أخبار عالمية

عفرين: مأساة “كارثية” تلاحق المدنيين

بلع عدد الفارّين من مدينة عفرين السورية أكثر من مئتي ألف مدني. ووقف الفارّون في طوابير طويلة من السيارات المحملة بالأمتعة والناس على الطريق المؤدي إلى خارج عفرين.

صورة لمناطق في عفرين السورية على الحدود التركية
صورة لمناطق في عفرين السورية على الحدود التركية

ووصف مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن المشهد بـ”المرعب والمخيف”، مشيراً إلى أن “الوضع الإنساني كارثي”.

وفي بلدة الزهراء التي يسيطر عليها مقاتلون موالون للنظام السوري شمال حلب، قال أحد النازحين لوكالة فرانس برس إن “الناس ينامون في المساجد والمدارس ، ومنهم من ينام في السيارات أو على جوانب الطرقات”.

ومنذ بدء الهجوم التركي في 20 يناير توافد الآلاف من سكان البلدات الحدودية إلى مدينة عفرين ما فاقم الوضع الإنساني سوءاً، خصوصاً بعد انقطاع الخدمات الرئيسة وانصراف السكان إلى تموين منازلهم قبل وقوع الحصار.

وانسحبت المعاناة أيضاً على المرافق الطبية التي تشهد نقصاً في الأدوية والمستلزمات الطبية والكادر الطبي.

ووصف المستشار الإعلامي ل”وحدات حماية الشعب الكردية” في عفرين ريزان حدو الوضع بـ”بالمأساة”، مشيراً إلى “ضعف من الإدارة الذاتية في التعامل مع الأزمة، قد يكون ناتجاً من قلة الإمكانات أو كونها لا تملك الخبرة الكافية”.

وفي وقت سابق قال مدير مستشفى آفرين، الرئيسي في مدينة عفرين، خليل صبري أحمد إن “المعونات الانسانية والطبية والادوية والمواد اللازمة لمساعدة المدنيين باتت على وشك الانتهاء”.

وأردف: “المدنيون هم أكثر المتضررين”، مشيراً إلى أن المستشفى يستقبل الحالات الأكثر خطورة فيما تعالج المراكز الطبية الصغيرة الاصابات الطفيفة.

وأشار الى ملاجئ أنشئت لعلاج المصابين أيضاً “بعد استهداف نقاط طبية قريبة من الحدود التركية”.

كما لفتت منظمة “يونيسف” إلى إلى معاناة المدنيين ولاسيما الأطفال فحيث “العنف المستشري بلغ درجة تضطر فيها العائلات إلى ملازمة أقبية المباني التي تقيم فيها”، كما “أغلقت معظم المحلات التجارية، واستدعى هذا الوضع تعليق خدمات حماية الطفل التي تدعمها اليونيسف”.

وكانت منظمة “هيومن رايتس ووتش قد هاجمت أنقرة لاستخدامها “القوة المميتة” ضد النازحين السوريين الذين يحاولون العبور إلى أراضيها من عفرين، ودعت تركيا إلى وقف إعادتهم “قسريا” وفتح الحدود أمامهم.

وشددت المنظمة أن “على الحكومة التركية أن تصدر تعليمات موحدة إلى حرس الحدود في جميع نقاط العبور بعدم استخدام القوة المميتة ضد طالبي اللجوء”، مشددة أنه “لا يجوز إساءة معاملة أي طالب لجوء”.

وطالبت بـ”حظر الإعادة القسرية”، مضيفة أن “على تركيا أن تسمح لآلاف السوريين اليائسين الذين يلتمسون اللجوء بعبور الحدود”، مشددة على أن “الظروف في سوريا ليست آمنة لعودة اللاجئين”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *