانة الجاني غير المؤكدة، ولهذا كل منهن تفضل لملمة ما تبعثر من الشرف والعفة وترميمه ومواصلة الحياة بقشور جميلة وباطن مهترئ ينتظر لحظة مواتية للانتقام من هذا الشخص.

المكان: الطيبة. الزمان: سنوات التسعينيات الاخيرة

‫6 تعليقات

  1. الغريزة اصبحت حيوانيه عند البشر فقط الحيوانات لا تستطيع التحكم بالغريزة البعد عن الدين موت فيهم الضمير انا اعاني من الصغر واسال الله دائما ان يحمي كل الاطفال واخاف على اطفالي كثيرا لا اعمل فقط لابقى بجانبهم لا اتركهم لحظه ولا ارتاح الا بوضعهم في مدارس مع كميرات تصوير والله ينتقم من اولاد الحرام

  2. حسبي الله ونعم الوكيل فيه .. الا ييجي يوم ويوخذ عقاب أليم جدا ما خلقنا رب العباد عبث في حساب ولربما يكون له عقابين بالدنيا قبل الاخرة .

  3. بعين الله . فش حكي . عجز اللسان عن الكلام . من القرائه فقط . الله بعين . يجب العوده للحكم الاسلامي . الطيبه اخر ايام وسخت عالاخر وهاي سببه البعد عن الدين. وانه فش حدا عنده الجراه يحكي اسامي حتى الناس تعرف وتوخذ حذرها. وشكرا

  4. حسبي الله ونعم الوكيل
    الله ينتقم منه
    يمهل ولا يهمل
    كل كلب بجيه يومه
    قلوبنا معك اختي الغالية
    شكرا جزيلا لك على شجاعتك ونشر مثل هذه القصة لتوعية فتيات اخريات
    الله يحماك ويوفقك بحياتك

  5. ولا مره متاخر اختي
    لازم تلمي قواك وتقدمه شكوي بالشرطه خلي يعفن بالسجن…
    اليوم انت وبكرا غيرك

  6. لا حول ولا قوه الا بالله الله المستعان على امثاله عندما تعمى الابصار تعمى البصيره لا مخافه من الله عليه من الله ما يستحق ان كان فعلا فعل هكذا حسبنا الله ونعم الوكيل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *